
- تصنيف المقال : شؤون عربية ودولية
- تاريخ المقال : 2017-12-02
لا تزال الزيارة الخاطفة التي قام بها صهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وأحد كبار مستشاريه، جاريد كوشنر، في أكتوبر الماضي، إلى المملكة العربية السعودية، تثير جدلًا واسعًا داخل الأوساط السياسة الأمريكية وخارجها.
وفي تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، الاثنين الماضي، يرى البعض أن رحلة كوشنر كانت خطوة مهمة من إدارة "ترامب"؛ لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وإحلال السلام في الشرق الأوسط.
وهو الأمر الذي يؤكده الملياردير اللبناني والصديق المقرب لترامب، توم باراك، الذي قال في تصريحات لمجلة "بوليتيكو" الأمريكية، إن "كوشنر لطالما سعى إلى تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أن مصر هي المفتاح الرئيسي لحل تلك الأزمة.
وقال التقرير، إن الرئيس "ترامب" لطالما رأى في نفسه القدرة على تحقيق السلام وإبرام صفقة العصر بين فلسطين ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما لم يقدر عليه أي رئيس أمريكي قبله، وبعيدًا عن ذلك فإن مهارات "كوشنر" اللازمة لهذه المهمة الحساسة، وتحقيق ما فشل الدبلوماسيون ذوو الخبرة من قبله في تحقيقه، لا يزال مثار تساؤل كبير.
وعلى الرغم من أن كوشنر قد يكون راغبًا في تحقيق صفقة سلام كبيرة في الشرق الأوسط، إلا أنه، وبحسب التقرير، ليس من الواضح أنه يدرك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي يعول عليه كثيرًا، قد يكون له أجندة خاصة تتعارض مع المصالح الأمريكية.
وكان مصدر مسئول بالإدارة الأمريكية قد صرح لشبكة "سي.إن.إن" الأمريكية، بأن "رحلة كوشنر سوف تؤدي دورًا مهمًا، ولكن الرئيس ترامب يؤكد أن التفاوض على السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين يجب أن يكون بشكل مباشر بين الطرفين، والولايات المتحدة ستواصل العمل من أجل تحقيق تقدم نحو هذا الهدف".
وأضاف التقرير، أن نتنياهو لديه حساباته الخاصة، فالنائب العام الإسرائيلي يحقق في قضيتي فساد منفصلتين، وهناك ثالثة متعلقة بصفقة الغواصات الألمانية، وذلك في الوقت الذي يحاول فيه حلفاء نتنياهو منع توجيه تهمة ضده، ويعكفون على تمرير قرار يمنع الشرطة من الدعوة أو التوصية في التحقيق المهم، الذي يشارك فيه النائب العام، بتوجيه تهمة ضد نتنياهو.
وأوضح أن الحرب في اليمن التي تقودها المملكة العربية والأزمة القطرية مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب والتوتر بين الرياض وطهران، كلها أمور تبدو وكأنها محاولة من كوشنر لإبرام صفقة القرن، مشيرًا إلى أن آخر ما تريده الولايات المتحدة هو نزاع جديد في الشرق الأوسط لأن هذا الأمر سوف يأتي على حساب الموارد الدبلوماسية الأمريكية الفقيرة بالفعل، ناهيك عن أن اندلاع حرب في لبنان قد يسفر عنها إثارة حروب أخرى سيكون لواشنطن دور بها بالتأكيد.
وسيلقى جاريد كوشنر المستشار المقرب وصهر الرئيس دونالد ترامب، يوم غد الأحد 2 ديسمبر 2017، خطابا حول سياسة واشنطن فى الشرق الأوسط، فى وقت سيكون فيه على الرئيس الأمريكى أن يقرر ما إذا كان سينقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس.
وكلمة صهر ترامب الذى نادرا ما يلقى خطبا، مرتقبة لأن كوشنر لم يكشف حتى الأن رؤيته لعملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين التى يفترض أن يدفعها.
وخطاب كوشنر مرتقب ايضا، لانه وبحسب عدة وسائل اعلام اميركية هو "المسؤول الأمريكى الرفيع فى الفريق الرئاسى الانتقالي" الذى طلب من مايكل فلين المستشار السابق للامن القومى لدى ترامب الذى وجه اليه الاتهام الجمعة، بالاتصال بمسؤولين فى حكومات اجنبية.
وسيلقى كوشنر كلمته اثناء "الحوار" السنوى بين مسؤولين اميركيين واسرائيليين الذى ينظمه بواشنطن فريق بحث "بروكينغز انستيتيشن".
كما يتوقع ان يتدخل فى الحوار ذاته رئيس الوزراء الاسرائيلى بنيامين نتانياهو صباح الاحد عبر رسالة فيديو، وكان ترامب وعد اثناء حملته الانتخابية بنقل سفاره بلاده من تل ابيب الى القدس بناء على قرار للكونغرس الأمريكى اتخذ فى 1995 تم تعطيله من رؤساء الولايات المتحدة كل ستة اشهر.
والموعد الجديد لاتخاذ قرار بهذا الشأن يحل الاثنين، بحسب الخارجية الاميركية التى اكدت الجمعة لفرانس برس انه لم يتم اتخاذ اى قرار بهذا الشان حتى الان. ووصف البيت الابيض الاربعاء ب "السابقة لاوانها" معلومات سرت اشارت الى ان واشنطن على وشك اعلان نقل سفارتها من تل ابيب الى القدس الامر الذى من شانه اثارة غضب الفلسطينيين والعرب.
وكان ترامب قرر فى يونيو 2017 اتباع ما فعله اسلافه وقال حينها "اريد ان اعطى فرصة" لعملية السلام "قبل التفكير فى نقل السفارة الى القدس".
غير أن نائبه مايك بنس الذى سيزور القدس منتصف ديسمبر الحالى، أكد مجددا هذا الاسبوع ان نقل السفارة يجرى التفكير فيه "جديا".
ولا تعترف المجموعة الدولية بالقدس عاصمة لاسرائيل ولا بضمها اثر حرب 1967 وتوجد مقار السفارات الاجنبية فى اسرائيل فى تل ابيب


