نيويورك/وكالات/
أقرت الجمعية العامة للأم المتحدة بأغلبية ساحقة مشروع قرار يرفض تغيير الوضع القانوني لمدينة القدس.
وصوتت 128 دولة لصالح القرار، فيما عارضته 9 دول، وامتنعت 35 دولة عن التصويت، وذلك في جلسة طارئة بطلب من تركيا واليمن.
وبدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة، المؤلفة من 193 دولة، جلسة طارئة، للتصويت على مشروع قرار يرفض اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالقدس عاصمة لإسرائيل.

وقد استبق ترامب الجلسة بتحذير شديد اللهجة للدول التي تنوي التصويت ضد قراره بشأن القدس خلال الجلسة الطارئة. وهدد ترامب بوقف المساعدات المالية عن تلك الدول.

وتأني هذه الجلسة بعد أن استخدمت الولايات المتحدة ، حق النقض "فيتو" ضد مشروع قرار قدمته مصر لمجلس الأمن يحذر من التداعيات الخطيرة للقرار الأميركي ويطالب بإلغائه.

ووقع ترامب في السادس من ديسمبر/كانون الأول، قرار نقل السفارة الأميركية إلى القدس الشرقية، الذي يعكس اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، في خطوة أثارت غضب الدول العربية والإسلامية ولقيت رفضا دوليا.

من جانبه، قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، إن للفلسطينيين الحق في العيش بحرية وأمان كما كل دول العالم، وهذا ما قلناه من على هذا المنبر مرارا وتكرارا، إلا أن كلماتنا لم تؤدي إلى أية تغيير، بل استمر الاحتلال غير القانوني، ولم يتمكن الفلسطينيون من التمتع بحقوقهم الأساسية، وأجيالا من الفلسطينيين تتعرض لعنف ممنهج ولتمييز.وبين أن التصويت اليوم ليتذكر الفلسطينيون أنهم ليسوا بمفردهم يواجهون الاحتلال.وأضاف أن التصويت مهم ليبدو واضحا أن القضية الفلسطينية هي قضية عالمية، ونرفع أصواتنا من أجل القدس فهي مدينة الديانات السماوية والأديان المختلفة، يمكن أن تعيش بسلام وأمان في فلسطين، فللفلسطينيين حقهم في دولة على حدود العام 1967، وهذا هو الأمل الوحيد لسلام عادل ودائم في المنطقة، إلا أن القرار الأخير من دولة عضو في الأمم المتحدة ينتهك القانون الدولي، وهو اعتداء مشين على القيم العالمية.وأشار إلى رفض القمة الإسلامية الطارئة التي عقدت في اسطنبول مؤخرا رفضت القرار الأميركي وطالبت بالتراجع عنه.

وأكد أن تركيا بوصفها رئيسا لمنظمة التعاون الإسلامي شاركت في تقديم القرار هذا اليوم، ودعت للدورة الطارئة، ونيابة عن الأمة التركية نؤكد أن تركيا لن تخذل القدس والشعب الفلسطيني لن يكون وحده.
من جانبه قال السفير اليمني في الأمم المتحدة، إن مشروع القرار ينص على أن أي إجراء يهدف إلى تغيير طابع القدس باطل.

كما كان متوقعا، شنت المندوبة الأميركية، نيكي هالي، هجوما عنيفا على الأمم المتحدة مذكرةً بأن بلادها "أكبر مساهم في ميزانيتها"، وكررت تصريحاتها المعادية السابقة للأمم المتحدة ووصفتها بأنها "طالما كانت مكانا معاديا لإسرائيل".

وتستمر الجمعية العامة للأمم المتحدة في هذه الأثناء بمداولات جلستها الخاصة التي تعقدها بناءًا على طلب دول عربية وإسلامية بشأن إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، القدس عاصمة لإسرائيل.

واعتبرت المندوبة الأميركية في كلمته المقتضبة والتي جاءت بعد كلمتي المندوب اليمني والممثل الفلسطيني، أن "إسرائيل اختارت البقاء في الأمم المتحدة لتدافع عن نفسها، وأن تدافع عن مبادئ الحرية والكرامة الإنسانية"، على حد زعمها.

وأضافت: "مضطرة للدفاع عن مصداقية بلادي التي هي أكبر دولة مساهمة في الأمم المتحدة ووكالاتها، فنحن نوفر التعليم والرعاية للبؤساء كذلك نحاسب الأنظمة المارقة، لأن هذا يمثلنا فنحن نساهم أكثر من غيرنا ونخضع لمساءلة شعبنا، على حد قولها.

وتابعت: قرار ترامب هو قرار الشعب الأميركي اعتمده ممثلو الشعب أكثر من مرة منذ سنة 1995.

وادعت السفيرة هالي أن إعلان ترامب بشأن القدس لا يمس جهود السلام، مضيفة: نحن نمارس حقنا كدولة ذات سيادة، وسنضع سفارتنا بالقدس هذا قرار شعبنا وهو الصواب.

وقالت: "نتساءل لماذا تصر إسرائيل على البقاء بالأمم المتحدة في ظل كل هذا العداء"، وغادرت الجلسة بعد انتهاء كلمة المندوب الإسرائيلي.

السفير الإسرائيلي: أنتم دمى تحركها القيادة الفلسطينية

كما وشن مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة، داني دانون، هجوما عنيفا على الأمم المتحدة، واصفا "من يؤيدون قرار اليوم بانهم "ليسوا إلا دمى تحركها القيادة الفلسطينية".

وزعم أن إسرائيل "تحترم كل الأديان وتشجع الجميع على الزيارة والصلاة في القدس"، وأنها "مدت يدها بالسلام مرارا منذ عام 1997 وتم رفض دعواتها"

وقال إن الأمم المتحدة تثبت ازدواجية معاييرها تجاه الشعب الإسرائيلي" و "ارتباطنا بالقدس قديم ولا يمكن لأي إعلان هنا أو هناك فكه".

ومن المنتظر أن تصوت الجمعية العامة في ختام مداولات جلستها الخاصة على مشروع قرار يدعو لسحب إعلان ترامب.

ممثل إندونيسيا: مجلس الأمن رفض نقل أية سفارة للقدس المحتلة

من جانبه، قال ممثل أندونيسيا لدى الأمم المتحدة: إن فشل مجلس الأمن في تنبي قرار لصالح القدس يشعرنا بالأسف، فنحن نؤكد أن الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لإسرائيل أمر مرفوض؛ لأنه يجرح مشاعر العالم ومؤيدي العدالة.

وتابع: إن مثل هذا القرار يبعدنا عن حل الدولتين ويجعل إمكانية حل القضية الفلسطينية أمر مستحيل، ونذكر أن مجلس الأمن اتخذ قرارا عام 1980 برفض نقل السفارات إلى القدس؛ لأنها مدينة محتلة.

وأردف ممثل أندونيسيا لدى الأمم المتحدة: إن القرار الأميركي يوتر الوضع المتوتر أصلا ويبعدنا عن السلام أكثر وأكثر، ونحن نكرر ونعيد أنه يجب إسقاط هذا القرار لأن الاعتراف أحادي الجانب يقوض قرارات مجلس الأمن والمؤسسات الدولية، وكل القرارات الخاصة بالقدس والأرض الفلسطينية يجب احترامها دون استثناء.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف