- الكاتب/ة : أفيعاد كلاينبرغ
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-10-19
المعضلة التي يقف أمامها رجل أو امرأة الوسط - اليسار الاسرائيلي، ولنقل المعسكر الصهيوني، الذي يسعى الى الوصول الى الحكم، بسيطة رياضيا ومعقدة ايديولوجيا.
فمن اجل خلق ائتلاف يحظى بثقة الكنيست لا يكفي اجراء جولة كراسي موسيقية داخل الكتلة، بل يجب نقل المقاعد هذه من اليمين الى الوسط – اليسار.
ان فرضية كل من يدّعون التاج من اليسار، منذ العام 1977، هي أن ليس لمصوتيهم خيار حقيقي للتصويت من خارج الكتلة. فهم «في الجيب» إذاً. والفرضية الثانية هي أن جزءاً على الاقل من مصوتي اليمين سيكونون مستعدين لتغيير تصويتهم اذا اقتنعوا بأن حزب الوسط المذكور مبطن برجال أمن وبتائبين من اليمين، وانه أقل يسارية واكثر يمينية مما اعتُقد. وهدف المهاجمين للحصول على ديوان رئيس الوزراء هو بالتالي التزلف لتلك المقاعد القليلة التي يمكنها ان تنتقل من كتلة الى كتلة بتصريحات يمينية. هذه التصريحات، وان كانت ستغضب رجال معسكر»هم»، إلا أنه مع حلول الوقت سيصوت هؤلاء داخل الكتلة (في اقصى الاحوال سيتحركون قليلا الى اليسار داخل الكتلة بمعنى انهم سيصوتون لـ «ميرتس» وليس لـ «المعسكر الصهيوني»). والمخاطرة الوحيدة التي يأخذها هؤلاء التكتيكيون ومستشاروهم بالحسبان هي امكانية أن يبقى مصوتوهم في البيت في ظل النفور من قيادتهم. وهم يفترضون بأن هذه المخاطرة قليلة. في لحظة الاختبار فان اعتبار «كله إلا بيبي» سيتغلب.
لهذا التكتيك الذي لم ينجح حقا في الحملات الانتخابية الاخيرة توجد جوانب استراتيجية لا يحسب المستشارون حسابها حقا. فمعسكر يقوده على مدى السنين زعماء ينشغلون في قسم كبير من الوقت بالتزلف لاولئك الذين خلف الجدار، الحذرين، لاعتبارات تكتيكية من ألا يقولوا أي شيء لن يحبه رجل اليمين الذي يفكر ربما في التفكير بالتصويت لـ «العمل»، يفقد عموده الفقري الاخلاقي والاستعداد للتجند. ولما كان يعتبر كمخزون قوى «مؤكدة» ليس الا، فمن الصعب جدا حمله على العمل الى ما هو اكثر من التصويت، في ظل اغلاق الانف، يوم الانتخابات.
ان الخطوة الاكثر ذكاء المتمثلة بـ «الى اليمين سر» تكرر نفسها منذ سنوات عديدة. لا حاجة للمرء ليكون خبيرا كبيرا كي يشخصها. وعلى الرغم من ذلك فان تصريحات آفي غباي الأخيرة تجاوزت خطاً ماً، إن لم يكن أحمر فأخضر. كيفما اتفق نجد أن التفافة غباي الى اليمين تبدو صادقة قليلا وقاطعة قليلا اكثر مما ينبغي. فقد بدأ هذا بالاعلان بانه لن يجلس في ائتلاف مع القائمة المشتركة. ان مجرد الاعلان ليس غير معقول، ولا سيما اذا أخذنا بالحسبان مواقف قسم من اعضاء القائمة المشتركة. ولكن غباي لم يسارع الى الايضاح لماذا لا يعتزم. ففي المقابلة التي منحها فور التصريح ذاته امتنع غباي عن الايضاح بانه لا يرفض المصوتين العرب ولا يرفض التعاون مع ممثليهم ممن هم مستعدون للوصول الى توافقات مع الكتلة الائتلافية التي يأمل في قيادتها.
ان هذا الرفض للايضاح، حتى في ضوء الانتقاد الذي اتهمه باخراج مواطني اسرائيل العرب عن الجدار، هو رفض اشكالي. فلم نكف عن التساؤل ماذا يعني هذا بالضبط، فاذا بغباي يوفر لنا قولا آخر، هذه المرة في مواضيع المستوطنات. وهذه المرة ايضا بدا هذا بقدر أقل مثل غمزة لليمين وبقدر اكثر كعناق عاصف. عندما سئل هل سيخلي عاليه وعوفرا، اللتين توجدان خارج «الكتل الاستيطانية»، لم يجب غباي «بيسارية» (بالتأكيد) ولم يتملص (احتمال آخر). بل أجاب بـ «يمينية» جارية: «اذا كنت تصنع السلام فلماذا تحتاج للإخلاء؟ أعتقد بأن الآلية أو الاصطلاحية اللتين اعتدنا على استخدامهما هنا، بتعابير اذا كنت تصنع السلام فانك ستخلي – ليستا صحيحتين بالضبط».
«الالية أو الاصطلاحية»، على حد تعبير غباي، بالفعل «ليستا صحيحتين بالضبط». فاليمين/الظروف/الفلسطينيون خلقوا وضعا حتى في الوسط لا يعتقدون بان اتفاقات السلام تستوجب اخلاءً شاملاً (اذ انه توجد «الكتل» المقدسة). والسؤال هو ليس اذا كان الاخلاء ضروريا، بل اذا كان الاخلاء، كل اخلاء، محظورا. يخيل أن غباي يميل الى الموقف الثاني – موقف يميني صرف (السلام مقابل السلام، ولن يخلى أي شبر). اذا كان هذا زعيم اليسار، فقط بات من الافضل التصويت لليمين.
آمل بأن غباي ليس رجل اليمين. آمل بانه يفهم بانه لا يمكن الوصول الى الحكومة من خلال تصفية ايديولوجية لمعسكره. لننتظر ونرَ.
فمن اجل خلق ائتلاف يحظى بثقة الكنيست لا يكفي اجراء جولة كراسي موسيقية داخل الكتلة، بل يجب نقل المقاعد هذه من اليمين الى الوسط – اليسار.
ان فرضية كل من يدّعون التاج من اليسار، منذ العام 1977، هي أن ليس لمصوتيهم خيار حقيقي للتصويت من خارج الكتلة. فهم «في الجيب» إذاً. والفرضية الثانية هي أن جزءاً على الاقل من مصوتي اليمين سيكونون مستعدين لتغيير تصويتهم اذا اقتنعوا بأن حزب الوسط المذكور مبطن برجال أمن وبتائبين من اليمين، وانه أقل يسارية واكثر يمينية مما اعتُقد. وهدف المهاجمين للحصول على ديوان رئيس الوزراء هو بالتالي التزلف لتلك المقاعد القليلة التي يمكنها ان تنتقل من كتلة الى كتلة بتصريحات يمينية. هذه التصريحات، وان كانت ستغضب رجال معسكر»هم»، إلا أنه مع حلول الوقت سيصوت هؤلاء داخل الكتلة (في اقصى الاحوال سيتحركون قليلا الى اليسار داخل الكتلة بمعنى انهم سيصوتون لـ «ميرتس» وليس لـ «المعسكر الصهيوني»). والمخاطرة الوحيدة التي يأخذها هؤلاء التكتيكيون ومستشاروهم بالحسبان هي امكانية أن يبقى مصوتوهم في البيت في ظل النفور من قيادتهم. وهم يفترضون بأن هذه المخاطرة قليلة. في لحظة الاختبار فان اعتبار «كله إلا بيبي» سيتغلب.
لهذا التكتيك الذي لم ينجح حقا في الحملات الانتخابية الاخيرة توجد جوانب استراتيجية لا يحسب المستشارون حسابها حقا. فمعسكر يقوده على مدى السنين زعماء ينشغلون في قسم كبير من الوقت بالتزلف لاولئك الذين خلف الجدار، الحذرين، لاعتبارات تكتيكية من ألا يقولوا أي شيء لن يحبه رجل اليمين الذي يفكر ربما في التفكير بالتصويت لـ «العمل»، يفقد عموده الفقري الاخلاقي والاستعداد للتجند. ولما كان يعتبر كمخزون قوى «مؤكدة» ليس الا، فمن الصعب جدا حمله على العمل الى ما هو اكثر من التصويت، في ظل اغلاق الانف، يوم الانتخابات.
ان الخطوة الاكثر ذكاء المتمثلة بـ «الى اليمين سر» تكرر نفسها منذ سنوات عديدة. لا حاجة للمرء ليكون خبيرا كبيرا كي يشخصها. وعلى الرغم من ذلك فان تصريحات آفي غباي الأخيرة تجاوزت خطاً ماً، إن لم يكن أحمر فأخضر. كيفما اتفق نجد أن التفافة غباي الى اليمين تبدو صادقة قليلا وقاطعة قليلا اكثر مما ينبغي. فقد بدأ هذا بالاعلان بانه لن يجلس في ائتلاف مع القائمة المشتركة. ان مجرد الاعلان ليس غير معقول، ولا سيما اذا أخذنا بالحسبان مواقف قسم من اعضاء القائمة المشتركة. ولكن غباي لم يسارع الى الايضاح لماذا لا يعتزم. ففي المقابلة التي منحها فور التصريح ذاته امتنع غباي عن الايضاح بانه لا يرفض المصوتين العرب ولا يرفض التعاون مع ممثليهم ممن هم مستعدون للوصول الى توافقات مع الكتلة الائتلافية التي يأمل في قيادتها.
ان هذا الرفض للايضاح، حتى في ضوء الانتقاد الذي اتهمه باخراج مواطني اسرائيل العرب عن الجدار، هو رفض اشكالي. فلم نكف عن التساؤل ماذا يعني هذا بالضبط، فاذا بغباي يوفر لنا قولا آخر، هذه المرة في مواضيع المستوطنات. وهذه المرة ايضا بدا هذا بقدر أقل مثل غمزة لليمين وبقدر اكثر كعناق عاصف. عندما سئل هل سيخلي عاليه وعوفرا، اللتين توجدان خارج «الكتل الاستيطانية»، لم يجب غباي «بيسارية» (بالتأكيد) ولم يتملص (احتمال آخر). بل أجاب بـ «يمينية» جارية: «اذا كنت تصنع السلام فلماذا تحتاج للإخلاء؟ أعتقد بأن الآلية أو الاصطلاحية اللتين اعتدنا على استخدامهما هنا، بتعابير اذا كنت تصنع السلام فانك ستخلي – ليستا صحيحتين بالضبط».
«الالية أو الاصطلاحية»، على حد تعبير غباي، بالفعل «ليستا صحيحتين بالضبط». فاليمين/الظروف/الفلسطينيون خلقوا وضعا حتى في الوسط لا يعتقدون بان اتفاقات السلام تستوجب اخلاءً شاملاً (اذ انه توجد «الكتل» المقدسة). والسؤال هو ليس اذا كان الاخلاء ضروريا، بل اذا كان الاخلاء، كل اخلاء، محظورا. يخيل أن غباي يميل الى الموقف الثاني – موقف يميني صرف (السلام مقابل السلام، ولن يخلى أي شبر). اذا كان هذا زعيم اليسار، فقط بات من الافضل التصويت لليمين.
آمل بأن غباي ليس رجل اليمين. آمل بانه يفهم بانه لا يمكن الوصول الى الحكومة من خلال تصفية ايديولوجية لمعسكره. لننتظر ونرَ.