- الكاتب/ة : ناحوم برنياع
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-09-30
في 22 ايلول 1967 وافق رئيس الوزراء ليفي اشكول على أن يستقبل في مكتبه وفدا من أبناء الكيبوتس الديني كفار عصيون، الذي احتله الجيش الاردني في 1948. 19 سنة كانوا في المنفى، في بات يم. برز بينهم شاب بعينين بارقتين، يسمى حنان بورات. وطلبوا الاذن بالعودة لاقامة الكيبوتس، كبادرة حنين لتلك العهود.
اشكول تردد. الوزيران غليلي والون ضغطا عليه: غليلي، لأنه آمن بأن الاستيطان هو الامن – فهو لم يعرف نوعا آخر من الامن؛ والون، لأنه أراد لذع خصمه، موشيه ديان. الكيبوتس الموحد، حركة الرجلين، عمل بالتوازي، على نحو شبه سري، لاستيطان هضبة الجولان. وكانت الدول العربية أخذت قرار اللاءات الثلاثة في الخرطوم: لا للاعتراف باسرائيل، لا للمفاوضات ولا للصلح. نشأ فراغ لم تعرف الحكومة كيف تملأه.
وافق اشكول على أن يعاد في الضفة اقامة كيبوتسين: كفار عصيون وبيت هعربة. 30 شابا متحمسا استوطنوا في بيوت خلفها الاردنيون وراءهم. في 19 كانون الاول 1967 وصل اشكول للزيارة، رافقه وزير الزراعة حاييم غفتي ومدير عام دائرة الاستيطان يحيئيل ادموني. أنا ايضا كنت هناك. "دفار"، الصحيفة التي عملت فيها، كانت الوحيدة التي تكبدت عناء ارسال مراسل.
كان برد. ويدا اشكول تجمدتا. وقف لالتقاط صورة مشتركة والقى خطبة قصيرة: "سيعملون هنا في الزراعة والحراثة، وهنا المكان لتجديد الصنعة اليهودية العتيقة – نحت الحجارة للبناء". بعد يومين من ذلك، في جلسة الحكومة، سأل أحد الوزراء اذا كان هذا استيطانا. فعدله اشكول: "هذا حيازة". لأنه كان واعيا وشكاكا بطبيعته، اضاف بابتسامة: "اعرف أنه على مدى الزمن يصبح الجدي تيسا".
مرت خمسون سنة منذئذ. نما مشروع الاستيطان وازدهر واعاد صياغة وجه دولة اسرائيل كلها، سلم اولوياتها، مستقبلها. هذا مشروع له دولة. الجدي لم يصبح تيسا، بل صار مالك الحظيرة. عندما قررت الحكومة احياء يوم الميلاد الخمسين لمهرجان كبير في غوش عصيون، توقعت احتفال نصر.
كانت المفاجأة هي الجمهور. فقد كان سلبيا، باردا ومغتربا. كان من الصعب ان نفهم لماذا، هل بسبب حالة الطقس التي بردت، هل لأنه بعد خمسين سنة من الصراع وصل الناس الى السكينة والطمأنينة، أم لأنهم كفوا عن تصديق الوعود المبالغ فيها التي يسمعونها من على المنصة.
بنت الحكومة في سفح قاعدة لواء المشاة عصيون، على مسافة غير بعيدة من المكان الذي اختطف فيه الفتيان الثلاثة، مدرجا ضخما واقامت منصة مزودة بكل مفاعيل الفيديو المتطورة، وعلى مدى اسابيع غذت الجمهور بالانباء التي تقول كم هو هذا الحدث هام، مثير للانطباع ورسمي. الرئيسة المنصرفة للمحكمة العليا هي الاخرى ساعدت في ذلك، على طريقتها. وكانت مدينة افرات وبلدتا الون شفوت وروش تسوريم على مسافة خطى. وعلى الرغم من ذلك لم ينجحوا في ملء كل المقاعد. لقد كان الجناح الشرقي فارغا (يدعي المنظمون بأنه لم يكن معدا لأن يمتليء وأنه