- الكاتب/ة : آفي ساغي
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-11-13
دولة اسرائيل تم تأسيسها على أيدي جزء من الشعب اليهودي، الذي أراد تحقيق وجود يهودي سيادي. حسب هذه المقولة فإن الشعب اليهودي يسبق تاريخياً وتحليلياً الدولة: تاريخيا – الدولة أسست من قبل الشعب اليهودي. تحليليا – دولة اسرائيل هي تجسيد لحق الشعب اليهودي في تقرير مصيره السياسي. هذا الحق تم الاعتراف به من قبل المؤسسات الدولية التي منحته الشرعية.
يوجد لهذه الأولوية ايضا جانب سياسي. المجتمع المدني، الذي يعيش في إسرائيل، يتنازل عن مصالح مختلفة لمكوناته، من اجل زيادة تحقيق المصالح المهمة المشتركة. ولكن المواطنين في إسرائيل لم يتنازلوا في أي مرة عن حقوقهم الانسانية كبشر ويهود. إسرائيل ليست فقط دولة ديمقراطية، بل ايضا علمانية وليبرالية. هي تقوم على سيادة الانسان وليس على سيادة الخالق أو الشريعة. الانسان يمكنه الايمان بأن دولة اسرائيل تجسد وعدا الهيا، ويمكنه نفي هذا الايمان. ويمكنه الحفاظ على فرائض الشريعة أو التحفظ عليها. وبهذا الشكل أو ذاك فان اسرائيل هي دولة علمانية.
اضافة الى ذلك، قامت اسرائيل بتأسيس نفسها كدولة ليبرالية تضمن معظم الحريات للبشر. الليبرالية لا تعني سلب طابعها كدولة يهودية، بل العكس، هي تضمن أن لا تقوم اسرائيل بسلب البشر هويتهم وقيمهم اليهودية المختلفة. الضمانة الوحيدة لتحقيق الوجود اليهودي المتعدد هي مظلة الليبرالية، التي يتمتع بها الحريديون والصهاينة المتدينون، لكن في الوقت الحالي هم يطلبون من اليهود الآخرين التنازل عن هويتهم اليهودية والاعتراف بأنهم فقط يحملون راية "اليهودية". باسمها هم يطالبون بأن يسلبوا الآخرين هويتهم اليهودية. للأسف، تسمح السلطة لهم بذلك.
حقوق البشر والشعوب في انشاء هويتهم وتشكيلها كما يريدون هو شأنهم وليس شأن الخالق. إن التمييز الاساسي بين الهوية والتشخيص يوضح ذلك: التشخيص هو عملية يقوم بها فرد أو جسم اجتماعي نحو غيره، الهدف منه خلق تصنيف لاهدف مختلفة. ليس كل تشخيص شرعيا. في احيان كثيرة تشخيص "يهودي"، "امرأة"، "أسود"، "عربي" أو "مثلي"، يتم من اجل الاقصاء لخلق تراتبية والاضرار. الدولة يمكنها القيام بعمليات تشخيص محددة، شريطة أن تكون مخصصة لاهداف جديرة، تستجيب لقواعد العدالة والاخلاق. ولكن دولة ديمقراطية ليبرالية غير مسموح لها أن تنشئ هوية مواطنيها. هذا الحق يحفظ لبني البشر أنفسهم. هم فقط الذين يمكنهم تشكيل عالمهم بصورة شخصية. وفقا لذلك، فان دولة اسرائيل ليس من حقها انشاء الوجود اليهودي الحقيقي أو القومية اليهودية. طبيعة القومية اليهودية هي شأن اليهود وليس شأن الجسم السيادي. بالعكس، على اسرائيل بصفتها دولة للشعب اليهودي أن تضمن تعظيم تجسيد خصائص الوجود اليهودي.
هذه الافتراضات الاساسية الواضحة يتم سحقها في هذه الايام. تخرق الدولة بصورة دائمة ليس فقط واجبها تجاه مواطني اسرائيل اليهود، بل ايضا واجبها تجاه الشعب اليهودي. في اسرائيل لا يوجد للمواطن حرية اعتقاد، وهو يخضع لما تقوله الشريعة كما تتم صياغتها من قبل التيار الحريدي. هذا إضرار كبير بالميثاق الاساسي بين الدولة ومواطنيها اليهود وبين الشعب اليهودي.
يضاف الى ذلك حقيقة أنه يقوم في اسرائيل التشخيص اليهودي، بما في ذلك التهود، على معايير شرعية متشددة، وهذا يشكل اعلانا واضحا للدولة بأنه يحق لها انشاء الشعب اليهودي وهويته. وهي تقوم بذلك رغم أن هذا لم يتم الاتفاق عليه مع الشعب اليهودي، ولم يصادق عليه مواطنو الدولة. تستخدم الدولة نظام التشخيص من اجل خلق هوية يهودية موحدة، تمس بكرامة الانسان. التيار الارثوذكسي هو تيار شرعي، لكنه لا يتشابه مع الشعب اليهودي، وليس له حق في انشاء الهوية اليهودية والقومية اليهودية.
تأخذ دولة اسرائيل بعملية متواصلة ومستمرة الحق في انشاء جوهر الهوية اليهودية ومعنى الانتماء للشعب اليهودي. لذلك هي تمس بالاسس الثلاثة التي تشكل اساس وجودها. الاول، أولوية الجسم المدني على الدولة. باعمالها هي تخرق الميثاق بينها وبين المواطنين وتمس بالحق الاساسي لكرامة الانسان وحريته. الثاني، الشرعية التي منحتها إياها شعوب العالم، الذين اعترفوا بحق تقرير المصير. هذا الحق أعطي للشعب اليهودي على مختلف اشكاله، والدولة تستخدم هذه الشرعية من اجل انشاء شعب يهودي جديد، يختلف عن الشعب اليهودي الحقيقي. أخيرا، رغم واجبها التاريخي والاساسي نحو الشعب اليهودي، فان اسرائيل آخذة في الانفصال عنه.
يقولون لنا إن التوراة فقط هي التي حافظت على الشعب اليهودي، لذلك فان سيطرة الشريعة تتم من خلال الاهتمام بالشعب اليهودي ومن اجل منع ذوبانه بين الشعوب. هذا ادعاء مدحوض. ليس بالامكان تأسيس خرق للحقوق والمس بالهوية اليهودية والقومية اليهودية على ادعاء وقائع، يمكن أن تكون كاذبة أو صادقة. ويمكن الافتراض أنه ليست الشريعة هي التي حافظت على اليهودي، بل رغبته في الاستمرار بكونه اليهودي الديني وفي الوقت ذاته تميزه وعزلته. اجل، عند فتح ابواب الغيتو، الشعب اليهودي الذي انكشف أمام امكانيات بديلة للوجود، ذهب وانصهر داخل الشعوب الاخرى. ولولا وقوف الصهيونية في وجه ذلك، لكان من الصعب تقدير ماذا كان سيبقى من الشعب اليهودي. لم تكبح التوراة هذه العملية، فقط ارادة الفرد الحر استطاعت أن تكبح عمليات تاريخية. ثانيا، ادعاء وقائعي عن وضع الامور في العالم لا يمنح الدولة أو أي جسم تابع لها الحق في نفي الهويات اليهودية المختلفة. هذا الحق محفوظ للشعب اليهودي وكل فرد يعيش فيه. في الجملة الافتتاحية لوثيقة استقلال دولة اسرائيل المتشكلة سيكتب: في دولة اسرائيل قام شعب يهودي جديد، انفصل عن الشعب اليهودي في الشتات وفي اسرائيل، وهي ستشكل هيئته الروحية على ضوء قيم جديدة التي بوساطتها سيتم نبذ القيم الاساسية لدولة اسرائيل القديمة.
يوجد لهذه الأولوية ايضا جانب سياسي. المجتمع المدني، الذي يعيش في إسرائيل، يتنازل عن مصالح مختلفة لمكوناته، من اجل زيادة تحقيق المصالح المهمة المشتركة. ولكن المواطنين في إسرائيل لم يتنازلوا في أي مرة عن حقوقهم الانسانية كبشر ويهود. إسرائيل ليست فقط دولة ديمقراطية، بل ايضا علمانية وليبرالية. هي تقوم على سيادة الانسان وليس على سيادة الخالق أو الشريعة. الانسان يمكنه الايمان بأن دولة اسرائيل تجسد وعدا الهيا، ويمكنه نفي هذا الايمان. ويمكنه الحفاظ على فرائض الشريعة أو التحفظ عليها. وبهذا الشكل أو ذاك فان اسرائيل هي دولة علمانية.
اضافة الى ذلك، قامت اسرائيل بتأسيس نفسها كدولة ليبرالية تضمن معظم الحريات للبشر. الليبرالية لا تعني سلب طابعها كدولة يهودية، بل العكس، هي تضمن أن لا تقوم اسرائيل بسلب البشر هويتهم وقيمهم اليهودية المختلفة. الضمانة الوحيدة لتحقيق الوجود اليهودي المتعدد هي مظلة الليبرالية، التي يتمتع بها الحريديون والصهاينة المتدينون، لكن في الوقت الحالي هم يطلبون من اليهود الآخرين التنازل عن هويتهم اليهودية والاعتراف بأنهم فقط يحملون راية "اليهودية". باسمها هم يطالبون بأن يسلبوا الآخرين هويتهم اليهودية. للأسف، تسمح السلطة لهم بذلك.
حقوق البشر والشعوب في انشاء هويتهم وتشكيلها كما يريدون هو شأنهم وليس شأن الخالق. إن التمييز الاساسي بين الهوية والتشخيص يوضح ذلك: التشخيص هو عملية يقوم بها فرد أو جسم اجتماعي نحو غيره، الهدف منه خلق تصنيف لاهدف مختلفة. ليس كل تشخيص شرعيا. في احيان كثيرة تشخيص "يهودي"، "امرأة"، "أسود"، "عربي" أو "مثلي"، يتم من اجل الاقصاء لخلق تراتبية والاضرار. الدولة يمكنها القيام بعمليات تشخيص محددة، شريطة أن تكون مخصصة لاهداف جديرة، تستجيب لقواعد العدالة والاخلاق. ولكن دولة ديمقراطية ليبرالية غير مسموح لها أن تنشئ هوية مواطنيها. هذا الحق يحفظ لبني البشر أنفسهم. هم فقط الذين يمكنهم تشكيل عالمهم بصورة شخصية. وفقا لذلك، فان دولة اسرائيل ليس من حقها انشاء الوجود اليهودي الحقيقي أو القومية اليهودية. طبيعة القومية اليهودية هي شأن اليهود وليس شأن الجسم السيادي. بالعكس، على اسرائيل بصفتها دولة للشعب اليهودي أن تضمن تعظيم تجسيد خصائص الوجود اليهودي.
هذه الافتراضات الاساسية الواضحة يتم سحقها في هذه الايام. تخرق الدولة بصورة دائمة ليس فقط واجبها تجاه مواطني اسرائيل اليهود، بل ايضا واجبها تجاه الشعب اليهودي. في اسرائيل لا يوجد للمواطن حرية اعتقاد، وهو يخضع لما تقوله الشريعة كما تتم صياغتها من قبل التيار الحريدي. هذا إضرار كبير بالميثاق الاساسي بين الدولة ومواطنيها اليهود وبين الشعب اليهودي.
يضاف الى ذلك حقيقة أنه يقوم في اسرائيل التشخيص اليهودي، بما في ذلك التهود، على معايير شرعية متشددة، وهذا يشكل اعلانا واضحا للدولة بأنه يحق لها انشاء الشعب اليهودي وهويته. وهي تقوم بذلك رغم أن هذا لم يتم الاتفاق عليه مع الشعب اليهودي، ولم يصادق عليه مواطنو الدولة. تستخدم الدولة نظام التشخيص من اجل خلق هوية يهودية موحدة، تمس بكرامة الانسان. التيار الارثوذكسي هو تيار شرعي، لكنه لا يتشابه مع الشعب اليهودي، وليس له حق في انشاء الهوية اليهودية والقومية اليهودية.
تأخذ دولة اسرائيل بعملية متواصلة ومستمرة الحق في انشاء جوهر الهوية اليهودية ومعنى الانتماء للشعب اليهودي. لذلك هي تمس بالاسس الثلاثة التي تشكل اساس وجودها. الاول، أولوية الجسم المدني على الدولة. باعمالها هي تخرق الميثاق بينها وبين المواطنين وتمس بالحق الاساسي لكرامة الانسان وحريته. الثاني، الشرعية التي منحتها إياها شعوب العالم، الذين اعترفوا بحق تقرير المصير. هذا الحق أعطي للشعب اليهودي على مختلف اشكاله، والدولة تستخدم هذه الشرعية من اجل انشاء شعب يهودي جديد، يختلف عن الشعب اليهودي الحقيقي. أخيرا، رغم واجبها التاريخي والاساسي نحو الشعب اليهودي، فان اسرائيل آخذة في الانفصال عنه.
يقولون لنا إن التوراة فقط هي التي حافظت على الشعب اليهودي، لذلك فان سيطرة الشريعة تتم من خلال الاهتمام بالشعب اليهودي ومن اجل منع ذوبانه بين الشعوب. هذا ادعاء مدحوض. ليس بالامكان تأسيس خرق للحقوق والمس بالهوية اليهودية والقومية اليهودية على ادعاء وقائع، يمكن أن تكون كاذبة أو صادقة. ويمكن الافتراض أنه ليست الشريعة هي التي حافظت على اليهودي، بل رغبته في الاستمرار بكونه اليهودي الديني وفي الوقت ذاته تميزه وعزلته. اجل، عند فتح ابواب الغيتو، الشعب اليهودي الذي انكشف أمام امكانيات بديلة للوجود، ذهب وانصهر داخل الشعوب الاخرى. ولولا وقوف الصهيونية في وجه ذلك، لكان من الصعب تقدير ماذا كان سيبقى من الشعب اليهودي. لم تكبح التوراة هذه العملية، فقط ارادة الفرد الحر استطاعت أن تكبح عمليات تاريخية. ثانيا، ادعاء وقائعي عن وضع الامور في العالم لا يمنح الدولة أو أي جسم تابع لها الحق في نفي الهويات اليهودية المختلفة. هذا الحق محفوظ للشعب اليهودي وكل فرد يعيش فيه. في الجملة الافتتاحية لوثيقة استقلال دولة اسرائيل المتشكلة سيكتب: في دولة اسرائيل قام شعب يهودي جديد، انفصل عن الشعب اليهودي في الشتات وفي اسرائيل، وهي ستشكل هيئته الروحية على ضوء قيم جديدة التي بوساطتها سيتم نبذ القيم الاساسية لدولة اسرائيل القديمة.