- تصنيف المقال : أخبار و انشطة الجاليات
- تاريخ المقال : 2017-10-29
سانتياغو – تحت رعاية منظمة التحرير الفلسطينية، انطلقت في العاصمة التشيلية سانتياغو فعاليات أضخم نشاط ثقافي فلسطيني في القارة اللاتينية، بتنظيم من النادي الفلسطيني والفيدرالية والمؤسسات الفلسطينية في تشيلي، وبمشاركة طيف واسع من ممثلي المؤسسات والفيدراليات الفلسطينية في دول أمريكا اللاتينية والكاريبي، وبحضور فلسطيني رسمي ممثلا بالسيد تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية ورئيس دائرة شؤون المغتربين، والعديد من سفراء القارة اللاتينية في سانتياغو، والمئات من أبناء الجالية الفلسطينية في تشيلي.
ويهدف المهرجان الذي يُقام للمرة الأولى في القارة، إلى إبراز التراث الفلسطيني بكافة مكوناته وإبقائه حياً متجذرا لدى فلسطينيي الشتات في القارة لا سيما الأجيال الفلسطينية الجديدة التي وُلدت ونشأت خارج فلسطين، من أجل تعزيز أواصر الترابط بين أبناء فلسطين في القارة اللاتينية من خلال هذا النشاط الثقافي الذي يطمح منظموه الى جعله مناسبة دورية تُنظم كل عام في بلد مختلف من بلدان القارة.
وأفتتحت فعاليات المهرجان الثقافي في مقر النادي الفلسطيني، بالنشيدين الوطنين الفلسطيني والتشيلي، ثم عُرض فلم وثائقي عن وعد بلفور، تزامنا مع حلول مئوية وعد بلفور المشؤوم، حيث أستعرض الفلم وبطريقة مميزة عملية تهجير وتشريد شعب فلسطين من أرضه ووطنه، وجلب غرباء ليستوطنوا فيه بقوة السلاح والارهاب، في سابقة لم يُقدم عليها الاستعمار والاحتلال في أي مكان من العالم، سوى الاستعمار البريطاني في فلسطين.
بعد ذلك، تم عرض فيلم وثائقي حول مسيرة نجاح الفريق الرياضي ( بالستينا ) ، الذي أصبح اليوم من أقوى الفرق الرياضية وينافس في شتى البطولات الدولية في القارة، وما يرافق هذا النجاح الكبير من تسليط الضوء على قضية فلسطين.
بعد ذلك ألقى رئيس النادي الفلسطيني موريس خميس، كلمة رحب فيها بالحضور من مختلف القارة، وقدم شرحا وافيا حول طبيعة النشاط وأهدافه، لجهة إحياء التقاليد الفلسطينية والحفاظ على الثقافة الفلسطينية بين أبناء الجالية الفلسطينية، وتعميق ارتباطهم بأرض الإباء والأجداد في فلسطين، ودعا إلى وحدة الجالية الفلسطينية في القارة اللاتينية، لما تشكله من قوة سياسية واقتصادية واجتماعية في بلدان اقامتهم، وما لذلك من أهمية في تعزيز دورهم في دعم واسناد قضية شعبهم في الدفاع عن حقوقه الوطنية المشروعة.
وألقى تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية ورئيس دائرة شؤون المغتربين، كلمة منظمة التحرير الفلسطينية جاء فيها:
" يسعدني أن اكون معكم في هذا المهرجان ، الذي يعبر عن عمق الانتماء والرغبة الأصيلة في بناء جسر متين من التواصل مع الوطن الأم ، وأن انقل لكم في الوقت نفسه تحيات إخوانكم في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني في جميع مناطق تواجده في فلسطين وفي مخيمات اللجوء والتضحية والفداء وفي بلدان الهجرة والشتات وتحيات رئيسها الأخ الرئيس محمود عباس وتمنياتهم لكم بالتوفيق في هذه المناسبة الجميلة ، التي تحيون من خلالها مهرجانا يبعث في الذاكرة الفلسطينية حنينا يوصل الاسر الفلسطينية في أميركا اللاتينية بجذورها ويحدد روابطها بهويتها التاريخية دونما انتقاص من حقوق المواطنة في بلدان إقامتها في عالمها الجديد .
وأضاف : أدرك جيدا أن البرنامج المتنوع في مهرجان تقاليد غني بالأفكار التي ترسم خيطا ممتدا في الذاكرة بين التراث وما ينطوي عليه من اصاله وبين وقائع الحياة كما نعيشها ، بدءا بالمعرض الدائم للأغذية والمأكولات الشعبية مرورا بالموسيقى الفلسطينية والعربية وانتهاء بالأزياء الشعبية النموذجية ، وأعرب عن الثقة بأن تقاليد سوف تتطور بأفكارها وتغطي مساحات تتسع لثقافة وأدب المهجر ولميادين من التميز في مجالات حياة وإبداع مختلفة ومتعددة . من منا لا يشعر بالارتياح والفخر بنماذج قدمت صورة مشرقة عن فلسطين في ميادين الادب والشعر تكمل تلك الصورة التي رسمها مهاجرون عرب الى العالم الجديد بدءا بجبران خليل جبران وميخائيل نعيمه وإيليا أبو ماضي وانتهاء باندراوس سابيلا ومحفوظ مصيص وأولغا لولاس ووتيودور السقا وفريد غزال وغيرهم كثير ، ومن منا لا يشعر بالارتياح والفخر عندما نستذكر في ميادين الرياضة سقراط وكارلوس أبو مهر وداود غزال وميغيل لاتين وألفارو سايح ونيكولاس ماسو وثريا جادوي ، أو الذين حققوا سبقا في الحضور الاقتصادي والسياسي لمواطنين من عائلات عريقة في هذه البلاد جذورها ممتدة في فلسطين كعائلات نزال وقسيس ، وسعيد ، وحنظل ، وأبو مهر ، والياس ، وبندك وغيرهم كثير .
ثم إستعرض تيسير خالد التطورات السياسية مؤكدا على ضرورة طي صفحة الانقسام واستعادة وحدة النظام السياسي الفلسطيني ، وترحيب جميع القوى السياسية والمجتمعية الفلسطينية بالإتفاق الذي تم التوصل إليه بين حركتي فتح وحماس، ودعا الجاليات الفلسطينية إلى إعلاء صوتها في دعم هذا التوجه، فللجميع دور في ذلك بما فيها جالياتنا الفلسطينية الكريمة ، فالقرار الفلسطيني بطي صفحة الانقسام بات على المحك.
وختم خالد كلمته بالحديث عن قضية أملاك الكنيسة العربية الارثوذكسية، مؤكدا على حقنا الوطني في عقارات وممتلكات الكنيسة العربية الارثوذكسية ، بإعتباره حقا حقا يجب ألا ينازعنا فيه أحد ، وهو حق سوف ندافع عنه بكل ما نملك من طاقات بالتنسيق والتعاون مع الاشقاء في المملكة الاردنية الهاشمية ، داعيا جالياتنا الفلسطينية الكريمة الى رفع الصوت عاليا لحماية مقدساتنا وأوقافنا الاسلامية والمسيحية في بلادنا فلسطين على حد سواء.