كما انتصر المسجد الأقصى في معركة رفض البوابات الإلكترونية، والجسور الحديدية، والكاميرات الذكية وأزالها بفعل التضامن المثلث بين مسلمي ومسيحي القدس وقطاع من المتضامنين الشركاء من أبناء مناطق 48 معهم، في شهر تموز عام 2017، ها هي كنيسة القيامة تنتزع التراجع النسبي من قبل حكومة المستعمرة الإسرائيلية، وبلديتها الإحتلالية، وتوقف إجراءات فرض الضرائب الجائرة على أملاك الكنائس الفلسطينية، بناء على توصية مباشرة من رئيس حكومة المستعمرة الإسرائيلية الفاسد نتنياهو.
كما شهد تموز 2017، انتصار الأقصى بفكفكة البوابات والجسور وإزالة الكاميرات الإسرائيلية عن محيطه، شهد شباط 2018، تراجع العدو الإسرائيلي عن إجراءاته الضرائبية عن كنائس فلسطين وممتلكاتها، وفي الحالتين، الأقصى والقيامة، توجهات المستعمرة الإسرائيلية تستهدف تقويض مكانة الشعب الفلسطيني بمسلميه ومسيحيه وجعلهم أسرى الإجراءات الإحتلالية وإضعافهم وجعل أرضهم وممتلكاتهم عبأ عليهم وطاردة لهم، بهدف إستراتيجي وهو استكمال احتلال فلسطين، بالقوة الفاشية وطرد شعبها وإبعاده وتشريده وترحيله، أسوة باللاجئين عام 1948، والنازحين 1967، والحصيلة التي فهمها الشعب الفلسطيني في مواجهة عدوه الوطني والقومي والديني، أنها عملية سياسية بامتياز تستهدف إضعاف مقومات المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، في مواجهة المشروع الإستعماري التوسعي الإسرائيلي.
مشروع الاحتلال الاستعماري الإسرائيلي المتفوق المدعوم من الطوائف اليهودية المتنفذة في العالم، وقدرات الولايات المتحدة وجبروتها، بعد تراجع الدعم الأوروبي وانحساره، وابتعاده التدريجي عن مساندة المشروع الصهيوني يواجه مأزقين ذوا طابع بنيوي عميق إستراتيجي يحمل من خلالهما بذور هزيمته التدريجية وهما:
أولاً : فشله في طرد كل الشعب العربي الفلسطيني عن وطنه، الذي لا وطن له سواه، رغم الإبعاد والتشرد والنفي القسري للاجئين والنازحين وهم يمثلون نصف الشعب الفلسطيني ( ستة ملايين )، ولكن بقاء أكثر من ستة ملايين في منطقتي 48 و 67، يشكل عنواناً جوهرياً لفشل تهويد فلسطين وأسرلتها .
ثانياً : رغم التفوق الإسرائيلي اعتماداً على قدراته الذاتية البشرية ( ستة ملايين ونصف المليون ) والعسكرية والاقتصادية والسياسية والاستخبارية والتكنولوجية، ودعم أغلبية يهود العالم له، وغطاء الولايات المتحدة لسياساته وإجراءاته الاحتلالية الاستعمارية التوسعية وحمايتها، فقد حقق الفلسطينييون انتصارات تراكمية صغيرة متواضعة، ولكنها تعكس قدرتهم على الصمود والمتابعة، مثلما أعطتهم دروساً وعبراً وتجارب عملية ملموسة تؤكد قدرتهم على الانتصار مستفيدين من هذه التجارب التي حققوا فيها وخلالها الانتصار، بدءاً من الانتفاضة الأولى عام 1987، التي أرغمت إسحق رابين على الإعتراف بهم كشعب، والانتفاضة الثانية عام 2000، التي أرغمت شارون على الرحيل عن قطاع غزة، وانتفاضة القدس الثالثة 2017 التي أرغمت نتنياهو على التراجع عن المسجد الأقصى، والانتفاضة الرابعة 2018 التي أرغمت أيضاً نتنياهو عن التراجع عن إجراءاته ضد كنيسة القيامة، وأكثر من هذا أبرزت التعددية الفلسطينية الإسلامية والمسيحية ووحدتها على الأرض وفي ميدان ومتاريس المواجهة، وقدمت صورة مشرقة عن الشعب الفلسطيني أمام المجتمع الدولي بمسلميه ومسيحييه.
سلسلة من الخطوات التراكمية نحو الانتصار الفلسطيني، وتراجع وانحسار وهزيمة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي أمام إرادة الفلسطينيين وتماسكهم ووحدتهم وبسالة مواقفهم المدنية المتواصلة.
شعب فلسطين يُقدم نماذج في النضال والتضحية والبسالة والشجاعة، ونماذج من الصمود، ولكنه يحتاج لروافع ذات قيمة من قبل الأشقاء العرب والمسلمين والمسيحيين من خارج فلسطين، وهذا ما يجب أن يفعله كل صاحب ضمير ووعي وحس إنساني نبيل.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف