- الكاتب/ة : عميره هاس
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-10-19
اذا دولة اسرائيل تقلق الى هذه الدرجة من فلسطينية من رام الله متزوجة من مواطن دولة اوروبية معينة، أو من فلسطيني من بيت لحم يوجد لزوجته جوازسفر امريكي؟ ما الذي يقلقها من الزواج المختلط حتى تمد يدها الطويلة الى غرف نومهم وتسحب من هناك الزوج أو الزوجة من سكان الضفة الغربية، وتقوم بطردهم الى خارج البلاد.
نشر في "هآرتس" مقال عن التنكيل الاسرائيلي – الرفض الممنهج للمصادقة على بقاء زوج غير فلسطيني مع عائلته في الضفة الغربية. المقال ابتلع فيالثقب الاسود الاسرائيلي لـ "لا يعنينا". ولكن منذ ذلك الحين اتصل ازواج آخرون لإبلاغي أن اسرائيل تجبرهم على العيش منفردين. الامر يتعلق بالسياسة وليسبعدد من الحالات الخاصة.
طرق الفصل الاجباري متنوعة، في أساسها التجميد الطويل لجمع شمل العائلات والذي تحدد فيه اسرائيل متى سيبدأ ومتى سينتهي وكم عائلة يشمل ومن منالعائلات. جمع شمل العائلات هو منح الاقامة وبطاقة الهوية من السلطة الفلسطينية. لهذا يعيش الازواج في منازلهم بواسطة فيزا سائح يتم تمديدها لفترات، سواء منخلال الادارة المدنية أو بعد سفر قصير الى الخارج.
فجأة يستيقظ الازواج ويكتشفون أن طلب تمديد الفيزا مرفوض؛ أو أن التصريح الذي أعطي لهم مدته قصيرة؛ وأنهم مهددون اذا استمروا في العملفي الضفة فسيتم طردهم لأن هذا يشكل خرقا لشروط الفيزا كما يبدو؛ أو أنه قبل العودة الى البلاد يجب عليهم دفع مبلغ ضمانة غير معقول، يصعب عليهمالحصول عليه؛ أو يتم استدعاء الزوجة الى محادثة تهديد في مكاتب الادارة المدنية. "لقد دخلت الى البلاد عن طريق مطار بن غوريون"، هكذا تحدد الموظفة الجريمةالنكراء التي ارتكبتها تلك الزوجة. أو ببساطة لا تكون موافقة على تمديد فترة الفيزا، وفي مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق وفي الادارة المدنية لا يوجد منيقوم بالاتصال.
رحلة صعبة من المعاناة اجتازها ازواج مختلطون في الضفة الغربية قبل 11 سنة تقريبا – بعد سنوات كان فيها اتفاق غير مكتوب، يتم بحسبه تمديد الفيزاالسياحية للأزواج بصورة ثابتة. ازواج مختلطون تنظموا واثبتوا أن الامر غير متعلق بـ "مشكلة شخصية"، بل بقرار سياسي اسرائيلي. ممثليات اجنبية اظهرت عدمالارتياح، ونتيجة ذلك فان عملية جمع شمل العائلات تم احياءها لفترة قصيرة. وفي مكتب منسق اعمال الحكومة في المناطق صيغت تعليمات كان من شأنها تمكين
الازواج من مواصلة العيش في بيوتهم.
ما الذي حدث فجأة كي تقوم اجهزة السيطرة الاسرائيلية عادت لتفعيل التنكيل بالأزواج؟ جواب منسق اعمال الحكومة في المناطق لم يعط لنا. وفقط يمكنالتخمين: الضعف الفلسطيني، دونالد ترامب، صعود اليمين في اوروبا ،نحن نستطيع ذلك، هذه طريقة اخرى لطرد وتهجير الفلسطينيين من هنا، حيث أن الامر يتعلق بإسرائيل الكاملة، والديمغرافيا خاصتنا تخشى من الاطفال الفلسطينيين الجدد.
هناك أمران بارزان آخران هنا. الاول هو أن السلطة الفلسطينية تنازلت عن مسؤولية تمثيل مواطنيها. "لا يمكننا فعل أي شيء"، قال موظفو وزارة الداخلية الفلسطينية ووزارة الشؤون المدنية (التي تعمل مقابل منسق اعمال الحكومة في المناطق). لماذا لا تقوم السلطة الفلسطينية بطرح هذا الامر في المحافل الدولية مثلماتطرح موضوع الحرم؟. والامر الثاني هو، حسب شهادات الازواج غير الفلسطينيين، أن غالبيتهم واجهوا ايضا استسلام ممثليتاهم، ممثلو الولايات المتحدة العظمى،المانيا القوية، فرنسا النبيلة. أنتم تعرفون جيدا أن مواطنتكم غير يهودية، المتزوجات من اسرائيليين يهود لا يواجهن مثل هذه المعاملة القاسية. هل تمييز فظ كهذاوبصق اسرائيل في وجه مواطني هذه الدول هي أمور سهلة الى هذه الدرجة في نظركم