- الكاتب/ة : إنشل بابر
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-10-31
تجمع حوالى 200 شخص في بيت السفير البريطاني في «رمات غان»، الأربعاء الماضي، للاحتفال بالذكرى المئوية لتصريح بلفور. كان هذا احتفالاً متواضعاً، دعي إليه في الأساس رؤساء الجالية القدامى من المهاجرين من بريطانيا. ألقى السفير ديفيد كفاري خطاباً قصيراً، أثنى فيه على إسهام المهاجرين من بريطانيا في المجتمع الإسرائيلي، أما بالنسبة للرسالة التي كتبها وزير الخارجية البريطاني، اللورد آرثر بلفور، قبل مئة سنة، فقد تطرق إليها قليلاً.
لم يصل مبعوثون كبار من بريطانيا من أجل المشاركة في احتفال الذكرى. وكذلك شخصيات مهمة إسرائيلية لم تتم دعوتها باستثناء عدد من أعضاء الكنيست من حزب العمل، وقد عاد عدد من المدعوين إلى منازلهم بعد ساعتين من مزج الشراب وأكل فطائر السلمون المدخن، مع الشعور بـ «لماذا كلفوا أنفسهم عناء ذلك؟». ما لم يعرفوه هو أن ذلك الحفل المتواضع في حديقة السفير كان الاحتفال الرسمي الوحيد الذي أقامته حكومة بريطانيا لإحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور.
في وقت سابق من العام، قالت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، في البرلمان: «نحن فخورون بدورنا في تأسيس دولة إسرائيل، وبالتأكيد سنقوم بإحياء الذكرى المئوية بفخر». منذ ذلك الحين، تمسك الدبلوماسيون البريطانيون بموقف رئيسة الحكومة، وهم يقولون: إنهم «سيقومون بإحياء ذكرى بلفور بفخر»، وهم يبلعون ضحكة ساخرة. بالنسبة لكثير من رجال وزارة الخارجية البريطانية، فإن الأمر يتعلق بالقليل جداً من الفخر والكثير جداً من الإحراج.
ينبع الإحراج بالتحديد من أنهم متهمون من قبل العرب بـ «المسؤولية» عن إقامة الكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني. وتم التعبير عن هذا قبل أسبوعين تقريباً في تغريدة غريبة لنائب السفير البريطاني في الأمم المتحدة، جونثان ألان، الذي قال: «هيا نذكر أنه كان هناك قسمان في الوعد، «القسم الثاني» لم ينفذ.
الحدث المركزي، الذي سيقام، الخميس القادم (بعد غد)، في لندن، والذي سيتم فيه استضافة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وتيريزا ماي، يعتبر «عشاء شخصياً»، حيث إن المضيف ليس حكومة بريطانيا، بل اللورد روتشيلد (وريث اللورد روتشيلد في 1917 الذي كُتب له تصريح بلفور). وسيشارك في الاحتفال 150 شخصاً، وسيكون مغلقاً أمام وسائل الإعلام. في الأسبوع القادم ستقيم حكومة إسرائيل احتفالاً رسمياً كبيراً في مبنى الكنيست من أجل الاحتفال بتخليد ذكرى وعد بلفور. في الوقت الذي سيسافر فيه رئيس الحكومة من أجل الاحتفال في لندن، فإن بريطانيا لم تكلف نفسها عناء إرسال مبعوث رفيع المستوى إلى الكنيست واكتفت بالسفير في تل أبيب.
من خلف الكواليس، في وزارة الخارجية بالقدس تختلف الآراء حول ما إذا كانت احتفالات بلفور إنجازاً دبلوماسياً لإسرائيل. هناك من يفضلون النظر إلى نصف الكأس المليء، والاعتراف بأن بريطانيا مع ذلك، رفضت طلب الفلسطينيين «الاعتذار» أو حتى إلغاء وعد بلفور. في نهاية المطاف، حتى لو كان الأمر يتعلق باحتفال شخصي، فإن رئيسة الحكومة البريطانية ماي ستشرفه بحضورها. ولكن هناك بين الدبلوماسيين الإسرائيليين أيضاً من يعترفون بأن التخليد البريطاني المتواضع هو «إهانة لإسرائيل»، ويعتقدون أنه كان يجب على وزير الخارجية، نتنياهو، أن يطلب من بريطانيا التشجع أكثر بقليل، وأن لا يتفاجؤوا.
لا يتعلق الأمر بتخليد ذكرى تصريح بلفور. في هذا الأسبوع يحيون الذكرى المئوية أيضاً لعملية بئر السبع، وهي عملية عسكرية مهمة في الحرب العالمية الأولى، حيث اجتاز فيها الفيلق الذي كان بقيادة الجنرال البريطاني اللنبي، الخطوط الدفاعية للجيش التركي، وشق طريق الحلفاء إلى الشرق الأوسط.
تقوم بريطانيا في السنوات الثلاث الأخيرة بإجراء عدد من احتفالات التخليد السنوية للذكرى المئوية للمعارك المركزية في الحرب العالمية الثانية. يأتي إلى احتفالات الذكرى وزراء كبار وأبناء العائلة المالكة في بريطانيا، لكنهم سيغيبون عن الاحتفالات، هذا الأسبوع، في بئر السبع. لقد كان هناك في الأشهر الأخيرة عدد من التقارير غير الصحيحة في وسائل الإعلام الناطقة بالانجليزية تحدثت عن انتهاء 69 سنة من مقاطعة العائلة المالكة البريطانية لإسرائيل (الأمير تشارلز جاء إلى جنازة إسحق رابين وجنازة شمعون بيريس، لكن مجيئه اعتبر شخصياً). ولكن بدل الأمير أو وزير بريطاني، فإن ضيف الشرف، هذا الأسبوع، في احتفال بئر السبع سيكون رئيس الحكومة الأسترالية، مالكوم ترينبول، الذي سيقوم بإحياء ذكرى آلاف الجنود الأستراليين الذين قاتلوا تحت قيادة اللنبي.
دبلوماسي إسرائيلي مطلع على العلاقات الإسرائيلية – البريطانية، قال في نهاية الأسبوع: إنه لا يمكن تقديم الاحتجاج لتيريزا ماي، التي تنشغل من رأسها حتى أخمص قدمها بعقدة «البريكس». في هذه الفترة لم يكن من المتوقع منها أن تواجه رجال وزارة الخارجية الذين يواصلون معارضتهم بشدة لإرسال أمير لزيارة إسرائيل. أيضاً من وزير خارجيتهم ليس للدبلوماسيين الإسرائيليين أي توقعات. بالنسبة لنتنياهو، الذي سيصل إلى وجبة عشاء خاصة في لندن، وينجح في أن يحصل من ذلك على عطلة نهاية الأسبوع مع زوجته، بعيداً عن التحقيقات ومطالب العاملين في منزل رئيس الحكومة، هذا يعتبر إنجازاً تاريخياً لدولة إسرائيل.
لم يصل مبعوثون كبار من بريطانيا من أجل المشاركة في احتفال الذكرى. وكذلك شخصيات مهمة إسرائيلية لم تتم دعوتها باستثناء عدد من أعضاء الكنيست من حزب العمل، وقد عاد عدد من المدعوين إلى منازلهم بعد ساعتين من مزج الشراب وأكل فطائر السلمون المدخن، مع الشعور بـ «لماذا كلفوا أنفسهم عناء ذلك؟». ما لم يعرفوه هو أن ذلك الحفل المتواضع في حديقة السفير كان الاحتفال الرسمي الوحيد الذي أقامته حكومة بريطانيا لإحياء الذكرى المئوية لوعد بلفور.
في وقت سابق من العام، قالت رئيسة الحكومة البريطانية، تيريزا ماي، في البرلمان: «نحن فخورون بدورنا في تأسيس دولة إسرائيل، وبالتأكيد سنقوم بإحياء الذكرى المئوية بفخر». منذ ذلك الحين، تمسك الدبلوماسيون البريطانيون بموقف رئيسة الحكومة، وهم يقولون: إنهم «سيقومون بإحياء ذكرى بلفور بفخر»، وهم يبلعون ضحكة ساخرة. بالنسبة لكثير من رجال وزارة الخارجية البريطانية، فإن الأمر يتعلق بالقليل جداً من الفخر والكثير جداً من الإحراج.
ينبع الإحراج بالتحديد من أنهم متهمون من قبل العرب بـ «المسؤولية» عن إقامة الكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني. وتم التعبير عن هذا قبل أسبوعين تقريباً في تغريدة غريبة لنائب السفير البريطاني في الأمم المتحدة، جونثان ألان، الذي قال: «هيا نذكر أنه كان هناك قسمان في الوعد، «القسم الثاني» لم ينفذ.
الحدث المركزي، الذي سيقام، الخميس القادم (بعد غد)، في لندن، والذي سيتم فيه استضافة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، وتيريزا ماي، يعتبر «عشاء شخصياً»، حيث إن المضيف ليس حكومة بريطانيا، بل اللورد روتشيلد (وريث اللورد روتشيلد في 1917 الذي كُتب له تصريح بلفور). وسيشارك في الاحتفال 150 شخصاً، وسيكون مغلقاً أمام وسائل الإعلام. في الأسبوع القادم ستقيم حكومة إسرائيل احتفالاً رسمياً كبيراً في مبنى الكنيست من أجل الاحتفال بتخليد ذكرى وعد بلفور. في الوقت الذي سيسافر فيه رئيس الحكومة من أجل الاحتفال في لندن، فإن بريطانيا لم تكلف نفسها عناء إرسال مبعوث رفيع المستوى إلى الكنيست واكتفت بالسفير في تل أبيب.
من خلف الكواليس، في وزارة الخارجية بالقدس تختلف الآراء حول ما إذا كانت احتفالات بلفور إنجازاً دبلوماسياً لإسرائيل. هناك من يفضلون النظر إلى نصف الكأس المليء، والاعتراف بأن بريطانيا مع ذلك، رفضت طلب الفلسطينيين «الاعتذار» أو حتى إلغاء وعد بلفور. في نهاية المطاف، حتى لو كان الأمر يتعلق باحتفال شخصي، فإن رئيسة الحكومة البريطانية ماي ستشرفه بحضورها. ولكن هناك بين الدبلوماسيين الإسرائيليين أيضاً من يعترفون بأن التخليد البريطاني المتواضع هو «إهانة لإسرائيل»، ويعتقدون أنه كان يجب على وزير الخارجية، نتنياهو، أن يطلب من بريطانيا التشجع أكثر بقليل، وأن لا يتفاجؤوا.
لا يتعلق الأمر بتخليد ذكرى تصريح بلفور. في هذا الأسبوع يحيون الذكرى المئوية أيضاً لعملية بئر السبع، وهي عملية عسكرية مهمة في الحرب العالمية الأولى، حيث اجتاز فيها الفيلق الذي كان بقيادة الجنرال البريطاني اللنبي، الخطوط الدفاعية للجيش التركي، وشق طريق الحلفاء إلى الشرق الأوسط.
تقوم بريطانيا في السنوات الثلاث الأخيرة بإجراء عدد من احتفالات التخليد السنوية للذكرى المئوية للمعارك المركزية في الحرب العالمية الثانية. يأتي إلى احتفالات الذكرى وزراء كبار وأبناء العائلة المالكة في بريطانيا، لكنهم سيغيبون عن الاحتفالات، هذا الأسبوع، في بئر السبع. لقد كان هناك في الأشهر الأخيرة عدد من التقارير غير الصحيحة في وسائل الإعلام الناطقة بالانجليزية تحدثت عن انتهاء 69 سنة من مقاطعة العائلة المالكة البريطانية لإسرائيل (الأمير تشارلز جاء إلى جنازة إسحق رابين وجنازة شمعون بيريس، لكن مجيئه اعتبر شخصياً). ولكن بدل الأمير أو وزير بريطاني، فإن ضيف الشرف، هذا الأسبوع، في احتفال بئر السبع سيكون رئيس الحكومة الأسترالية، مالكوم ترينبول، الذي سيقوم بإحياء ذكرى آلاف الجنود الأستراليين الذين قاتلوا تحت قيادة اللنبي.
دبلوماسي إسرائيلي مطلع على العلاقات الإسرائيلية – البريطانية، قال في نهاية الأسبوع: إنه لا يمكن تقديم الاحتجاج لتيريزا ماي، التي تنشغل من رأسها حتى أخمص قدمها بعقدة «البريكس». في هذه الفترة لم يكن من المتوقع منها أن تواجه رجال وزارة الخارجية الذين يواصلون معارضتهم بشدة لإرسال أمير لزيارة إسرائيل. أيضاً من وزير خارجيتهم ليس للدبلوماسيين الإسرائيليين أي توقعات. بالنسبة لنتنياهو، الذي سيصل إلى وجبة عشاء خاصة في لندن، وينجح في أن يحصل من ذلك على عطلة نهاية الأسبوع مع زوجته، بعيداً عن التحقيقات ومطالب العاملين في منزل رئيس الحكومة، هذا يعتبر إنجازاً تاريخياً لدولة إسرائيل.