- الكاتب/ة : ناحوم برنياع
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-11-08
يمكن أن نشبه اسحق (ايتسيك) مولخو ودافيد شمرون، وزيري البلاط الملوكي لرئيس الوزراء، باثنين خرجا للسباحة في بركة عامة ولم يريا اليافطة التي تقول "يمنع الـ ... من خشبة القفز". في هذه المرحلة هما بمثابة محقق معهما. وبالتأكيد يحتمل أن يخرج واحد منهما على الاقل وربما كلاهما، من هذه القصة دون لائحة اتهام. ولكن ضلوعهما في اثنتين من القضايا التي يتم التحقيق فيهما الان – تلك التي تركز على الغواصات والسفن وتلك التي تركز على العلاقات بين وزارة الاتصالات وشركة بيزك – يفيد بعماهما. كل يافطات التحذير كانت هناك، وهما لم يريا لانهما لم يريدا أن يريا.
بداية الخطيئة ينبغي أن نعلقها على المستشار القانوني السابق، يهودا فينشتاين، الذي سمح لمولخو بالانشغال بعملين متناقضين بالتوازي: أن يكون الرسول الخاص لرئيس الوزراء بمكانة موظف دولة، وكذا أن يواصل القيام بأعماله كمحام خاص. عندما كان الياكيم روبنشتاين مستشاراً قانونياً للحكومة لم يسمح بهذه الازدواجية خوفاً من الفساد، أما فينشتاين فكان أكثر سخاء بكثير.
لحقيقة أن مولخو، بصفته رسولا خاصا، وشمرون، بصفته محاميا خاصا وعائليا، كانا رجلي السر الاكثر حميمية لرئيس الوزراء معانٍ اقتصادية هائلة. فقد رأى الوزراء حاجة لتلبية مطالبهما. والمدراء العامون رأوا في كل توجه منهما توجها من رئيس الوزراء. ورجال اعمال كبار سعوا الى التقرب منهما. شؤون الدولة الأكثر حساسية، شؤون "الليكود"، شؤون العائلة، والمصالح التجارية المرتبطة بالحكومة، أُديرت تحت جناحي مكتب المحامين ذاته. وحتى لو كان شمرون ومولخو وليين صافيين، ما كان هناك سبيل للفصل.
اشتدت الأمور في الحكومة الحالية، الرابعة في حياة بنيامين نتنياهو المهنية. وخلق تواصل الجلوس في الحكم، مثلما كان يمكن التوقع، مستنقعا، مياه ضحلة. اما مولخو وشمرون، الصهر والجيب فكانا ملكي المستنقع.
في الحكومة الحالية أصر نتنياهو على ان يتولى وزارة الاتصالات. أصر لدرجة أنه كان يخيل أن منصب وزير الاتصالات أهم له من رئاسة الوزراء. كان هذا غريباً، لأن وزارة الاتصالات تعنى اساسا بالشؤون الفنية. والمرة تلو الاخرى أوصت لجان ما بجعلها هيئة حكومية بإدارة موظف. اما نتنياهو فرفض الاستماع. فقد آمن بانه من خلال الوزارة المتواضعة هذه سينتقم من الصحافة الاسرائيلية، الكريهة على نفسه. وهو سيمزقها إربا.
ما الذي تبقى من السنتين ونيف التي تولى فيها منصب الوزير في وزارة الاتصالات؟ تحقيق جنائي من سلطة الاوراق المالية، أسقط في هذه الاثناء مقربه، شلومو فيلبر ويهدد باسقاط صديقه الشخصي، شاؤول الوفيتش، وتعيين أيوب قرا وزيرا في اسرائيل. وعندما سيكتب قرا مذكراته سيكون بوسعه ان يسميها: "كنت وريث نتنياهو". وهذا سيكون كتاباً واسع النشر بلا شك.
لقد تباهى مولخو وشمرون في صفحة الفيسبوك التابعة لمكتبهما بأن مكتبهما رائد في تمثيل هيئات الاتصالات. وكما قلنا فقد قاما بعملهما من خشبة القفز. وعندما نشرنا هذه الحقيقة التي كانت ظاهرة للعيان، استيقظت النيابة العامة من سباتها، وألزمت مولخو بالتوقيع على وثيقة سرية لمنع تضارب المصالح. ويلزم تعهد مولخو شمرون أيضا. لا سبيل للفصل بينهما: كلاهما يرتزقان من الفاتورة نفسها.
لستُ أدري ما فعله المحامي مولخو، إذا فعل شيئا، مع حكومة المانيا، مع حكومات في المنطقة، ومع جهات في اسرائيل في قضية الغواصات والسفن، في صفقات الغاز، وفي مواضيع اخرى تتعلق بالتحقيقات. أفترض أنه عمل بنية طيبة، في إطار التعليمات التي اصدرها له نتنياهو. ولكن اذا كان فعل افعاله بالتوازي مع صهره وشريكه في المكتب، الذي عمل مع الحكومة من أجل المحتال، ميكي غانور، ممثل حوض السفن الالماني، فهذا يصرخ الى السماء. لا يدور الحديث هنا عن مال فراطة، بل عن ملايين؛ عن أمن الدولة.
مولخو رجل كثير السحر. بخلاف البلاط الصارخ، فظ الروح الذي طوره نتنياهو حوله في الولاية الحالية، فان مولخو هو رجل رقيق ولطيف. وأنا واثق من ان التحقيق معه تحت طائلة التحذير، بمثابة اعتقال نهاري، وليس أقل من هذا الاقوال التي قالها عنه قضاة العليا، أول من أمس، أهانته حتى التراب. فهو مقتنع حقا بانه فعل كل شيء من أجل الوطن.
ولكن ثمة جانب آخر ايضا، على ما يبدو. والا فمن الصعب أن نفسر البلاغات والرسائل المهددة التي خرجت في السنوات الاخيرة من مكتب المحامين خاصته ضد اناس تجرأوا على انتقاد الزبون والزبونة نتنياهو؛ وإلا من الصعب أن نفسر المحاولة الفظة من مكتبه الخاص للامساك بالزبائن بالذات في وزارة الاتصالات بقيادة نتنياهو؛ والا من الصعب أن نفسر لماذا لم يهجر اعمال الخاصة لبضع سنوات من أجل الدولة التي هي مهمة جدا له.
رغم التوصيات المنمقة لمولخو، شمرون، د. يوسي كوهن، د. يعقوب فينروت وآخرين، يقف نتنياهو اليوم امام مشكلة قضائية عسيرة. يخيل لي احيانا ان مصيره ربما كان افضل لو توجه الى محامٍ شاب من المحامية العامة، غير ذكي وغير داهية. هناك أناس ماتوا من كثرة الأطباء، وهناك أناس تورطوا من كثرة المحامين.
بداية الخطيئة ينبغي أن نعلقها على المستشار القانوني السابق، يهودا فينشتاين، الذي سمح لمولخو بالانشغال بعملين متناقضين بالتوازي: أن يكون الرسول الخاص لرئيس الوزراء بمكانة موظف دولة، وكذا أن يواصل القيام بأعماله كمحام خاص. عندما كان الياكيم روبنشتاين مستشاراً قانونياً للحكومة لم يسمح بهذه الازدواجية خوفاً من الفساد، أما فينشتاين فكان أكثر سخاء بكثير.
لحقيقة أن مولخو، بصفته رسولا خاصا، وشمرون، بصفته محاميا خاصا وعائليا، كانا رجلي السر الاكثر حميمية لرئيس الوزراء معانٍ اقتصادية هائلة. فقد رأى الوزراء حاجة لتلبية مطالبهما. والمدراء العامون رأوا في كل توجه منهما توجها من رئيس الوزراء. ورجال اعمال كبار سعوا الى التقرب منهما. شؤون الدولة الأكثر حساسية، شؤون "الليكود"، شؤون العائلة، والمصالح التجارية المرتبطة بالحكومة، أُديرت تحت جناحي مكتب المحامين ذاته. وحتى لو كان شمرون ومولخو وليين صافيين، ما كان هناك سبيل للفصل.
اشتدت الأمور في الحكومة الحالية، الرابعة في حياة بنيامين نتنياهو المهنية. وخلق تواصل الجلوس في الحكم، مثلما كان يمكن التوقع، مستنقعا، مياه ضحلة. اما مولخو وشمرون، الصهر والجيب فكانا ملكي المستنقع.
في الحكومة الحالية أصر نتنياهو على ان يتولى وزارة الاتصالات. أصر لدرجة أنه كان يخيل أن منصب وزير الاتصالات أهم له من رئاسة الوزراء. كان هذا غريباً، لأن وزارة الاتصالات تعنى اساسا بالشؤون الفنية. والمرة تلو الاخرى أوصت لجان ما بجعلها هيئة حكومية بإدارة موظف. اما نتنياهو فرفض الاستماع. فقد آمن بانه من خلال الوزارة المتواضعة هذه سينتقم من الصحافة الاسرائيلية، الكريهة على نفسه. وهو سيمزقها إربا.
ما الذي تبقى من السنتين ونيف التي تولى فيها منصب الوزير في وزارة الاتصالات؟ تحقيق جنائي من سلطة الاوراق المالية، أسقط في هذه الاثناء مقربه، شلومو فيلبر ويهدد باسقاط صديقه الشخصي، شاؤول الوفيتش، وتعيين أيوب قرا وزيرا في اسرائيل. وعندما سيكتب قرا مذكراته سيكون بوسعه ان يسميها: "كنت وريث نتنياهو". وهذا سيكون كتاباً واسع النشر بلا شك.
لقد تباهى مولخو وشمرون في صفحة الفيسبوك التابعة لمكتبهما بأن مكتبهما رائد في تمثيل هيئات الاتصالات. وكما قلنا فقد قاما بعملهما من خشبة القفز. وعندما نشرنا هذه الحقيقة التي كانت ظاهرة للعيان، استيقظت النيابة العامة من سباتها، وألزمت مولخو بالتوقيع على وثيقة سرية لمنع تضارب المصالح. ويلزم تعهد مولخو شمرون أيضا. لا سبيل للفصل بينهما: كلاهما يرتزقان من الفاتورة نفسها.
لستُ أدري ما فعله المحامي مولخو، إذا فعل شيئا، مع حكومة المانيا، مع حكومات في المنطقة، ومع جهات في اسرائيل في قضية الغواصات والسفن، في صفقات الغاز، وفي مواضيع اخرى تتعلق بالتحقيقات. أفترض أنه عمل بنية طيبة، في إطار التعليمات التي اصدرها له نتنياهو. ولكن اذا كان فعل افعاله بالتوازي مع صهره وشريكه في المكتب، الذي عمل مع الحكومة من أجل المحتال، ميكي غانور، ممثل حوض السفن الالماني، فهذا يصرخ الى السماء. لا يدور الحديث هنا عن مال فراطة، بل عن ملايين؛ عن أمن الدولة.
مولخو رجل كثير السحر. بخلاف البلاط الصارخ، فظ الروح الذي طوره نتنياهو حوله في الولاية الحالية، فان مولخو هو رجل رقيق ولطيف. وأنا واثق من ان التحقيق معه تحت طائلة التحذير، بمثابة اعتقال نهاري، وليس أقل من هذا الاقوال التي قالها عنه قضاة العليا، أول من أمس، أهانته حتى التراب. فهو مقتنع حقا بانه فعل كل شيء من أجل الوطن.
ولكن ثمة جانب آخر ايضا، على ما يبدو. والا فمن الصعب أن نفسر البلاغات والرسائل المهددة التي خرجت في السنوات الاخيرة من مكتب المحامين خاصته ضد اناس تجرأوا على انتقاد الزبون والزبونة نتنياهو؛ وإلا من الصعب أن نفسر المحاولة الفظة من مكتبه الخاص للامساك بالزبائن بالذات في وزارة الاتصالات بقيادة نتنياهو؛ والا من الصعب أن نفسر لماذا لم يهجر اعمال الخاصة لبضع سنوات من أجل الدولة التي هي مهمة جدا له.
رغم التوصيات المنمقة لمولخو، شمرون، د. يوسي كوهن، د. يعقوب فينروت وآخرين، يقف نتنياهو اليوم امام مشكلة قضائية عسيرة. يخيل لي احيانا ان مصيره ربما كان افضل لو توجه الى محامٍ شاب من المحامية العامة، غير ذكي وغير داهية. هناك أناس ماتوا من كثرة الأطباء، وهناك أناس تورطوا من كثرة المحامين.