المؤشرات الراهنة حسب مراقبين ومحللين سياسيين تشير الى وجود تخبط سياسي عام في اوساط الهيئات القيادية لحماس، فقيادات الخارج باتت معزولة عن الداخل وبالتالي فان مصير حماس بات مرهونا بقرار قيادة الحركة في قطاع غزة التي لم تظهر لغاية الآن انها قادرة على انتهاج سياسة الحكمة بل تعيش حالة ارباك ومحاولة الاجتهاد في معالجة تداعيات المرحلة، خاصة ان بعض قيادات الحركة يضغطون باتجاه السعي لتفجير الأوضاع الأمنية في الضفة للتخفيف عن الحركة في غزة والعودة لسياسة استخدام القطاع كحديقة خلفية لادارة الأحداث في الضفة ومتابعة مجريات الأحداث في مصر.
ان تعامل قيادة حماس مع الأحداث السياسية الراهنة بالعقلية والوسائل السابقة قد يورطها اكثر ما يساعدها في الخروج من الواقع السياسي المعقد الذي تعيشه، لذا فهي مطالبة على المستوى الداخلي باتخاذ قرارات جريئة باتجاه انهاء الانقسام والتعامل الجدي لاتمام المصالحة خاصة ان تباطؤ الحركة عن ذلك يعني اضاعة الفرصة الأخيرة للعودة الى مربع القضية الفلسطينية بعد ان كانت ربطت نفسها ومصيرها مع حركة الاخوان حينما اعلن رئيس الوزراء المقال اسماعيل هنية في مهرجان ذكرى انطلاقة الحركة عام 2008، الولاء للاخوان، أمام عبد الفتاح دوخان الذي وقف على منبر الخطابة الذي أقيم في منطقة الكتيبة بحضور تجاوز المئتي ألف يتصدرهم رموز الصف الأول من قادة "حماس".
ان اقدام قيادة حماس على تلك الخطوة وفي تلك الفترة قد يساهم في دفع الحركة ثمنا كبيرا لقاء هذا الموقف في ظل مؤشرات تهاوي حركة الاخوان في مصر، ويضعها الآن امام استحقاقات سياسية جديدة قد تؤدي الى انهيار الحركة وسلطتها في غزة اذا لم تتعامل بحكمة وعقلانية خاصة و ان الفرصة لا زالت متاحة للحركة لاعادتها الى احضان النظام السياسي الفلسطيني الذي يحتاج لوجود كافة القوى لاعادة ترتيب اوضاعه ومغادرة مربعات المناكفة والمزاودة السياسية التي لم تخدم باي حال الشعب الفلسطيني وتوجهاته في تحصيل حقوقه الوطنية.
موقع الجالية

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف