- الكاتب/ة : عوزي برعام
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-09-26
وزير الخارجية السابق، شلومو بن عامي، محق ومخطئ في معظم الآراء التي طرحها في المقابلة معه التي نشرت في صحيفة «معاريف» في عدد العيد. تناول الرأي الأول روايات الفلسطينيين المقدسة مثل حق العودة، فقد تجاهل من قاموا بصياغة عملية اوسلو الطابع العميق الذي تركوه على المجتمع الفلسطيني. من الجهة الاخرى أيضا الفلسطينيون لم يأخذوا في الحسبان حقيقة أن من صاغوا عملية اوسلو – وعلى رأسهم اسحق رابين – لم يكونوا ناضجين بعد للموافقة على دولة فلسطينية مستقلة في حدود 1967، بما في ذلك تقسيم القدس.
اتفاق اوسلو لم يكن ليوقع لولا الظاهرة الضبابية التي تقف في أساسه. ومثل أي مفاوضات صعبة، تم استبعاد المواضيع المهمة الى المرحلة النهائية. لو قام يوسي بيلين ورون بونداك بابلاغ الفلسطينيين في اوسلو عن «الحدود المعدلة» كما يراها رابين لكان من المشكوك فيه أن يكون اتفاق اوسلو قد تم. ولو قام صائب عريقات بابلاغ نظرائه الاسرائيليين بأن ياسر عرفات لا يمكنه التوصل الى اتفاق سلام بدون موافقة، ولو جزئية، على حق العودة، فان الحكومة لم تكن لتصادق على اتفاق اوسلو.
هذا الغموض احيانا يكون جيدا، لأنه يمكن من التقدم. أولاً، لأنه يخلق ديناميكية للمفاوضات، تتضمن محادثات وزيارات متبادلة، تقلل الى حد ما من درجة العداء. ثانيا، موافقة متبادلة على بعض المبادئ تخلق ديناميكية تمكن أحيانا من الجسر بين مشاكل تبدو غير قابلة للحل. ثالثا، محاولة التوصل الى اتفاق هي جزء من عملية استراتيجية لجهود التقارب مع العالم العربي.
هناك من سيقولون: لماذا علينا زيادة فضاء التوقعات للجانب الثاني، في الوقت الذي نعرف فيه أنه من الصعب علينا تحقيقها؟ ولكن فضاء التوقعات للطرفين يجب رؤيته بمنظار واسع وعلى المدى البعيد. بن عامي على حق في تحليل الماضي. ولكن اللهجة المتشائمة، وحتى التي يرى فيها يوم القيامة، لتوقعاته في المستقبل، مشكوك فيها حسب رأيي. أعتقد بوجود احتمال للاتفاق، لكنه سيأتي عندما يفهم الطرفان أن هذا الاتفاق هو الشر الذي لا بد منه.
إذا أردنا خلق جبهة سياسية مع الدول العربية السنية علينا أن نعالج بجدية المسألة الفلسطينية. اذا أردنا التوصل في يوم ما الى اتفاقات مع ايران، لا نستطيع القفز عن المسألة الفلسطينية. إن القول إنه لا يوجد حل ينبع من الشعور بالأمن الزائد لدى المواطن الاسرائيلي، لكن مثلما في حرب «يوم الغفران» وجد ذلك المواطن نفسه يناضل على وجود الدولة، هكذا ستمضي السنوات وبدون اتفاق، وستركع اسرائيل على ركبتيها وهي تتوسل من اجل اقامة دولة فلسطينية، حيث لا يوجد حل حقيقي في دولة واحدة، تدير نظام ابرتهايد، وتكون غارقة في حروب لا نهاية لها.
لا أتجاهل بتسلئيل سموتريتش واوري اريئيل وتسيبي حوطوبلي. يدور الحديث عن مجموعة من الهاذين، اشترت شقة في بيت متعدد الطوابق وتعلن بصوت عال أنها ستنغص حياة كل سكان ذلك البيت، من اجل أن يهربوا من بيوتهم رغم ارادتهم ويتركوها فارغة، ليرثها سموتريتش وزملاؤه. هذا لن يحدث لأن سكان المبنى اشتروا الشقق بسعر كامل، ويوجد لعدد منهم ايضا ملكية على اجزاء من الارض، ورثوها من آبائهم. وهذا ايضا لن يحدث لأنه في لحظة الحقيقة الجيدة، وبالاساس السيئة، سيعود الوعي والادراك بأن هذه الطريق ربما تناسب «العملية الانقاذية» المشكوك فيها، لكنها لا تناسب وجود واستقرار دولة اسرائيل.
اتفاق اوسلو لم يكن ليوقع لولا الظاهرة الضبابية التي تقف في أساسه. ومثل أي مفاوضات صعبة، تم استبعاد المواضيع المهمة الى المرحلة النهائية. لو قام يوسي بيلين ورون بونداك بابلاغ الفلسطينيين في اوسلو عن «الحدود المعدلة» كما يراها رابين لكان من المشكوك فيه أن يكون اتفاق اوسلو قد تم. ولو قام صائب عريقات بابلاغ نظرائه الاسرائيليين بأن ياسر عرفات لا يمكنه التوصل الى اتفاق سلام بدون موافقة، ولو جزئية، على حق العودة، فان الحكومة لم تكن لتصادق على اتفاق اوسلو.
هذا الغموض احيانا يكون جيدا، لأنه يمكن من التقدم. أولاً، لأنه يخلق ديناميكية للمفاوضات، تتضمن محادثات وزيارات متبادلة، تقلل الى حد ما من درجة العداء. ثانيا، موافقة متبادلة على بعض المبادئ تخلق ديناميكية تمكن أحيانا من الجسر بين مشاكل تبدو غير قابلة للحل. ثالثا، محاولة التوصل الى اتفاق هي جزء من عملية استراتيجية لجهود التقارب مع العالم العربي.
هناك من سيقولون: لماذا علينا زيادة فضاء التوقعات للجانب الثاني، في الوقت الذي نعرف فيه أنه من الصعب علينا تحقيقها؟ ولكن فضاء التوقعات للطرفين يجب رؤيته بمنظار واسع وعلى المدى البعيد. بن عامي على حق في تحليل الماضي. ولكن اللهجة المتشائمة، وحتى التي يرى فيها يوم القيامة، لتوقعاته في المستقبل، مشكوك فيها حسب رأيي. أعتقد بوجود احتمال للاتفاق، لكنه سيأتي عندما يفهم الطرفان أن هذا الاتفاق هو الشر الذي لا بد منه.
إذا أردنا خلق جبهة سياسية مع الدول العربية السنية علينا أن نعالج بجدية المسألة الفلسطينية. اذا أردنا التوصل في يوم ما الى اتفاقات مع ايران، لا نستطيع القفز عن المسألة الفلسطينية. إن القول إنه لا يوجد حل ينبع من الشعور بالأمن الزائد لدى المواطن الاسرائيلي، لكن مثلما في حرب «يوم الغفران» وجد ذلك المواطن نفسه يناضل على وجود الدولة، هكذا ستمضي السنوات وبدون اتفاق، وستركع اسرائيل على ركبتيها وهي تتوسل من اجل اقامة دولة فلسطينية، حيث لا يوجد حل حقيقي في دولة واحدة، تدير نظام ابرتهايد، وتكون غارقة في حروب لا نهاية لها.
لا أتجاهل بتسلئيل سموتريتش واوري اريئيل وتسيبي حوطوبلي. يدور الحديث عن مجموعة من الهاذين، اشترت شقة في بيت متعدد الطوابق وتعلن بصوت عال أنها ستنغص حياة كل سكان ذلك البيت، من اجل أن يهربوا من بيوتهم رغم ارادتهم ويتركوها فارغة، ليرثها سموتريتش وزملاؤه. هذا لن يحدث لأن سكان المبنى اشتروا الشقق بسعر كامل، ويوجد لعدد منهم ايضا ملكية على اجزاء من الارض، ورثوها من آبائهم. وهذا ايضا لن يحدث لأنه في لحظة الحقيقة الجيدة، وبالاساس السيئة، سيعود الوعي والادراك بأن هذه الطريق ربما تناسب «العملية الانقاذية» المشكوك فيها، لكنها لا تناسب وجود واستقرار دولة اسرائيل.