كانت الساحة السياسية على مدار الأيام السابقة، جلية بالأحداث واللقاءات خاصةً على مستوى الفلسطينيين، حيث زيارة الرئيس محمود عباس لتركيا، وجولة الوفد الأمريكي للأراضي الفلسطينية.
هذه الزيارات في هذا الوقت بالذات، لها ما بعدها، حسبما يرى محللون، حيث كانت لم تكن زيارة تركيا لقاء سياسي بحت، بل عرض خلالها مبادرة وطنية تعرف بمبادرة "الشاعر" لإنهاء الانقسام.
الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني، رأى في تصريحات لـ"إذاعة القدس"، أن الزيارة الأولى للرئيس عباس بعد أحداث المسجد الأقصى المبارك، تحمل دلالاتها مهمة من الناحية السياسية، حيث تأتي بعيد زيارة الوفد الأمريكي، وقبل جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأوضح الدجني، أن زيارة الوفد الأمريكي برئاسة المبعوث الخاص للشرق الأوسط غارد كوشنير، تشير إلى أن الرئيس عباس أدرك بعد 20 جولة للمنطقة أن الإدارة الأمريكية، تناور وتعمل على إدارة الصراع بدلاً من حله.
وتابع: يبدو أن الرئيس عباس بات يخشى من أقلمة الصراع وحصره في الإطار الإقليمي، من خلال استفادة "إسرائيل" من هذا التوجه، عبر دمج "إسرائيل" في الشرق الأوسط الجديد وهرولة العرب وبعض الدول الإقليمية نحو التطبيع.
وبين الدجني، أن الرئيس عباس يُدرك خطورة المرحلة، فذهب لأردوغان لأكثر من هدف، ولكن الهدف الأسمى وهو المحوري في المنطقة وعلاقة تركيا الجيدة والقوية مع حركة حماس.
وبين أن الرئيس عباس يدرك أن أهم أوراق القوة وهي الموقف الفلسطيني من خلال وحدة وطنية حقيقية، لافتاً إلى أن مبادرة المبادئ السبع والتي عرفت بمبادرة "الشاعر"، نسبة لنائب لرئيس الوزراء السابق والمقرب من حماس ناصر الدين الشاعر، رغم أنه لم يكتب حرفا منها.
وقال الدجني: الرئيس عباس وافق على هذه المبادرة، لأن فيها تحولات وهي تمثل توجهات الرئيس أبو مازن وأفضل مما كانت عليه في السابق، كملف الموظفين والانتخابات والإطار القيادي المؤقت.
وتابع: الرئيس أبو مازن أراد أن يطلب من أردوغان أن يكون ضامن لهذه الاتفاقية، حيث أن حماس تخشى من خلال السياق التاريخي الممتد مع الرئيس عباس، والمبادرات المتعددة، التي لطالما، كمن الشيطان في التفاصيل، فتم تقييدها وعدم العمل بها وإفشالها من أي طرف كان.
وبين الدجني أن الرئيس عباس طلب من أردوغان أن يعمل مع حماس للقبول بهذه المصالحة، ذات المبادرة السبع من أجل البدء بمصالحة حقيقية تُنهي الانقسام الفلسطيني، يستفيد منها الرئيس محمود عباس للتأكيد على شرعيته، وللاحتماء بقوة الشعب وقوة فصائل المقاومة لمواجهة التحديات.
وعن إمكانية تحقيق المصالحة من خلال تركيا، أكد الدجني، أن الإشكالية الإقليمية والتباينات الإقليمية ستترك أثراً كبيراً، مبيناً: أي مصالحة لا تدخل فيها مصر، لن يكتب لها النجاح، بسبب واقع الجغرافية السياسية، وفي حال دخلت تركيا خط المصالحة وحدها فهذا يُشكل إشكالية، حتى لو وافقت حركة حماس، فينبغي أن يكون موقف تركيا داعم للمصالحة، على أن تقود مصر ملف المصالحة وتطبيق المبادئ السبعة.
ولفت إلى أن المبادئ السبعة جيدة ومهمة فيها العديد من التحولات في موقف الرئيس عباس، على صعيد عقد الإطار القيادي الموحد، وبعد ثلاثة شهور انتخابات المجلس الوطني، ومبدأ الانتخابات التشريعية والرئاسية، ودمج موظفي حكومة غزة مع القدامى على أن تلتزم حكومة الوحدة الوطنية بهذا الدمج، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإنهاء العقوبات بالكامل واتخاذ خطوات من قبل حكومة التوافق لتجاوز معضلة الحصار، وحل اللجنة الإدارية الذي يعد على رأس هذه البنود.
وعلق الدجني على حديث رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار مع الصحفيين وتأكيده على أن حل اللجنة الإدارية أمر سهل، يشير إلى وجود أجواء طيبة، لكن السياق التاريخي والتجارب السابقة تجعل الفلسطينيين لا يرفعون سقف التوقعات، إلى أن يتم تطبيق الأقوال على الأرض.
جدير بالذكر، أن المبادئ والبنود هي التالي:
1- تلتزم حركة حماس بحل اللجنة الإدارية.
2- الشروع فوراً في تشكيل حكومة وحدة وطنية بمشاركة الفصائل الفلسطينية.
3- يكون برنامج الحكومة هو وثيقة الوفاق الوطني أو أي صيغة يتم التوافق عليها من قبل المجموع الوطني.
4- تلتزم حكومة الوحدة الوطنية بحل مشكلة موظفي قطاع غزة من خلال عملية دمج الموظفين الحاليين والقدامى.
5- يلتزم الرئيس ابو مازن بوقف جميع الإجراءات الأخيرة التي اتخذت ضد قطاع غزة. واعطاء تسهيلات تخفف من وطأة الحصار المفروض.
6- يتم التحضير لإجراء الانتخابات العامة في فترة لا تتجاوز الستة أشهر بعد تشكيل حكومة الوحدة
7- الدعوة لاجتماع الاطار القيادي في فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر من تشكيل حكومة الوحدة.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف