- الكاتب/ة : عوديد يدعيا
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2017-12-30
تاريخ قصير للحقائق: مستوطنة حلميش أقيمت بالسرقة في 1977. اعضاء نواة متدينة من حركة "أمانا" سيطروا على موقع بريطاني قديم للشرطة، والحكومة أبقتهم هناك. في المرحلة التالية قطع المستوطنون اشجار حرش (اشجار الصنوبر والقيقب) بصورة غير قانونية، لكن الحكومة صادقت على وبنت مع كل ذلك – مستوطنة فاخرة. بعد بضع سنوات بدأ المستوطنون بمضايقة ممنهجة لجيرانهم في قرية دير نظام المجاورة، والمزارعون الذين يفلحون كروم الزيتون في منحدرات التلة المتجهة إلى الشمال. الجيش لم يتدخل بالطبع.
في العام 2009، وبدون أي صلة مع أي حدث، قام المستوطنون في حلميش بخطوة اخرى على سلم "تحرير مناطق الوطن" – نزلوا إلى نبع عين القوس الذي في الوادي في اسفل المستوطنة، وسيطروا عليه وبدأوا ببناء عرائش وطرق حوله – موقع للاستجمام. هذا النبع لم يتم ذكره في الميكراه، وليس فيه آثار تاريخية. هو ببساطة نبع مياهه ومياهه الجوفية تخدم المزارعين الفلسطينيين. فقط حينها بدأت المظاهرات. سكان النبي صالح ودير نظام بدأوا الذهاب في كل يوم جمعة من كل اسبوع إلى هناك في محاولة للسيطرة على النبع وهدم العرائش التي أقامها المستوطنون وطرد المستوطنين "المسلحون" من خلال الرشق بالحجارة. ما الذي فعله الجيش؟ طرد الفلسطينيين بالطبع، بواسطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي المعدني وما شابه. هذا ليس مشكلة كبيرة.
ومنذ ذلك الحين، كل اسبوع تقف ثلاث – اربع سيارات جيب على طول الشارع، ولا يسمحون لأي فلسطيني بالاقتراب من النبع. اضافة إلى ذلك تمت اقامة برج للمراقبة ونقطة رقابة من الاسمنت، مع سور حولها، في مدخل النبي صالح، ومن هناك يخرج الجيش لنشاط ليلي داخل القرية – اعتقالات، اطلاق قنابل الصوت وما شابه. الشباك يكمل المهمة بإلغاء تصاريح العمل ووضع الحواجز وكل وسائل الاحتلال التي يخلقها الجيش. في الحقيقة – حتى تصريح ترامب المظاهرات تقريبا توقفت. في نهاية المطاف الامر يتعلق بنضال سيزيفي يثير اليأس.
في يوم الجمعة في 15/12/2017 ومثلما في الأسبوع الذي سبقه (في اعقاب تصريح ترامب) – المنطقة استيقظت. جرت مظاهرة كبيرة انضم اليها عشرات المتظاهرين من القرى المجاورة. ومثلما في كثير من المظاهرات في السنوات السابقة، كان الجيش يستطيع الانتظار على جانب الشارع وقطع الطريق أمام وصول المتظاهرين إلى النبع أو إلى برج المراقبة في الجانب الآخر، وكما هو معروف أيضا، قدرتهم على تعريض الجنود للخطر بسبب رشق الحجارة. إن من لم يجرب الغاز المسيل للدموع، الذي فقط في إسرائيل يعرفون كيفية إنتاجه، مدعو لمظاهرة من هذه المظاهرات كي يعرف قدرته على تفريق أي مظاهرة وإبعاد راشقي الحجارة.
في يوم الجمعة في 15/12/2017 ومثلما في الأسبوع الذي سبقه (في اعقاب تصريح ترامب) – المنطقة استيقظت. جرت مظاهرة كبيرة انضم اليها عشرات المتظاهرين من القرى المجاورة. ومثلما في كثير من المظاهرات في السنوات السابقة، كان الجيش يستطيع الانتظار على جانب الشارع وقطع الطريق أمام وصول المتظاهرين إلى النبع أو إلى برج المراقبة في الجانب الآخر، وكما هو معروف أيضا، قدرتهم على تعريض الجنود للخطر بسبب رشق الحجارة. إن من لم يجرب الغاز المسيل للدموع، الذي فقط في إسرائيل يعرفون كيفية إنتاجه، مدعو لمظاهرة من هذه المظاهرات كي يعرف قدرته على تفريق أي مظاهرة وإبعاد راشقي الحجارة.
ولكن، مثلما في كثير من المظاهرات السابقة، قرر شخص ما في الجيش الصعود إلى النبي صالح لاحتلال بيوت السكان القائمة في القمة ومن هناك اطلاق النار الحية على الرؤوس – والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي – بالضبط داخل القرية. وليعاني ليس فقط المتظاهرون في الأزقة، بل كل النساء والاولاد والشيوخ داخل البيوت. كمية الرصاص الذي طار فوق الرؤوس تستدعي التفكير بأنه ربما وجد هنا تدريب لرماية القناصة. اجل، سجل نجاح – احدى رصاصات المعدن المغطاة بالمطاط اخترقت رأس شاب (14 سنة) تحت العين ووصلت إلى اساس المخ وتم اخراجها بعملية جراحية معقدة جدا في مستشفى رام الله. الشاب زال الخطر عنه فقط بعد يومين.
ملاحظة: عندما أقول جيش فأنا لا اقصد الجندي ابن 18 سنة الذي تجند للقوات المقاتلة ووجد نفسه "ينفذ أوامر" لا يتفق معها. بصراحة، أنا أقصد قائد الوحدة، قائد الكتيبة وقائد اللواء. هم قرروا التوقيع على الخدمة النظامية بمعرفة كاملة أن هذا ما يريدون القيام به. هم أيضا الذين يقررون في كل اسبوع الصعود إلى القرية من اجل السعي إلى الاحتكاك واظهار القوة امام الفلسطينيين ومعاقبتهم، أو بكلمات اخرى، خلق شغب وتحدي، أو مجرد مواجهة، نوع من التدريب على القتال ضد المدنيين. لذلك، يجب اجراء نقاش مع هؤلاء الضباط والتظاهر ضدهم وأن يطلب منهم تقديم نقد ذاتي.
ملاحظة: عندما أقول جيش فأنا لا اقصد الجندي ابن 18 سنة الذي تجند للقوات المقاتلة ووجد نفسه "ينفذ أوامر" لا يتفق معها. بصراحة، أنا أقصد قائد الوحدة، قائد الكتيبة وقائد اللواء. هم قرروا التوقيع على الخدمة النظامية بمعرفة كاملة أن هذا ما يريدون القيام به. هم أيضا الذين يقررون في كل اسبوع الصعود إلى القرية من اجل السعي إلى الاحتكاك واظهار القوة امام الفلسطينيين ومعاقبتهم، أو بكلمات اخرى، خلق شغب وتحدي، أو مجرد مواجهة، نوع من التدريب على القتال ضد المدنيين. لذلك، يجب اجراء نقاش مع هؤلاء الضباط والتظاهر ضدهم وأن يطلب منهم تقديم نقد ذاتي.
عودة إلى يوم الجمعة 15/12. كما هو معروف فإن كل المتظاهرين الذين تم حبسهم في وسط القرية وفي الازقة حاولوا طرد الجنود من خلال رشق الحجارة، معركة مضحكة من ناحية عسكرية، حيث يعرف الجميع فيها بأنه عندما سيحل الظلام سيعود الجنود إلى قاعدتهم وكل الفوضى ستتلاشى.
في مكان آخر في القرية، في اطار علاقة القوة المضحكة هذه، خرجت أم وابنتيها من البيت وصرخن على الجنود وشتمن و"ضربن وبصقن". اعمال وقحة فظيعة على الأذن الإسرائيلية، خرق حقيقي للنظام. هذه المرة قائد الوحدة محق، هذه ليست حادثة استثنائية، هذه نكتة محلية، اسطورة بطولة قروية، ليس ثمة شيء يحرك قائد الوحدة من مدخل البيت أو مستوطن عن شجرة زيتون مقطوعة وعن نبع مسروق.
لقد انقسم الشعب الإسرائيلي إلى قسمين: النصف غاضب، كيف لم تكسر اسنان هذه الفتاة الجميلة، والنصف الآخر يثني على قائد الوحدة الذي ضبط نفسه. وحتى مدير عام "السلام الآن" لم يسأل قائد الوحدة، ماذا كنت تفعل هناك؟ حيث أن وجودك في ذلك المكان كان له هدف واحد وهو اثارة الشغب، التصادم مع الشباب والفتيات. لقد نجحت نجاحا كبيرا، أيها القائد العزيز، ستحصل مقابل ذلك على وسام الشجاعة لأنك اوقفت بجسدك الجيش المصري على مدخل النقب.