لفت نظر المراقبين الخطوة التي إتخذها الرئيس محمود عباس بالتوجه نحو أنقرة والدوحة، في إطار التشاور بشأن قطاع غزة، والتحرك السياسي الأميركي في المنطقة.
ووصفت بعض الدوائر هذا التوجه بالمغامرة السياسية، خاصة وأن العلاقات بين أنقرة والقاهرة، يشوبها التوتر، بسبب إختلاف الموقف من حركة الإخوان المسلمين الذين تدعمهم تركيا، وتعتبرهم مصر حالة إرهابية. كما أن التوجه إلى الدوحة، مباشرة، أو من خلال وفود رسمية من رام الله، قد يوتر العلاقة مع الرياض وأبو ظبي، على خلفية أزمة الخليج المعروفة.
المراقبون قالوا إن توجه الرئيس عباس إلى أنقرة والدوحة، الهدف المباشر منه، أن تضغط القيادتان التركية والقطرية على حركة حماس في غزة لتليين موقفها والدخول في خطوات عملية لإنهاء الإنقسام وإستعادة الوحدة الداخلية. على أن تبدأ هذه الخطوات بحل اللجنة الإدارية التي شكلتها حماس للإشراف على وزارات السلطة، مقابل أن يتراجع الرئيس عباس عن إجراءاته العقابية، وتستعيد حكومة الحمدالله دورها وإشرافها الفعلي على الوزارات، ويتولى الحرس الرئاسي معبر رفح، وتنتهي أزمته، ويفتح بشكل دائم.
ولفت المراقبين أن الرئيس عباس مهّد لزيارته إلى الدوحة بأن أمر حكومة الحمدالله بتعليق قرار إحالة 6000 موظف من وزارة التربية في غزة إلى التقاعد، وتعليق الإجراءات الأخرى التي هدد بها عباس فيما لو إستمرت حماس في إدارتها للوزارات الرسمية.
غير أن هذه الخطوة، والتي قدمتها رام الله تعبيراً عن «حسن النوايا» إزاء حماس، إستقبلتها الحركة الإسلامية المسيطرة على القطاع برد باهت، حين إعتبرتها خطوة غير كافية، ودعت الرئيس عباس للعودة عن كل إجراءاته، كشرط لفتح باب الحوار بين الطرفين.
المراقبون ربطوا بين جولة عباس الأخيرة، وبين النتائج الفاشلة لزيارة الوفد الأميركي إلى رام الله، وخلو حقيبته سوى من الأوهام والوعود الفارغة.
ويقول المراقبون إن الرئيس عباس وبعد أن أدرك أن العملية السياسية مؤجلة حتى إشعار آخر، وأن الضغوط الأميركية والعربية، منعته من إتخاذ أية خطوة جديدة على الصعيد الدبلوماسي وعد بالإعلان عنها في خطابه المرتقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعد أن فشل في الدعوة إلى عقد المجلس الوطني بصيغته القديمة، رأى ضرورة العمل على إنهاء الإنقسام مع حماس، كخطوة تعويضية، توفر له مكسبين إثنين معاً:
• المكسب الأول: مد «شرعيته» فوق قطاع غزة، وإنهاء نفوذ حركة حماس.
• المكسب الثاني: فك الإرتباط بين حماس ودحلان، على فرض أن هذا الإرتباط تكتيكي وموجه ضده هو شخصياً، وبالإمكان تفكيكه إذا ما أنهى الإنقسام مع حماس.
إلى جانب ذلك يرى الرئيس عباس أن تموضع الحرس الرئاسي على معبر رفح، من شأنه أن يحد من علاقة حماس بالقاهرة، وأن يصبح هو المعتمد الوحيد لدى القاهرة والمعنى الوحيد بالشأن الفلسطيني.
هل تنجح حسابات الرئيس عباس، أم أن ما يقوم به، كما وصفه البعض، ليس إلا مغامرة معرضة للفشل.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف