- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2017-11-14
توجّه المسنّ المقدسي نعمان الياسيني من سكان شارع الواد بالبلدة القديمة من القدس المحتلة، إلى ضابط كبير في شرطة الاحتلال الإسرائيلي، ووقف إلى جوانب طواقم هندسية تابعة لقواته، طالباً منه إزاحة كاميرا المراقبة التي كانت منصوبة قريبة من نافذة غرفة نومه المطلة على الشارع المذكور المتاخم للمسجد الأقصى. حاول الضابط إقناع المسنّ بأن "تلك الكاميرات ستوفر الأمن له ولجيرانه من اللصوص وتحفظ أمن الزائرين إلى البلدة القديمة في القدس"، لكن الياسيني كرر طلبه من الضابط المذكور، والذي انصاع أخيراً لطلبه، فأزاحها مسافة قليلة، في وقت كانت طواقم أخرى ركّبت كاميرات أكثر تطوراً من تلك التي كانت منصوبة منذ أكثر من عشر سنوات. وأشار الياسيني، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن "اللصوص الوحيدين الذين يقضون مضاجع عائلته وجميع سكان البلدة القديمة هم المستوطنون الذين يعربدون ليل نهار ويعتدون على ممتلكات المواطنين ومنازلهم". وأضاف أنه "وجدت هذه الكاميرات لمنح المستوطنين مزيداً من الحماية والتغطية على اعتداءاتهم، وغالباً ما كانت هذه الكاميرات تتعطل حين ترصد اعتداءات تعرض لها مواطنون وممتلكاتهم وأغلقت ملفات التحقيق فيها لعدم وجود أدلة".
من جهته، علّق الباحث في مجال حقوق الإنسان، سليمان قوس، على قرار وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي نصب منصات وكاميرات تصوير حديثة في البلدة القديمة ومحيطها، بالقول إن "هذه الخطة الإسرائيلية الجديدة بأبعادها الأمنية والشرطية ستجعل شوارع البلدة القديمة وحتى منازلها مكشوفة على مدار 24 ساعة لغرف المراقبة في مقرات قيادة شرطة الاحتلال سواء داخل أسوار المدينة المقدسة أو خارجها، لأن ذلك يعني أن المواطن المقدسي ستتحول حياته إلى كابوس، وسيظل يعيش تحت هاجس المراقبة الدائمة له حتى في غرفة نومه أو معيشته".ولفت قوس إلى أن "الخطة بمقتضى تنفيذها، وحال الانتهاء من تركيب مئات جديدة من كاميرات المراقبة، سترفع عددها إلى أكثر من ألف، تتوزع في جميع المحاور والأزقة وفي الأسواق والشوارع الرئيسية وعلى مداخل بوابات البلدة القديمة". وأوضح أن "خطة الاحتلال، قبل أشهر، بنصب بوابات إلكترونية على أبواب المسجد الأقصى توسعت إلى أكبر من ذلك بكثير، أي أنهم سيحولون البلدة القديمة إلى ما يشبه الفنجان بمعالم واضحة وبالغة الدقة".