- الكاتب/ة : شاؤول اريئيلي
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-10-25
"خطر الخطأ القومي كان محفوراً في كوننا بلاداً ذات رؤيا، حيث إن الرؤيا تهدف الى تغيير الواقع، لكن عظمة الرؤيا هي واقعيتها، التي تتمثل في أنه رغم أن الرؤيا تهدف الى التسامي فوق الواقع، فان أقدامها دائما مغروسة في هذا الواقع. هذا هو الفرق بين الرؤيا والخيال الذي يحلق على أجنحة الاوهام"، هذا ما كتبه يهوشفاط هركابي في كتابه عن متسادا (1982). لا توجد اقوال مثل اقوال موشيه "بوجي" يعلون، امام طلاب المعهد في بيت شيمش، تجسّد كيف أن الجهل بتاريخ الشعب اليهودي الحديث وكيف أن تجاهل الواقع وضروراته بهدف أن تشكل الاوهام الواقع المأمول، هو الوصفة المجربة للانزلاق نحو الكارثة.
بدأ يعلون اقواله بـ "أنا ادعي أن الحدود يرسمها تلم المحراث، والحدود يرسمها بيت الأطفال". لا توجد اسطورة تاريخية مفندة أكثر من هذا الادعاء. من بين كل المستوطنات اليهودية في "ارض اسرائيل"، فقط المتلة هي التي أثرت على تحديد حدود فلسطين – "ارض اسرائيل الانتدابية". لقد اعتبرت المتلة من قبل البريطانيين والفرنسيين "دان التاريخية"، التي تمثل صيغة التوراة لـ "ارض اسرائيل" "من دان وحتى بئر السبع". وقد ضم الى اراضيها ومنحها "إصبع الجليل" في الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في العام 1920.
اقتراحات مختلفة لتقسيم البلاد بين العرب واليهود تم تقديمها عدة مرات عن طريق جهات مختلفة واعتبارات مختلفة في الأعوام 1922 – 1947، لكنها لم تتحقق. في قرار التقسيم أيضا في العام 1947، الذي لم يطبق، تم تضمين اعتبارات اخرى اضافة الى توزيع السكان، مثلا في النقب، بين بئر السبع وخليج العقبة، لم توجد أي مستوطنة يهودية. ومع ذلك، تم تخصيص هذه المنطقة للدولة اليهودية لتُستخدم كممر بري للبحر الاحمر من اجل التصدير الى افريقيا وشرق آسيا. في المقابل، حسب هذا القرار كان يجب أن يبقى ما لا يقل عن 33 مستوطنة يهودية في اراضي الدولة العربية، لأنها كانت تقع بعيدا عن مراكز الاستيطان اليهودي. بالضبط مثل المستوطنات المعزولة في الضفة الغربية، والتي لا توجد أي احتمالية لضمها الى اسرائيل في اطار الاتفاق الدائم. القدس ايضا، التي كان يعيش فيها 100 ألف يهودي، الذين يشكلون سدس السكان اليهود في "ارض اسرائيل"، لم يتم شملها في الدولة اليهودية، بل في اطار جسم منفصل، بسبب أهميتها بالنسبة للديانات الثلاثة.
حدود دولة اسرائيل تم تحديدها في حروب اسرائيل وبالاساس في "حرب الاستقلال". يصف الجغرافي جدعون بيكر بشكل موسع كيف أن "حرب البندقية" وليس "تلم المحراث" هي التي رسمت الحدود. خطوط الهدنة تم تحديدها وفقا لخطوط مواقع القوات في نهاية الحرب. المناطق التي تمت اضافتها الى اسرائيل هدفت قبل كل شيء الى خلق تواصل جغرافي منطقي وواسع بين المناطق الثلاث التي تم تخصيصها للدولة اليهودية. وفقدان عشر مستوطنات يهودية، منها مستوطنة غوش عصيون، لم يثنِ بن غوريون عن إنهاء الحرب والتوقيع على اتفاق الهدنة. الاستيطان في "المناطق" المحتلة جاء بعد الحرب.
هكذا هو الامر بالنسبة لحرب "الأيام الستة". احتلت إسرائيل سيناء وهضبة الجولان، وجاء المستوطنون في اعقاب الجيش الاسرائيلي. عندما فضلت اسرائيل سلاما استراتيجيا مع الدولة العربية الكبرى، قامت باخلاء جميع المستوطنات في سيناء. قطاع غزة مثال آخر. ففي الوقت الذي ادركت فيه اسرائيل في ولاية شارون أنها تدفع ثمنا باهظا بسبب التمسك بالمستوطنات المعزولة في غزة قامت بالانفصال.
"في المكان الذي لا يوجد فيه بيت للاطفال لا يوجد جيش. اذا أردت الاحتفاظ بأرض يجب أن يكون هناك مستوطنون"، واصل يعلون أقواله. هل حسب رأيه احتفظ الجيش الاسرائيلي بشبه جزيرة سيناء، التي مساحتها أكبر بستة اضعاف من مساحة دولة اسرائيل، فقط من اجل سبعة آلاف اسرائيلي كانوا يعيشون هناك؟ ألم يقم باخلائها رغم وجودهم هناك؟ هل النقب، الذي يشكل 60 في المئة من مساحة دولة اسرائيل، بقي من اجل عشرات آلاف الاسرائيليين الذين يعيشون في جنوب بئر السبع؟ هل اسرائيل لم تقم باخلاء غزة وشمال "السامرة" رغم أنه كانت فيها مستوطنات ورياض للاطفال؟ هل يقوم يعلون بتحويل الجيش الاسرائيلي الى جيش الدفاع عن المستوطنات؟
يستمر يعلون ويقوم بتحديد السياسات: "نحن لا نستوطن فوق كل تل. يوجد مكان كاف للاستيطان في يهودا والسامرة لمليون أو مليوني شخص آخرين، ويوجد ما يكفي من الاماكن المناسبة لنا من ناحية سياسية. ونحن نقوم بذلك بسياسة متزنة".
أولا، ليس هناك مثل غور الاردن يجسد ما هي "المنطقة المناسبة من ناحية سياسية" – من خطة الون في العام 1967 وحتى موقف يعلون المعروف، وهو عدم اخلاء غور الاردن في أي سيناريو. فعليا، بعد عشرين سنة من الاحتلال والاستيطان، ورغم اعلان يغئال الون عن احضار مليوني يهودي الى منطقة غور الاردن واعلان شارون عن اسكان مليون يهودي هناك، بقيت هذه المنطقة على حالها مثلما كانت وقت احتلالها تقريبا. مجلس اقليمي صغير يعيش فيه خمسة آلاف شخص، حتى أن بعض مستوطناته فقدت في السنة الاخيرة عددا من سكانها (مثل الحمرا ويفيت وارغمان). أو أن يعلون يرى في موقع "بيت البركة" الذي اشترته جمعية أميركية يقف من ورائها المليونير الأميركي آرفن موسكوفيتش وزوجته، منطقة مناسبة من ناحية سياسية؟ هذا الموقع مساحته 40 دونما ويقع خارج غوش عصيون ويحاذي مخيم العروب للاجئين، وعندما كان يعلون وزيرا للدفاع صادق على ضمه الى الاراضي التي تقع تحت ولاية المجلس الاقليمي غوش عصيون.
ثانيا، من أين سيأتي المليون أو المليونا يهودي؟ تفترض توقعات مكتب الاحصاء المركزي عدم حدوث هجرة الى اسرائيل. هل يقصد يعلون الهجرة من داخل اسرائيل الى الضفة الغربية؟ حيث إن المعطيات التي نشرت من مكتب الاحصاء المركزي تشير الى انخفاض حاد في الزيادة السنوية للاسرائيليين في "يهودا" و"السامرة"، من 10.3 في المئة في 1996 الى 3.4 في المئة في 2016، وتشير الى التحول في مصادر الزيادة. في 1996، 68 في المئة جاءوا نتيجة الهجرة وفي 2016 انخفضت نسبة الهجرة الى 22 في المئة. ايضا اذا تغير هذا التوجه فانه في غياب الهجرة يتعلق الامر بنقل "من جيب الى جيب" وليس بسبب التكاثر الطبيعي اليهودي، وهو نقل يخلق واقعا يلزم بانشاء دولة وفقدان الرؤيا الصهيونية.
ثالثا، أين ينوي يعلون اسكانهم؟ 52 في المئة من المناطق ج هي اراض بملكية فلسطينية خاصة معترف بها من قبل اسرائيل. فهل يعتمد على "قانون التسوية" غير الديمقراطي؟ أم أنه ينوي ارسال الاسرائيليين الى مناطق تدريب الجيش الاسرائيلي في صحراء "يهودا"؟
صحيح أن المستوطنات في الضفة الغربية تملي الحدود الشرقية لدولة اسرائيل، ولكن هذا من شأنه أن يحدث فقط في اطار الاتفاق الدائم. اتفاق على تبادل الاراضي بين اسرائيل والفلسطينيين يتعلق بالكتل المركزية القريبة من الخط الاخضر بمساحة تبلغ 4 في المئة واخلاء المستوطنات المعزولة، التي تضر بصورة كبيرة بالتواصل الجغرافي الفلسطيني وبالامكانية الكامنة للتطوير الشامل لها.
يجب التأكيد على ثلاثة أمور في هذا السياق، تجسد الثمن الثقيل لأوهام يعلون. أولاً، تبادل الاراضي لن يضيف أي متر مربع واحد الى مساحة دولة اسرائيل لأنها مرتبطة بنسبة تبادل 1:1.
ثانيا، كلما زاد عدد هذه الكتل سيطلب من المستوطنات الاسرائيلية في غلاف غزة وبيسان ولخيش التنازل عن مساحة اكبر من اراضيها، والتوقف عن كونها مستوطنات زراعية جماعية.
ثالثا، خط الحدود سيتضاعف طوله بثلاثة اضعاف، من 313 كم الى حوالي 900 كم. وهذا يعني أن تكلفة التغيير كبيرة بدرجة لا تقاس مع الفائدة منه. مشروع الاستيطان هو المشروع العقاري الاكثر فشلا في تاريخ الصهيونية. وهو مشروع يؤدي بإسرائيل الى الإضرار بمستقبل المستوطنات التي كانت مشاركة في إقامتها، والتي تحظى بالشرعية الدولية لصالح مستوطنات جديدة عدد منها أُقيم خلافا للقانون والاحتيال والسرقة ودون أن تساهم في أمن الدولة.
إن اقوال يعلون المقطوعة عن الواقع وضروراته ليس فيها رؤيا بل وهم خطير. وهذه الحالة والظروف لا تشبه العملية الفريدة لاقامة دولة اسرائيل. إن الحملة الانتخابية القريبة، والواقع غير الحقيقي الذي يبنيه نتنياهو وزملاؤه بشكل دائم وبتصميم، تمكن السياسيين من مواصلة اظهار عدم المسؤولية فيما يتعلق بمستقبل المجتمع الاسرائيلي ودولة اسرائيل عن طريق عدد من الشعارات التي ليس لها اساس تاريخي أو تقديرات مستقبلية ناضجة. اذاً، يجب الحذر من هؤلاء السياسيين.
بدأ يعلون اقواله بـ "أنا ادعي أن الحدود يرسمها تلم المحراث، والحدود يرسمها بيت الأطفال". لا توجد اسطورة تاريخية مفندة أكثر من هذا الادعاء. من بين كل المستوطنات اليهودية في "ارض اسرائيل"، فقط المتلة هي التي أثرت على تحديد حدود فلسطين – "ارض اسرائيل الانتدابية". لقد اعتبرت المتلة من قبل البريطانيين والفرنسيين "دان التاريخية"، التي تمثل صيغة التوراة لـ "ارض اسرائيل" "من دان وحتى بئر السبع". وقد ضم الى اراضيها ومنحها "إصبع الجليل" في الاتفاق الذي تم التوقيع عليه في العام 1920.
اقتراحات مختلفة لتقسيم البلاد بين العرب واليهود تم تقديمها عدة مرات عن طريق جهات مختلفة واعتبارات مختلفة في الأعوام 1922 – 1947، لكنها لم تتحقق. في قرار التقسيم أيضا في العام 1947، الذي لم يطبق، تم تضمين اعتبارات اخرى اضافة الى توزيع السكان، مثلا في النقب، بين بئر السبع وخليج العقبة، لم توجد أي مستوطنة يهودية. ومع ذلك، تم تخصيص هذه المنطقة للدولة اليهودية لتُستخدم كممر بري للبحر الاحمر من اجل التصدير الى افريقيا وشرق آسيا. في المقابل، حسب هذا القرار كان يجب أن يبقى ما لا يقل عن 33 مستوطنة يهودية في اراضي الدولة العربية، لأنها كانت تقع بعيدا عن مراكز الاستيطان اليهودي. بالضبط مثل المستوطنات المعزولة في الضفة الغربية، والتي لا توجد أي احتمالية لضمها الى اسرائيل في اطار الاتفاق الدائم. القدس ايضا، التي كان يعيش فيها 100 ألف يهودي، الذين يشكلون سدس السكان اليهود في "ارض اسرائيل"، لم يتم شملها في الدولة اليهودية، بل في اطار جسم منفصل، بسبب أهميتها بالنسبة للديانات الثلاثة.
حدود دولة اسرائيل تم تحديدها في حروب اسرائيل وبالاساس في "حرب الاستقلال". يصف الجغرافي جدعون بيكر بشكل موسع كيف أن "حرب البندقية" وليس "تلم المحراث" هي التي رسمت الحدود. خطوط الهدنة تم تحديدها وفقا لخطوط مواقع القوات في نهاية الحرب. المناطق التي تمت اضافتها الى اسرائيل هدفت قبل كل شيء الى خلق تواصل جغرافي منطقي وواسع بين المناطق الثلاث التي تم تخصيصها للدولة اليهودية. وفقدان عشر مستوطنات يهودية، منها مستوطنة غوش عصيون، لم يثنِ بن غوريون عن إنهاء الحرب والتوقيع على اتفاق الهدنة. الاستيطان في "المناطق" المحتلة جاء بعد الحرب.
هكذا هو الامر بالنسبة لحرب "الأيام الستة". احتلت إسرائيل سيناء وهضبة الجولان، وجاء المستوطنون في اعقاب الجيش الاسرائيلي. عندما فضلت اسرائيل سلاما استراتيجيا مع الدولة العربية الكبرى، قامت باخلاء جميع المستوطنات في سيناء. قطاع غزة مثال آخر. ففي الوقت الذي ادركت فيه اسرائيل في ولاية شارون أنها تدفع ثمنا باهظا بسبب التمسك بالمستوطنات المعزولة في غزة قامت بالانفصال.
"في المكان الذي لا يوجد فيه بيت للاطفال لا يوجد جيش. اذا أردت الاحتفاظ بأرض يجب أن يكون هناك مستوطنون"، واصل يعلون أقواله. هل حسب رأيه احتفظ الجيش الاسرائيلي بشبه جزيرة سيناء، التي مساحتها أكبر بستة اضعاف من مساحة دولة اسرائيل، فقط من اجل سبعة آلاف اسرائيلي كانوا يعيشون هناك؟ ألم يقم باخلائها رغم وجودهم هناك؟ هل النقب، الذي يشكل 60 في المئة من مساحة دولة اسرائيل، بقي من اجل عشرات آلاف الاسرائيليين الذين يعيشون في جنوب بئر السبع؟ هل اسرائيل لم تقم باخلاء غزة وشمال "السامرة" رغم أنه كانت فيها مستوطنات ورياض للاطفال؟ هل يقوم يعلون بتحويل الجيش الاسرائيلي الى جيش الدفاع عن المستوطنات؟
يستمر يعلون ويقوم بتحديد السياسات: "نحن لا نستوطن فوق كل تل. يوجد مكان كاف للاستيطان في يهودا والسامرة لمليون أو مليوني شخص آخرين، ويوجد ما يكفي من الاماكن المناسبة لنا من ناحية سياسية. ونحن نقوم بذلك بسياسة متزنة".
أولا، ليس هناك مثل غور الاردن يجسد ما هي "المنطقة المناسبة من ناحية سياسية" – من خطة الون في العام 1967 وحتى موقف يعلون المعروف، وهو عدم اخلاء غور الاردن في أي سيناريو. فعليا، بعد عشرين سنة من الاحتلال والاستيطان، ورغم اعلان يغئال الون عن احضار مليوني يهودي الى منطقة غور الاردن واعلان شارون عن اسكان مليون يهودي هناك، بقيت هذه المنطقة على حالها مثلما كانت وقت احتلالها تقريبا. مجلس اقليمي صغير يعيش فيه خمسة آلاف شخص، حتى أن بعض مستوطناته فقدت في السنة الاخيرة عددا من سكانها (مثل الحمرا ويفيت وارغمان). أو أن يعلون يرى في موقع "بيت البركة" الذي اشترته جمعية أميركية يقف من ورائها المليونير الأميركي آرفن موسكوفيتش وزوجته، منطقة مناسبة من ناحية سياسية؟ هذا الموقع مساحته 40 دونما ويقع خارج غوش عصيون ويحاذي مخيم العروب للاجئين، وعندما كان يعلون وزيرا للدفاع صادق على ضمه الى الاراضي التي تقع تحت ولاية المجلس الاقليمي غوش عصيون.
ثانيا، من أين سيأتي المليون أو المليونا يهودي؟ تفترض توقعات مكتب الاحصاء المركزي عدم حدوث هجرة الى اسرائيل. هل يقصد يعلون الهجرة من داخل اسرائيل الى الضفة الغربية؟ حيث إن المعطيات التي نشرت من مكتب الاحصاء المركزي تشير الى انخفاض حاد في الزيادة السنوية للاسرائيليين في "يهودا" و"السامرة"، من 10.3 في المئة في 1996 الى 3.4 في المئة في 2016، وتشير الى التحول في مصادر الزيادة. في 1996، 68 في المئة جاءوا نتيجة الهجرة وفي 2016 انخفضت نسبة الهجرة الى 22 في المئة. ايضا اذا تغير هذا التوجه فانه في غياب الهجرة يتعلق الامر بنقل "من جيب الى جيب" وليس بسبب التكاثر الطبيعي اليهودي، وهو نقل يخلق واقعا يلزم بانشاء دولة وفقدان الرؤيا الصهيونية.
ثالثا، أين ينوي يعلون اسكانهم؟ 52 في المئة من المناطق ج هي اراض بملكية فلسطينية خاصة معترف بها من قبل اسرائيل. فهل يعتمد على "قانون التسوية" غير الديمقراطي؟ أم أنه ينوي ارسال الاسرائيليين الى مناطق تدريب الجيش الاسرائيلي في صحراء "يهودا"؟
صحيح أن المستوطنات في الضفة الغربية تملي الحدود الشرقية لدولة اسرائيل، ولكن هذا من شأنه أن يحدث فقط في اطار الاتفاق الدائم. اتفاق على تبادل الاراضي بين اسرائيل والفلسطينيين يتعلق بالكتل المركزية القريبة من الخط الاخضر بمساحة تبلغ 4 في المئة واخلاء المستوطنات المعزولة، التي تضر بصورة كبيرة بالتواصل الجغرافي الفلسطيني وبالامكانية الكامنة للتطوير الشامل لها.
يجب التأكيد على ثلاثة أمور في هذا السياق، تجسد الثمن الثقيل لأوهام يعلون. أولاً، تبادل الاراضي لن يضيف أي متر مربع واحد الى مساحة دولة اسرائيل لأنها مرتبطة بنسبة تبادل 1:1.
ثانيا، كلما زاد عدد هذه الكتل سيطلب من المستوطنات الاسرائيلية في غلاف غزة وبيسان ولخيش التنازل عن مساحة اكبر من اراضيها، والتوقف عن كونها مستوطنات زراعية جماعية.
ثالثا، خط الحدود سيتضاعف طوله بثلاثة اضعاف، من 313 كم الى حوالي 900 كم. وهذا يعني أن تكلفة التغيير كبيرة بدرجة لا تقاس مع الفائدة منه. مشروع الاستيطان هو المشروع العقاري الاكثر فشلا في تاريخ الصهيونية. وهو مشروع يؤدي بإسرائيل الى الإضرار بمستقبل المستوطنات التي كانت مشاركة في إقامتها، والتي تحظى بالشرعية الدولية لصالح مستوطنات جديدة عدد منها أُقيم خلافا للقانون والاحتيال والسرقة ودون أن تساهم في أمن الدولة.
إن اقوال يعلون المقطوعة عن الواقع وضروراته ليس فيها رؤيا بل وهم خطير. وهذه الحالة والظروف لا تشبه العملية الفريدة لاقامة دولة اسرائيل. إن الحملة الانتخابية القريبة، والواقع غير الحقيقي الذي يبنيه نتنياهو وزملاؤه بشكل دائم وبتصميم، تمكن السياسيين من مواصلة اظهار عدم المسؤولية فيما يتعلق بمستقبل المجتمع الاسرائيلي ودولة اسرائيل عن طريق عدد من الشعارات التي ليس لها اساس تاريخي أو تقديرات مستقبلية ناضجة. اذاً، يجب الحذر من هؤلاء السياسيين.