- الكاتب/ة : دان مرغليت*
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2018-03-25
في مقال نشره الملياردير رون لاودر الذي كان في الماضي من المقربين من رئيس الحكومة، في «نيويورك تايمز»، هذا الأسبوع، عبّر لاودر عن أسفه لابتعاد الحكومة عن حل الدولتين (ربط لاودر هذا الأمر بصعود مكانة الدين في إسرائيل، لكن ثمة شك في وجود علاقة حتمية بين الظاهرتين).
منذ خطاب جامعة بار إيلان في 2009 التزم نتنياهو بالحل الذي يستند إلى إقامة دولة فلسطينية، لكنه في السنوات الأخيرة لم يعد يذكره في خطاباته.
وعندما هنأه وزير الخارجية الألماني السابق، زيغمار غبريال، على أنه لم يمحِ من قاموس إسرائيل السياسي « الدولتين»، فاجأه نتنياهو بقوله من الأفضل الامتناع من مثل هذه التعريفات. انتهى فصل دبلوماسي.
قبلت إدارة دونالد ترامب قوله هذا وكأنه أمر مفروغ منه تقريباً. أوروبا أيضاً لم ترد.
فقد يئست حكوماتها من فرص نجاح دفع إسرائيل إلى تبني وجهة نظر تصالحية. لقد كان إيهود براك (في سنة 2000) وإيهود أولمرت (في سنة 2008)، آخر مَن حاول الدفع قدماً بحل وتسوية، واصطدما بتهرب فلسطيني. ياسر عرفات لاذ بالفرار من قمة كامب ديفيد [سنة 2001]، ومحمود عباس وعد بالرد على مسودة الخريطة التي عُرضت عليه في القدس، لكنه اختبأ في رام الله.
للفلسطينيين مساهمة سلبية بالغة الأهمية في إغلاق الطريق أمام التقدم نحو حل سياسي، وهذا الأسبوع أضافوا الى ذلك مدماكاً عندما وصف عباس السفير الأميركي ديفيد فريدمان بأنه «ابن كلب». حصلت إسرائيل على فائدة مزدوجة من تمسكها بمصطلح الدولتين، سواء عندما تعاملت معه بجدية أو عندما أساء نتنياهو استخدامه.
كل هذا لأن خطاب بار إيلان أتاح هامشاً لمفاوضات حقيقية مع عباس، وسمح لأصدقاء إسرائيل باستخدام صيغة الدولتين من أجل الدفاع عنها، حتى من دون أن يصدقوا ولو كلمه واحدة مما يقوله نتنياهو.
لقد كان هذا أقل ما يمكن، لكنه ليس قليلاً.
اختفاء «الدولتين» من القاموس الإسرائيلي حدث لأن أوروبا يائسة، ولأن مكانة الفلسطينيين في الساحة الدولية وفي العالم العربي تراجعت بسبب قيادتهم الضعيفة، ولأن توحش القاموس السياسي أدى إلى تحطيم قواعد اللعبة، وساهم ترامب كثيراً في ذلك.
الفلسطينيون متمسكون بالصمود. وإذا لم يضطر ترامب إلى مغادرة البيت الأبيض فإن الردود المعارضة لترامب لدى السود من ذوي الأصول اللاتينية، ومن جانب الليبراليين الأميركيين، وبينهم العديد من اليهود، لن تتأخر عن الظهور. أي شيء سيبدو كأنه اطروحة مضادة لترامب في أميركا سيعمل ضد مصلحة إسرائيل.
تنبع بذور «الإرهاب» في «يهودا» و»السامرة»، سواء نتيجة التحريض الذي مصدره قطاع غزة أو التحريض الذي مصدره جنين ونابلس، من عدم قدرة الفلسطينيين على التظاهر وكأن هناك مفاوضات تدور مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة.
صحيح أن دونالد ترامب تصرّف بحكمة، وصحّح ظلماً من خلال نقل السفارة الأميركية إلى القدس، لكنه ذهب بعيداً مع نتنياهو نحو موقف سياسي لم يترك للفلسطينيين سوى الخضوع، أو العودة إلى «الإرهاب».
إن التخوف من أن تحاول الجماهير الفلسطينية اجتياز الحدود من غزة إلى إسرائيل، وفي هذه الحالة ستنشب معارك قاسية (لأن المطلوب من الجيش الإسرائيلي منع حدوث ذلك بأي ثمن) ينبع أيضاً من الفراغ السياسي المسؤول عنه نتنياهو وترامب من جهة وعباس من جهة أُخرى.
حكومة نتنياهو لا تريد حلاً سياسياً ومن الناحية الاستراتيجية هذه كارثة. هذه الحكومة تحت ضغط المتطرفين بين صفوفها لا تبالي بالتظاهر وكأنها مهتمة بالحل، وهذا انسياق تكتي قصير النظر وراء غريزتها الشريرة. والنهاية ستكون قاسية.
منذ خطاب جامعة بار إيلان في 2009 التزم نتنياهو بالحل الذي يستند إلى إقامة دولة فلسطينية، لكنه في السنوات الأخيرة لم يعد يذكره في خطاباته.
وعندما هنأه وزير الخارجية الألماني السابق، زيغمار غبريال، على أنه لم يمحِ من قاموس إسرائيل السياسي « الدولتين»، فاجأه نتنياهو بقوله من الأفضل الامتناع من مثل هذه التعريفات. انتهى فصل دبلوماسي.
قبلت إدارة دونالد ترامب قوله هذا وكأنه أمر مفروغ منه تقريباً. أوروبا أيضاً لم ترد.
فقد يئست حكوماتها من فرص نجاح دفع إسرائيل إلى تبني وجهة نظر تصالحية. لقد كان إيهود براك (في سنة 2000) وإيهود أولمرت (في سنة 2008)، آخر مَن حاول الدفع قدماً بحل وتسوية، واصطدما بتهرب فلسطيني. ياسر عرفات لاذ بالفرار من قمة كامب ديفيد [سنة 2001]، ومحمود عباس وعد بالرد على مسودة الخريطة التي عُرضت عليه في القدس، لكنه اختبأ في رام الله.
للفلسطينيين مساهمة سلبية بالغة الأهمية في إغلاق الطريق أمام التقدم نحو حل سياسي، وهذا الأسبوع أضافوا الى ذلك مدماكاً عندما وصف عباس السفير الأميركي ديفيد فريدمان بأنه «ابن كلب». حصلت إسرائيل على فائدة مزدوجة من تمسكها بمصطلح الدولتين، سواء عندما تعاملت معه بجدية أو عندما أساء نتنياهو استخدامه.
كل هذا لأن خطاب بار إيلان أتاح هامشاً لمفاوضات حقيقية مع عباس، وسمح لأصدقاء إسرائيل باستخدام صيغة الدولتين من أجل الدفاع عنها، حتى من دون أن يصدقوا ولو كلمه واحدة مما يقوله نتنياهو.
لقد كان هذا أقل ما يمكن، لكنه ليس قليلاً.
اختفاء «الدولتين» من القاموس الإسرائيلي حدث لأن أوروبا يائسة، ولأن مكانة الفلسطينيين في الساحة الدولية وفي العالم العربي تراجعت بسبب قيادتهم الضعيفة، ولأن توحش القاموس السياسي أدى إلى تحطيم قواعد اللعبة، وساهم ترامب كثيراً في ذلك.
الفلسطينيون متمسكون بالصمود. وإذا لم يضطر ترامب إلى مغادرة البيت الأبيض فإن الردود المعارضة لترامب لدى السود من ذوي الأصول اللاتينية، ومن جانب الليبراليين الأميركيين، وبينهم العديد من اليهود، لن تتأخر عن الظهور. أي شيء سيبدو كأنه اطروحة مضادة لترامب في أميركا سيعمل ضد مصلحة إسرائيل.
تنبع بذور «الإرهاب» في «يهودا» و»السامرة»، سواء نتيجة التحريض الذي مصدره قطاع غزة أو التحريض الذي مصدره جنين ونابلس، من عدم قدرة الفلسطينيين على التظاهر وكأن هناك مفاوضات تدور مع إسرائيل برعاية الولايات المتحدة.
صحيح أن دونالد ترامب تصرّف بحكمة، وصحّح ظلماً من خلال نقل السفارة الأميركية إلى القدس، لكنه ذهب بعيداً مع نتنياهو نحو موقف سياسي لم يترك للفلسطينيين سوى الخضوع، أو العودة إلى «الإرهاب».
إن التخوف من أن تحاول الجماهير الفلسطينية اجتياز الحدود من غزة إلى إسرائيل، وفي هذه الحالة ستنشب معارك قاسية (لأن المطلوب من الجيش الإسرائيلي منع حدوث ذلك بأي ثمن) ينبع أيضاً من الفراغ السياسي المسؤول عنه نتنياهو وترامب من جهة وعباس من جهة أُخرى.
حكومة نتنياهو لا تريد حلاً سياسياً ومن الناحية الاستراتيجية هذه كارثة. هذه الحكومة تحت ضغط المتطرفين بين صفوفها لا تبالي بالتظاهر وكأنها مهتمة بالحل، وهذا انسياق تكتي قصير النظر وراء غريزتها الشريرة. والنهاية ستكون قاسية.