- الكاتب/ة : إيرز تدمور*
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-11-22
تدل استطلاعات الرأي، التي تشير إلى التعادل بين الكتل، وإلى فرص لا يستهان بها لفوز اليسار في الانتخابات المقبلة، على فشل مزدوج لمعسكر اليمين. أولاً، لم ينجح رئيس الحكومة نتنياهو في الحصول على تقدير واعتراف الجمهور بسلسلة إنجازات مدهشة حققها. من الناحية الأمنية، نحن نعيش سنوات تعتبر الأكثر هدوءاً منذ عقود بعد أن جرى كبح موجة الطعن والدهس، وتمتع جنوب البلد بثلاث سنوات من الهدوء غير المسبوق. وتبددت تحذيرات اليسار من حدوث تسونامي سياسي، وتدل مواكب الزعماء الأجانب التي تصل إلى مطار بن غوريون على دخول إسرائيل إلى أسواق جديدة، وعلى أنها تحولت في نظر أجزاء كبيرة من الكرة الأرضية من دولة كريهة إلى دولة مرغوبة.
إن الحلف القائم مع الهند، وتوثق العلاقات مع الصين، وقدرة نتنياهو على الاتفاق مع الدول الأفريقية على استيعاب المتسللين، وتوثيق العلاقات مع دول في أميركا الجنوبية وفي آسيا، كل ذلك ليس مصادفة، بل هو نابع من قدرة إسرائيل التكنولوجية والعلمية، ويعود إلى حقيقة كون إسرائيل دولة مستقرة وقوية. إن التحالف مع السعودية ومع بعض الإمارات الخليجية هو إنجاز استراتيجي لا يمكن المبالغة في أهميته، ومصدره المصالح المشتركة الناتجة عن التمدد الإيراني، لكن هذا لم يكن ليحدث لو لم تثبت إسرائيل خلال ولاية الرئيس أوباما أنها دولة قادرة على انتهاج سياسة خارجية مستقلة وهجومية حتى في مواجهة رئيس أميركي معاد. من الناحية الاقتصادية، في إمكان نتنياهو أن يشير إلى مجموعة إنجازات بكل المقاييس الممكنة. في الأسبوع الماضي بشّرونا بأن معدل النمو في الاقتصاد الإسرائيلي في الربع الأخير هو الثاني في العالم، وأن مؤشر عدم المساواة هو الأدنى منذ سنة 2001. وقد تراجعت البطالة، وفي سنة 2006 بلغت نسبة الدين إلى الناتج المحلي 80.3%، وهي اليوم 60.5%، وهذا أدنى معدل منذ نشوء الدولة. والمغزى من ذلك دراماتيكي: بينما أغلبية السياسيين يوزعون تقديمات إلى الجمهور ثمنها زيادة العجز ورمي المسؤولية على أكتاف جيل المستقبل، تقود حكومات نتنياهو إسرائيل نحو النمو وتعمل على خفض الدين الوطني بشكل مطرد.
يدل تراجع كتلة اليمين في استطلاعات الرأي [أظهر استطلاع أخير نشره موقع "واللاه" أنه لو أجريت اليوم فإن في إمكان تحالف من الوسط ويمن الوسط بقيادة الوزير يائير لبيد زعيم حزب "ييش عتيد" الإطاحة بزعامة نتنياهو والحصول على 33 مقعداً مقابل 26 لـ "الليكود"] على أن الجمهور يتعامل مع هذه الإنجازات المدهشة هذه كأنها مفروغ منها. لكن ثمة سبب إضافي لضعف اليمين، هو الحملة المستمرة والتحقيقات التي لا تتوقف، والتي تمس مكانة نتنياهو الشعبية. لقد تحسن مستوى الحياة لكن في الوسط وفي اليمين هناك جمهور يشعر بعدم الرضا حيال "سلوك " نتنياهو، وحيال ما يعتبره علاقة غير لائقة بين السلطة والمال. وحتى في ما يتعلق بهذه المسألة، فإن الفجوة بين صورة نتنياهو وخصومه والوقائع الموضوعية، تدل على فشل دعائي خطير يمكن أن يكبد نتنياهو ثمناً باهظاً. لا خلاف على أن نتنياهو هو الوحيد في المؤسسة السياسية الذي تجرأ على الوقوف في وجه نفوذ نوني موزيس [مالك صحيفة يديعوت أحرونوت] ودفع لقاء ذلك ثمناً باهظاً من شعبيته. وفي مقابل نتنياهو الذي حارب موزيس بكل قواه، فإن يائير لبيد رجل "السياسة الجديدة" حصل على مال من موزيس طوال سنوات. وحتى أي ساذج لا يصدق أن ما يُنشر عن يائير لبيد في "يديعوت أحرونوت" مصادفة. ويكفي رؤية ملايين الشيكلات التي تدفقت من وزارات وزراء حزب "يوجد مستقبل" إلى مجموعة "يديعوت"، خلال فترة ولاية الحكومة السابقة. ينطبق هذا أيضاً على آفي غباي [زعيم حزب العمل الجديد]، فقد يكون حصوله على عشرات الملايين خلال عمله في شركة بيزك [شركة الاتصالات الإسرائيلية] قانونياً، لكن تفوح منها رائحة الفساد أكثر من السيجار الذي حصل عليه نتنياهو من أرنون ملشان [رجل أعمال].
تدل استطلاعات الرأي الأخيرة على أنه يجب على اليمين أن يستيقظ، وأن يقوم بحملة إيجابية تسلط الضوء على الإنجازات، وحملة سلبية تثبت أنه حتى من زاوية "السلوك"، فإن غباي ولبيد ليسا أفضل من نتنياهو، بل على العكس من ذلك.
*كاتب، ومن مؤسسي حركة "إم ترتسو" اليمينية، وكان يكتب خطابات نتنياهو.
إن الحلف القائم مع الهند، وتوثق العلاقات مع الصين، وقدرة نتنياهو على الاتفاق مع الدول الأفريقية على استيعاب المتسللين، وتوثيق العلاقات مع دول في أميركا الجنوبية وفي آسيا، كل ذلك ليس مصادفة، بل هو نابع من قدرة إسرائيل التكنولوجية والعلمية، ويعود إلى حقيقة كون إسرائيل دولة مستقرة وقوية. إن التحالف مع السعودية ومع بعض الإمارات الخليجية هو إنجاز استراتيجي لا يمكن المبالغة في أهميته، ومصدره المصالح المشتركة الناتجة عن التمدد الإيراني، لكن هذا لم يكن ليحدث لو لم تثبت إسرائيل خلال ولاية الرئيس أوباما أنها دولة قادرة على انتهاج سياسة خارجية مستقلة وهجومية حتى في مواجهة رئيس أميركي معاد. من الناحية الاقتصادية، في إمكان نتنياهو أن يشير إلى مجموعة إنجازات بكل المقاييس الممكنة. في الأسبوع الماضي بشّرونا بأن معدل النمو في الاقتصاد الإسرائيلي في الربع الأخير هو الثاني في العالم، وأن مؤشر عدم المساواة هو الأدنى منذ سنة 2001. وقد تراجعت البطالة، وفي سنة 2006 بلغت نسبة الدين إلى الناتج المحلي 80.3%، وهي اليوم 60.5%، وهذا أدنى معدل منذ نشوء الدولة. والمغزى من ذلك دراماتيكي: بينما أغلبية السياسيين يوزعون تقديمات إلى الجمهور ثمنها زيادة العجز ورمي المسؤولية على أكتاف جيل المستقبل، تقود حكومات نتنياهو إسرائيل نحو النمو وتعمل على خفض الدين الوطني بشكل مطرد.
يدل تراجع كتلة اليمين في استطلاعات الرأي [أظهر استطلاع أخير نشره موقع "واللاه" أنه لو أجريت اليوم فإن في إمكان تحالف من الوسط ويمن الوسط بقيادة الوزير يائير لبيد زعيم حزب "ييش عتيد" الإطاحة بزعامة نتنياهو والحصول على 33 مقعداً مقابل 26 لـ "الليكود"] على أن الجمهور يتعامل مع هذه الإنجازات المدهشة هذه كأنها مفروغ منها. لكن ثمة سبب إضافي لضعف اليمين، هو الحملة المستمرة والتحقيقات التي لا تتوقف، والتي تمس مكانة نتنياهو الشعبية. لقد تحسن مستوى الحياة لكن في الوسط وفي اليمين هناك جمهور يشعر بعدم الرضا حيال "سلوك " نتنياهو، وحيال ما يعتبره علاقة غير لائقة بين السلطة والمال. وحتى في ما يتعلق بهذه المسألة، فإن الفجوة بين صورة نتنياهو وخصومه والوقائع الموضوعية، تدل على فشل دعائي خطير يمكن أن يكبد نتنياهو ثمناً باهظاً. لا خلاف على أن نتنياهو هو الوحيد في المؤسسة السياسية الذي تجرأ على الوقوف في وجه نفوذ نوني موزيس [مالك صحيفة يديعوت أحرونوت] ودفع لقاء ذلك ثمناً باهظاً من شعبيته. وفي مقابل نتنياهو الذي حارب موزيس بكل قواه، فإن يائير لبيد رجل "السياسة الجديدة" حصل على مال من موزيس طوال سنوات. وحتى أي ساذج لا يصدق أن ما يُنشر عن يائير لبيد في "يديعوت أحرونوت" مصادفة. ويكفي رؤية ملايين الشيكلات التي تدفقت من وزارات وزراء حزب "يوجد مستقبل" إلى مجموعة "يديعوت"، خلال فترة ولاية الحكومة السابقة. ينطبق هذا أيضاً على آفي غباي [زعيم حزب العمل الجديد]، فقد يكون حصوله على عشرات الملايين خلال عمله في شركة بيزك [شركة الاتصالات الإسرائيلية] قانونياً، لكن تفوح منها رائحة الفساد أكثر من السيجار الذي حصل عليه نتنياهو من أرنون ملشان [رجل أعمال].
تدل استطلاعات الرأي الأخيرة على أنه يجب على اليمين أن يستيقظ، وأن يقوم بحملة إيجابية تسلط الضوء على الإنجازات، وحملة سلبية تثبت أنه حتى من زاوية "السلوك"، فإن غباي ولبيد ليسا أفضل من نتنياهو، بل على العكس من ذلك.
*كاتب، ومن مؤسسي حركة "إم ترتسو" اليمينية، وكان يكتب خطابات نتنياهو.