- الكاتب/ة : اسرائيل هرئيل
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-10-01
كما يواصل معسكر السلام السعي وراء السلام فان هذا يهرب منه. بالرغم من أن الوقائع تواصل صفعها له، فانه يواصل انكار عدم جدوى السعي وراءه. من الواضح لكل عاقل أن الفلسطينيين لا يريدون وكذلك لا يستطيعون عقد سلام. وماذا بشأن معسكر السلام؟ انه يواصل السير كما في ايام اوسلو بصفاقة وباصرار وبسذاجة، تماما كما في الايام التي كان فيها في السلطة وقاد فيها عمليات الانكار والكذب التي انتهت بانهار من الدماء والثكل.
مثال بارز على هذا الانكار هو التجاهل شبه التام من قبل معسكر السلام للأقوال التي طرحها البروفيسور شلومو بن عامي في "معاريف" رأس السنة "الاشخاص الذين يقذفون شعار "النهاية للاحتلال" لا يعرفون عما يتحدثون". بتأخير مدته عدة سنوات يقوم بتحطيم الفرضيات الاساسية التي قادها في الماضي، وحتى اليوم تغذي، بسبب الفراغ الفكري السائد بها، احزاب اليسار. "انا لا أقبل الوهم، بانه لو كان اليسار في السلطة لكنا توصلنا الى اتفاق. ان جسمنا مليء بالجروح من تلك المفاوضات... ان الفلسطينيين فشلوا وقادوا (ايضا انفسهم) الى الثقب الأسود الذي نحن موجودون فيه". هذا يقوله رجل اليسار المتجذر، الذي ينظر مباشرة ولو جزئيا الى الحقائق، من اجل لفت نظر معظم كُتّاب المقالات في هذه الصحيفة وكذلك ايضا في وسائل الاعلام الاخرى، الذين يلقون أساس – ايضا – التهمة لغياب السلام على اسرائيل (بيل كلينتون حسب ما يقول بن عامي، قال عن موافقة باراك ان يعطي جبل البيت (الحرم) للفلسطينيين: "لم أصادف رجلا شجاعا في حياتي كهذا").
لدى بن عامي مثلما لدى ايديولوجيين آخرين من اليسار الصلب، الهدف يبرر الوسيلة. في نظره، رؤساء الحكومة الشجعان الثوريين والمهمين هم اريك شارون، ايهود اولمرت وبدرجة معينة ايضا مناحيم بيغن (بخصوص مستوطنات سيناء) واسحق رابين (بخصوص الجولان). هؤلاء تعهدوا لناخبيهم بشيء ولكنهم خانوهم وانتهجوا سياسة مخالفة تماما. كوزير للخارجية قاد بن عامي العملية الى تقسيم القدس واعطاء جبل البيت (الحرم) للفلسطينيين، والعودة تقريبا بصورة كاملة الى خطوط 1967 والى بلورة صيغة ضبابية بحق العودة، والاساس ان ترضي الفلسطينيين، ولكن عبثا كما هو مفهوم. عن هذا، حسب اقواله قالت له ليئا رابين لو كان اسحق يعرف الى اين ذهبتم بعيدا، لكان قد تقلب في قبره.
ياسر عرفات، حبيب الصحفيين الكبار في اسرائيل والذين سحروا به وسارعوا للقائه – وكما هو مفهوم ايضا حبيب السياسيين الذين واصلوا التمسك به أيضا عندما تفجرت باصات ومقاهي – "دفع الجميع الى الهاوية جئنا الى مفاوضات على اتفاق دائم بافتراض اننا ذاهبين الى حل مشاكل 1967 بتنازل، وهم جاءوا لحل مشاكل 1948 أيضا".
انني لا اصفق لجرأة "بن عامي". هو يقول اليوم حيث تتواصل جباية ثمن الدماء، أقوالا قالها الحكماء في هذا الشعب وهم كثيرون وكتبوها في وقتها الحقيقي – لو أنه هو وزملاءه واصلوا القيادة أيضا عندما ركزوا على الخداع الضخم المسمى باوسلو لشركاء بيريس في جائزة السلام. أقواله ليست كما كان يجب ان تكون، ندما على الخطأ، هي بصعوبة نوع من الاعتراف بالخطأ. لصالحه نقول: أولئك الذين ركضوا معه نحو الشر ومنهم باراك ويوسي بيلين، أولمرت، تسيبي ليفني وكثيرون آخرون لا يجرؤون على ان يتلفظوا حتى بالقليل من هذا.