- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2017-11-11
في ظِل التوتّر المُتصاعد في المنِطقة العربيّة في اليمن ولبنان وسورية، والأحاديث المُتواترة عن وجودِ صفقةً كُبرى يسعى دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر طَرحها كتسويةٍ “تاريخيّةٍ” للصّراع العَربي الإسرائيلي، يَسأل المَرء أين يَقف الفِلسطينيون، سواء في الضفّة (السلطة)، أو قِطاع غزّة (حماس) من كُل هذهِ التطوّرات؟
حركة “حماس″ حَسمت أمرها فيما يبدو بعد انتخابها قيادة جديدة، وقرّرت أن تتمسّك بهويّتها كحركةِ مُقاومة، واستعادة علاقاتها مع إيران و”حزب الله”، وبَدأت تُقيم جُسور التّواصل تدريجيًّا مع سورية والعراق، ولكن السّؤال يَظل عن مَوقف “الشرعيّة” الفِلسطينيّة المُتمثّلة في الرئيس محمود عباس وسُلطته، ومنظمة التحرير الفٍلسطينيّة التي يتزعّمها أو ما تبقّى من مُؤسّساتها.
من تابع الزيارة التي قام بها الرئيس عباس إلى المملكة العربيّة السعوديّة قبل بٍضعة أيّام يَلمس حالةً من الحَفاوة غير المَسبوقة التي حَظي بها من قِيادتها، حيث أقام العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز حفل استقبال على شَرَفِه، دعا لحُضوره عددًا كبيرًا من الأُمراء والمَسؤولين الكِبار في الدولة السعوديّة، وكان على رأس الحُضور الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد والرّجل القَوي في المملكة.
الصحافة الإسرائيليّة كانت الوحيدة تقريبًا التي تحدّثت عن هذهِ الزيارة ودلالاتها، وقال موقع “I24″ الإسرائيلي أن السعوديّة ضَغطت على الرئيس عباس للقُبول بصَفقة الرئيس ترامب الكُبرى لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، بما يُسمّى بـ”صفقة القَرن”، أو الاستقالة.
جاريد كوشنر، صهِر الرئيس ترامب، وجيسون غرينبلات، مبعوث السلام الخاص، قاما بزيارةٍ “سريّةٍ” إلى الرياض قبل وصول الرئيس عباس بأسبوع، وكَشف ولي العهد السعودي للأخير عن بعض ملامح هذهِ الصفقة التي تدور حول حل الدولتين، وتأجيل بَحث قضيّة القدس، وحُصول تَطبيعٍ عربيٍّ كامل بين العرَب وإسرائيل، مُقابل مُساعدات ماليّة سخيّة للسّلطة.
لم يعلاف كيف كان رد الرئيس عباس على مُضيفيه السعوديين، فالرجل لم يُدلِ بأيِّ تصريحاتٍ حول هذه المَسألة منذ عَودته من الرياض، ولكن كان لافتًا إعلان مدير عام قوّات الأمن الفِلسطينيّة في الضفّة الغربيّة اللواء حازم عطا الله يوم أمس الأول الأربعاء، استئناف كامل للتنسيق الأمني، واعترافه أمام الصحافيين أن هذا التنسيق لم يتوقّف في الأساس، رغم الإعلان عن ذلك أثناء انتفاضة بوابات المسجد الأقصى في منتصف تموز (يوليو) الماضي، وأن ما توقّف فقد هي اللقاءات بين قيادات الأمن الفِلسطينيّة ونَظيرتها الإسرائيليّة.
فهل هذا الإعلان هو رسالة إلى الإسرائيليين والسعوديين والأمريكان بأنّ مَوقف السلطة والرئيس عباس من الصفقة الكُبرى إيجابيًّا، أم أن المَسألة مُجرّد صُدفة، وليس لها علاقة بزيارة الرئيس عباس إلى الرياض؟
الامور لبست واضحةفي هذا الخُصوص، ولكن أيّ “حربٍ كُبرى” في المِنطقة يَحتاج أطرافها، العرب والأمريكان الورقة الفِلسطينيّة كغِطاءٍ لتمرير هذهِ الحرب وإكسابها شرعيّة التّسويق للجماهير العربيّة.