- الكاتب/ة : أوري سافير*
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-11-29
من المحتمل أن تكون المملكة العربية السعودية تعيش في هذه الأيام دراما سياسية هي الأكثر أهمية منذ الربيع العربي؛ وهي نوع من ربيع سعودي مفروض من فوق. ومن المتوقع أن يعين ملك جديد في السعودية هو ولي العهد محمد بن سلمان. لقد بدأ ابن الـ32 عاماً الذي يشغل منصب وزير الدفاع عملية تطهير طالت أمراء ورجال أعمال فاسدين يعارضون أي اصلاح في الدولة الإسلامية المحافظة. لقد برز محمد سلمان أمام عدسات الكاميرا خلال الزيارة التي قام بها الرئيس ترامب إلى الرياض. وعلا شأنه بفضل الصفقات الضخمة الاقتصادية والأمنية التي عقدها مع صهر ترامب، جاريد كوشنير، الذي على ما يبدو أصبح صديقاً له.
والمعروف عن بن سلمان تأييده للإسلام المعتدل. وهو يعارض بشدة توجهات تمدد الإسلام الأصولي في صيغته الإيرانية في سورية ولبنان واليمن. ولديه اهتمام كبير بعقد تحالفات معادية لإيران في المنطقة بقيادة أميركية. وهو يؤيد قبل اي شيء الدفع قدماً بالسعودية نحو اقتصاد عصري يستند إلى تكنولوجيا متطورة، بدلاً من الاعتماد على مخزون النفط الآخذ في النضوب. ويشجع بن سلمان مشروع «رؤية السعودية 2030»، ويبني مدينة عملاقة خارج الرياض، ستشكل المركز الأكثر تطوراً للتكنولوجيا في الخليج. كما سمح ولي العهد للمرة الأولى للنساء بقيادة السيارة في المملكة وينوي تعيين وزيرة في حكومته.
هناك مصلحة مشتركة لإسرائيل والسعودية في قيام شرق أوسط أكثر براغماتية، يقف ضد الإرهاب الإيراني، شرق أوسط يدفع قدماً بتكنولوجيا المعلومات، ومنفتح اجتماعياً وأخلاقياً على المزيد من المساواة. صحيح أن هناك شوطاً طويلاً يجب أن نقطعه، لكن هذا يشكل فرصة أمام إسرائيل. والسعودية، على ما يبدو، مهتمة بالتعاون مع إسرائيل في مجال الاستخبارات والتكنولوجيا. وهذه هي خلفية المقابلة التي أجراها رئيس الأركان غادي أيزنكوت مع الموقع السعودي، التي أثارت أصداء في شتى انحاء العالم وفي العالم العربي خاصة.
حتى الرئيس ترامب فهم هذه الفرصة، فهو يهمه التمويل السعودي؛ لذا يقوم الرئيس وطاقم العملية السلمية في البيت الأبيض حالياً ببلورة أفكار من أجل الدفع قدماً بمحاثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. والشرط الأساسي لتحقيق المصلحة المشتركة بين إسرائيل والسعودية هي احراز تقدم فعلي نحو حل الدولتين. ليس هناك أي زعيم عربي يمكن أن يقبل بتطبيع العلاقات مع إسرائيل مع استمرار السيطرة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
حالياً يقف نتنياهو أمام قرار واضح: إما الاستمرار في جمود الوضع السياسي، وبالتالي مواصلة المس بمكانة إسرائيل في العالم وتضييع فرصة لن تتكرر، أو التعاون مع السعودية ومصر والأردن بقيادة الولايات المتحدة ضد إيران وإرهاب «حزب الله»، وفي المقابل تحريك المحادثات بشأن حل الدولتين مع الزعامة الفلسطينية على أساس المبادرة السعودية العائدة الى العام 2002، أو بكلام آخر: تعاون إقليمي ضد إيران والارهاب، او مواصلة مشروع الاستيطان مع نفتالي بينت. لا يوجد طريق ثالث. يتعين على المعارضة في الوسط واليسار أن تطرح هذا القرار الواضح أمام نتنياهو، بدلاً من التملق الذي يمارسه يائير لبيد [زعيم حزب «يوجد مستقبل»] وآفي غباي [زعيم حزب العمل].
*مدير سابق لوزارة الخارجية وعضو كنيست سابق.
والمعروف عن بن سلمان تأييده للإسلام المعتدل. وهو يعارض بشدة توجهات تمدد الإسلام الأصولي في صيغته الإيرانية في سورية ولبنان واليمن. ولديه اهتمام كبير بعقد تحالفات معادية لإيران في المنطقة بقيادة أميركية. وهو يؤيد قبل اي شيء الدفع قدماً بالسعودية نحو اقتصاد عصري يستند إلى تكنولوجيا متطورة، بدلاً من الاعتماد على مخزون النفط الآخذ في النضوب. ويشجع بن سلمان مشروع «رؤية السعودية 2030»، ويبني مدينة عملاقة خارج الرياض، ستشكل المركز الأكثر تطوراً للتكنولوجيا في الخليج. كما سمح ولي العهد للمرة الأولى للنساء بقيادة السيارة في المملكة وينوي تعيين وزيرة في حكومته.
هناك مصلحة مشتركة لإسرائيل والسعودية في قيام شرق أوسط أكثر براغماتية، يقف ضد الإرهاب الإيراني، شرق أوسط يدفع قدماً بتكنولوجيا المعلومات، ومنفتح اجتماعياً وأخلاقياً على المزيد من المساواة. صحيح أن هناك شوطاً طويلاً يجب أن نقطعه، لكن هذا يشكل فرصة أمام إسرائيل. والسعودية، على ما يبدو، مهتمة بالتعاون مع إسرائيل في مجال الاستخبارات والتكنولوجيا. وهذه هي خلفية المقابلة التي أجراها رئيس الأركان غادي أيزنكوت مع الموقع السعودي، التي أثارت أصداء في شتى انحاء العالم وفي العالم العربي خاصة.
حتى الرئيس ترامب فهم هذه الفرصة، فهو يهمه التمويل السعودي؛ لذا يقوم الرئيس وطاقم العملية السلمية في البيت الأبيض حالياً ببلورة أفكار من أجل الدفع قدماً بمحاثات السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. والشرط الأساسي لتحقيق المصلحة المشتركة بين إسرائيل والسعودية هي احراز تقدم فعلي نحو حل الدولتين. ليس هناك أي زعيم عربي يمكن أن يقبل بتطبيع العلاقات مع إسرائيل مع استمرار السيطرة الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
حالياً يقف نتنياهو أمام قرار واضح: إما الاستمرار في جمود الوضع السياسي، وبالتالي مواصلة المس بمكانة إسرائيل في العالم وتضييع فرصة لن تتكرر، أو التعاون مع السعودية ومصر والأردن بقيادة الولايات المتحدة ضد إيران وإرهاب «حزب الله»، وفي المقابل تحريك المحادثات بشأن حل الدولتين مع الزعامة الفلسطينية على أساس المبادرة السعودية العائدة الى العام 2002، أو بكلام آخر: تعاون إقليمي ضد إيران والارهاب، او مواصلة مشروع الاستيطان مع نفتالي بينت. لا يوجد طريق ثالث. يتعين على المعارضة في الوسط واليسار أن تطرح هذا القرار الواضح أمام نتنياهو، بدلاً من التملق الذي يمارسه يائير لبيد [زعيم حزب «يوجد مستقبل»] وآفي غباي [زعيم حزب العمل].
*مدير سابق لوزارة الخارجية وعضو كنيست سابق.