سيكون يوم الاثنين القدم حاراً على نحو خاص، وخماسينياً في ذروة الخريف. وتتحدث توقعات حالة الطقس عن رياح شرقية قوية واحتمال عال لاندلاع الحرائق. ورغم الحر سيصل اعضاء الكنيست الى المبنى في أفضل ستراتهم. فهم سيعرفون بأن الكاميرات تنتظرهم، وسيرغبون في أن يظهروا بمظهر جيد. اما التوقعات للدراما فستكسو الكنيست بحلة عيد قشيبة.
وسيكون عيد. النائب دافيد امسلم، الذي كان القليلون يعرفون بوجوده قبل سنتين، سيدور في الأروقة كالعريس في منصته، محوطا بحاشية من المؤيدين والمراسلين. حاشية منفصلة ستطول وراء النائب دافيد بيتان، الاشبين. سيشعر بيتان كبطل احدى الروايات التي يزعم انه لم يقرأها ابدا. ملك العالم.
حتى اليوم، أقر الكنيست القوانين الشخصية للموقع فقط: قانون بن غوريون، قانون بيغن، قانون رابين، قانون زئيفي. اما يوم الاثنين فستقر لاول مرة قانونا لاستخدام شخص حي هو رئيس الوزراء الحالي. هذه محطة مهمة في التغيير الذي يجتازه نظام الحكم في اسرائيل – من حكم القانون الى الحكم الشخصي، من جمهورية الى ملكية. في دوائر العلوم السياسية سيكتب الطلاب بحوثا ختامية عن معنى هذا اليوم. وسيشبهون اسرائيل بالدول التي تجتاز سياقات مشابهة – روسيا بوتين، تركيا اردوغان، أميركا ترامب.
كل شيء يبدأ برد فعل زائد من نتنياهو على التحقيقات. بخلاف قسم كبير من زملائي لست مقتنعا بان هذه الملفات ستخرج لوائح اتهام ضد نتنياهو. لا ملف 1000 ولا 2000 ولا 3000. قسم كبير من الانباء التي تنشر تأتي من محيط نتنياهو ومن محيط الآخرين الخاضعين للتحقيق. هذه هي طريقتهم لنقل الرسائل دون أن يتهموا بتشويش التحقيق. وبعد ذلك يتهمون الشرطة والنيابة العامة بالتسريب.
رد الفعل الزائد هو جزء من روتين حياة نتنياهو من قضية الشريط وحتى اليوم. فهو يرى ظل الجبال كالجبال. واذا كان لا يرى فان احدا ما في البيت يذكره. الكثير منوط بالطريقة التي يغلف فيها المستشار القانوني مندلبليت والنائب العام للدولة نيتسان نتائج التحقيق؛ الكثير منوط بتوقيت القرارات. في موعد الانتخابات، في عنصر الزمن. ينبغي القول في صالح نتنياهو انه يقاتل بكل القوة. مثله كمثل الذبابة اياها التي غرقت في القشدة وواصلت التخبط والتلوي على أمل ان تتحول القشدة الى زبدة.
المشكلة ليست نتنياهو: المشكلة هي الـ 119 عضوا آخر في الكنيست. عليهم ان يعرفوا بانهم يدحرجون الدولة في منحدر سلس، في الطريق الى جمهورية موز (والادق، مملكة موز). بعضهم يعتقدون بأن المسيرة تتناسب ومصالحهم: بعضهم يخافون من معاقبة اعضاء المركز؛ يريدون ان يخلفوا نتنياهو، لا ان يتنازعوا معه. وآخرون لا يهتمون أو انهم ممتلئون بانفسهم، أو أنهم مغرورون بما يجري حولهم. عندما فقد بن غوريون التوازن في بداية الستينيات، كان هناك في قيادة حزبه أناس قالوا له كفى، حتى هنا. لا أحد يتجرأ على أن يقول امورا كهذه في اذني نتنياهو، رغم وربما بسبب أن بيبي هو فقط بيبي. فهو بعيد جدا عن أن يكون بن غوريون.
ليس فقط أعضاء الائتلاف مذنبون بالتعاون. فاعضاء المعارضة ليسوا افضل منهم. وبدلا من ان يصوتوا ضد قانون اسكات التحقيقات استجدوا التغيب. قسم كبير منهم عللوا تغيبهم بمشاكل صحية: احتاجوا الى علاج طبي. ومع كل هذا القدر الكبير من المشاكل الصحية، لا غرو أن المعارضة تنازع من أجل الإبقاء على حياتها.
بيتان يعطيهم الفتات بين الحين والآخر – اقرار مشاريع قوانين خاصة، عضوية في لجنة، سفرية ساحرة الى خارج البلاد. فيردون له الجميل. «شاب طيب»، يقولون عن بيتان. «يمكن عقد الصفقات معه». يوجد بينهم احباط: لا يوجد لديهم غضب. مثلهم مثل ناخبيهم. لا يمكن لأي انقلاب أن يبدأ بهم.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف