- الكاتب/ة : عاموس هرئيل
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2018-03-26
تعيين جون بولتون مستشاراً للأمن القومي في إدارة ترامب استقبل في الجهاز الأمني الإسرائيلي بنظرة أكثر حكمة من أصوات الفرح التي انبعثت من الحلبة السياسية.
نسبة تأثير تعيين شخص محدد لمنصب رفيع في الإدارة الحالية لا يزال موضع تساؤل. وتيرة التغيير غير المسبوق حول ترامب منعت في غالبية الحالات، المسؤولين في الإدارة من ترك بصماتهم قبل معرفتهم، عبر تويتر أو بشكل تقليدي أكثر، بأن الرئيس يتخلى عن خدماتهم.
نشاط الإدارة، التي لا تزال فيها عدة مناصب شاغرة، تميز حتى اليوم بالارتباك، بالارتجال، وعدم التخطيط للمدى الطويل.
ومع ذلك، فإن دخول بولتون وفومفياو كوزير للخارجية، بدلا من مكماستر وتيلرسون، يمكن أن يشير إلى تغيير أكبر.
ليس فقط أن التعيينين الجديدين يعتبران من الصقور المفترسة، وإنما لأن بولتون، على الأقل، يعتبر رجلا عمليا، يستطيع دفع أفكاره نحو التنفيذ.
من وجهة نظر الجهاز الأمني، فإن تعيين بولتون يشحذ الافتراض بأن ترامب ينوي الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران في الموعد المحدد، 12 أيار.
ويدعي التقييم الاستخباري، الذي تم تقديمه إلى القيادة السياسية، أن الإيرانيين يتواجدون الآن في أكثر نقطة ضاغطة منذ توقيع الاتفاق في فيينا في العام 2015.
وقد حدث هذا بسبب مزيج من عدة ظروف. أحدها توجه ترامب الحربي، خلافا لسابقه براك أوباما، الذي بذل كل ما في وسعه من أجل التوصل إلى الاتفاق، الذي اعتبره قمة إنجازات سياسته الخارجية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الاقتصاد الإيراني يتواجد في حالة متدنية ولا يتجاوب مع توقعات طهران من رفع العقوبات، كما أن الزعيم الروحي خامنئي يزداد سنا ومرضا، والصراع بين الرئيس روحاني والحرس الثوري شديد وواضح (وبعضه يتعلق بالخلاف حول حجم المساعدات لنظام الأسد في سورية، و»حزب الله» في لبنان، والمتمردين الحوثيين في اليمن) والتظاهرات الحاشدة ضد النظام في مختلف أنحاء البلاد في بداية السنة، دلت على الإحباط المتزايد للجمهور.
وعليه، يلاحظون في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الآن، شباك فرص من شأنه أن ينتزع من الإيرانيين تنازلات في المفاوضات الجديدة حول الاتفاق النووي وفي الحلبات الأخرى التي تعمل فيها إيران، على خلفية مشاكلها الداخلية.
وقد يتحقق هذا بوساطة تهديد بتجديد العقوبات الاقتصادية وربما حتى بالتلويح العسكري الأميركي. ويمكن الافتراض أن هذا هو ما يعظ به نتنياهو الرئيس ترامب خلال لقاءاتهما.
إسرائيل لا تأمل فقط تعديل الاتفاق الذي يسهل على الإيرانيين العودة لتطوير البرنامج النووي، بعد انتهاء الاتفاق، من دون أن يطرح رقابة كافية على الأبحاث والتطوير لديهم، فإسرائيل تؤمن، في المقابل، أنه يمكن التوصل إلى إنجازات تتمثل في إبعاد الإيرانيين وأنصارهم عن حدودها مع سورية، وتقييد برنامج الصواريخ الإيراني، وتقليص المساعدات العسكرية لـ «حزب الله».
ولكن، كما هو الأمر دائما، يكمن عقب أخيل في التوقعات من الإدارة ذاتها التي تغمز بصقريتها نحو إسرائيل.
حتى الآن، أظهر الرئيس ورجاله عدم قدرة على التخطيط والتنفيذ البعيد المدى. حتى لو افترضنا أن تشديد الموقف الأميركي إزاء إيران سيضمن تفوقا استراتيجيا لإسرائيل (وهذا افتراض يثير الجدل)، فإنه ليس من الواضح بعد ما هي قدرات إدارة ترامب التنفيذية، وإذا ما كان يستطيع تحقيق ذلك من دون جر المنطقة إلى الحرب.
تأهب على سياج القطاع
ولكن، خلال الأسبوع القريب، سيركز الجهاز الأمني على ما سيحدث على حلبة أخرى، في قطاع غزة. يوم الجمعة القادم ستبدأ في غزة، بتشجيع من سلطة «حماس»، مبادرة الاحتجاج الواسعة على امتداد الحدود مع إسرائيل.
وتنوي «حماس» إقامة ست إلى ثماني خيام كبيرة لاستيعاب آلاف المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، في مواقع متعددة في شرق القطاع، على مسافة قرابة 700 متر من السياج الحدودي.
يوم الجمعة هو يوم الأرض، ووفقا للخطة، يفترض بالمدنيين الفلسطينيين التواجد على مقربة من السياج لمدة شهر ونصف الشهر، حتى يوم النكبة في منتصف أيار.
ويفترض ألا يكون هذا التواجد عنيفا، لكن ستجري في كل يوم جمعة تظاهرات قرب السياج، حتى موعد المسيرات الضخمة التي تخطط لها «حماس» في يوم النكبة.
في إسرائيل يستعدون لمواجهة مظاهرات كبيرة قد تتطور إلى العنف، مع محاولات اجتياز السياج وعمليات في ظل المظاهرات (كما حدث في مسألة زرع العبوات على السياج مؤخرا).
الاستعدادات الفلسطينية تثير نوعا من العصبية في صفوف القيادة السياسية في إسرائيل. ولكن في غالبية الحالات، أجاد الجيش الإسرائيلي التعامل مع مسيرات حاشدة ومظاهرات عندما كان يملك الوقت الكافي للاستعداد لها.
لكن الأمور خرجت عن السيطرة، كما حدث في يوم النكبة في العام 2011، على امتداد الحدود السورية في الجولان، حين فوجئ الجيش بالمظاهرات العنيفة.
هذه المرة يبدو أن الاستعدادات تجري كما يجب. يوم الخميس الماضي، شارك رئيس الأركان، غادي ايزنكوت، وأعضاء منتدى القيادة العامة للجيش في يوم استعدادات على الحلبة الجنوبية في قاعدة تسئليم، والذي نوقش خلاله الاستعداد للمسيرات والمظاهرات القريبة.
وأمر رئيس الأركان بتعزيز القوات على امتداد القطاع في نهاية هذا الأسبوع. كما سيتم تدعيم القوات بوحدات من الشرطة وحرس الحدود الخبيرة في التعامل مع خرق النظام بوسائل تفريق المظاهرات والقناصة. وستبقى أوامر فتح النيران كما هي: من يحاول اجتياز الحدود ستتم معالجته وفقا لنظام «اعتقال مشبوه» (إطلاق النار في الهواء ومن ثم على الأقدام)، ومن سيحاول إصابة الجنود ستتم إصابته.
بعد ظهر أول من أمس، تسلل عدة فلسطينيين من القطاع وسببوا ضرراً للسياج، ويمكن التكهن بأن الجيش سيتعامل بشدة أكبر إزاء محاولات كهذه في الأيام القريبة.
لقد أمر أيزنكوت القوات بمحاولة الامتناع قدر الإمكان عن قتل المدنيين، لكن المهمة التي أعطيت لهم هي منع اجتياز الحشود للسياج، وهو أمر قد ينتهي بإصابة العشرات إن لم يكن مئات الفلسطينيين.
في الجيش يستعدون، أيضا، لإمكانية التصعيد في الضفة الغربية: «عمليات مستلهمة» من الأحداث الأخيرة في القطاع والضفة والقدس، والتي قتل خلالها مواطن إسرائيلي وجنديان. حتى لو تمكن الجيش الإسرائيلي من اجتياز ليلة عيد الفصح العبري بسلام، فإنه من المتوقع أن يتراكم التوتر في «المناطق»، تدريجيا، على مدار شهري نيسان وأيار.
في الخلفية تحدث تطورات أشد عمقا: فشل المصالحة بين «فتح» و»حماس»، أزمة البنية التحتية في القطاع، والمواقف العدائية التي يظهرها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إزاء الولايات المتحدة، إسرائيل و»حماس».
الأحداث المحيطة بالموضوع الإيراني وبـ «المناطق» الفلسطينية ستلتقي في أسبوع واحد في منتصف أيار، الذي يفترض أن يعلن فيه ترامب عن الانسحاب من الاتفاق النووي، ويخطط لنقل السفارة إلى القدس، وفي الوقت نفسه ستصل المظاهرات في غزة إلى ذروتها في يوم النكبة.
نسبة تأثير تعيين شخص محدد لمنصب رفيع في الإدارة الحالية لا يزال موضع تساؤل. وتيرة التغيير غير المسبوق حول ترامب منعت في غالبية الحالات، المسؤولين في الإدارة من ترك بصماتهم قبل معرفتهم، عبر تويتر أو بشكل تقليدي أكثر، بأن الرئيس يتخلى عن خدماتهم.
نشاط الإدارة، التي لا تزال فيها عدة مناصب شاغرة، تميز حتى اليوم بالارتباك، بالارتجال، وعدم التخطيط للمدى الطويل.
ومع ذلك، فإن دخول بولتون وفومفياو كوزير للخارجية، بدلا من مكماستر وتيلرسون، يمكن أن يشير إلى تغيير أكبر.
ليس فقط أن التعيينين الجديدين يعتبران من الصقور المفترسة، وإنما لأن بولتون، على الأقل، يعتبر رجلا عمليا، يستطيع دفع أفكاره نحو التنفيذ.
من وجهة نظر الجهاز الأمني، فإن تعيين بولتون يشحذ الافتراض بأن ترامب ينوي الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران في الموعد المحدد، 12 أيار.
ويدعي التقييم الاستخباري، الذي تم تقديمه إلى القيادة السياسية، أن الإيرانيين يتواجدون الآن في أكثر نقطة ضاغطة منذ توقيع الاتفاق في فيينا في العام 2015.
وقد حدث هذا بسبب مزيج من عدة ظروف. أحدها توجه ترامب الحربي، خلافا لسابقه براك أوباما، الذي بذل كل ما في وسعه من أجل التوصل إلى الاتفاق، الذي اعتبره قمة إنجازات سياسته الخارجية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الاقتصاد الإيراني يتواجد في حالة متدنية ولا يتجاوب مع توقعات طهران من رفع العقوبات، كما أن الزعيم الروحي خامنئي يزداد سنا ومرضا، والصراع بين الرئيس روحاني والحرس الثوري شديد وواضح (وبعضه يتعلق بالخلاف حول حجم المساعدات لنظام الأسد في سورية، و»حزب الله» في لبنان، والمتمردين الحوثيين في اليمن) والتظاهرات الحاشدة ضد النظام في مختلف أنحاء البلاد في بداية السنة، دلت على الإحباط المتزايد للجمهور.
وعليه، يلاحظون في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الآن، شباك فرص من شأنه أن ينتزع من الإيرانيين تنازلات في المفاوضات الجديدة حول الاتفاق النووي وفي الحلبات الأخرى التي تعمل فيها إيران، على خلفية مشاكلها الداخلية.
وقد يتحقق هذا بوساطة تهديد بتجديد العقوبات الاقتصادية وربما حتى بالتلويح العسكري الأميركي. ويمكن الافتراض أن هذا هو ما يعظ به نتنياهو الرئيس ترامب خلال لقاءاتهما.
إسرائيل لا تأمل فقط تعديل الاتفاق الذي يسهل على الإيرانيين العودة لتطوير البرنامج النووي، بعد انتهاء الاتفاق، من دون أن يطرح رقابة كافية على الأبحاث والتطوير لديهم، فإسرائيل تؤمن، في المقابل، أنه يمكن التوصل إلى إنجازات تتمثل في إبعاد الإيرانيين وأنصارهم عن حدودها مع سورية، وتقييد برنامج الصواريخ الإيراني، وتقليص المساعدات العسكرية لـ «حزب الله».
ولكن، كما هو الأمر دائما، يكمن عقب أخيل في التوقعات من الإدارة ذاتها التي تغمز بصقريتها نحو إسرائيل.
حتى الآن، أظهر الرئيس ورجاله عدم قدرة على التخطيط والتنفيذ البعيد المدى. حتى لو افترضنا أن تشديد الموقف الأميركي إزاء إيران سيضمن تفوقا استراتيجيا لإسرائيل (وهذا افتراض يثير الجدل)، فإنه ليس من الواضح بعد ما هي قدرات إدارة ترامب التنفيذية، وإذا ما كان يستطيع تحقيق ذلك من دون جر المنطقة إلى الحرب.
تأهب على سياج القطاع
ولكن، خلال الأسبوع القريب، سيركز الجهاز الأمني على ما سيحدث على حلبة أخرى، في قطاع غزة. يوم الجمعة القادم ستبدأ في غزة، بتشجيع من سلطة «حماس»، مبادرة الاحتجاج الواسعة على امتداد الحدود مع إسرائيل.
وتنوي «حماس» إقامة ست إلى ثماني خيام كبيرة لاستيعاب آلاف المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال، في مواقع متعددة في شرق القطاع، على مسافة قرابة 700 متر من السياج الحدودي.
يوم الجمعة هو يوم الأرض، ووفقا للخطة، يفترض بالمدنيين الفلسطينيين التواجد على مقربة من السياج لمدة شهر ونصف الشهر، حتى يوم النكبة في منتصف أيار.
ويفترض ألا يكون هذا التواجد عنيفا، لكن ستجري في كل يوم جمعة تظاهرات قرب السياج، حتى موعد المسيرات الضخمة التي تخطط لها «حماس» في يوم النكبة.
في إسرائيل يستعدون لمواجهة مظاهرات كبيرة قد تتطور إلى العنف، مع محاولات اجتياز السياج وعمليات في ظل المظاهرات (كما حدث في مسألة زرع العبوات على السياج مؤخرا).
الاستعدادات الفلسطينية تثير نوعا من العصبية في صفوف القيادة السياسية في إسرائيل. ولكن في غالبية الحالات، أجاد الجيش الإسرائيلي التعامل مع مسيرات حاشدة ومظاهرات عندما كان يملك الوقت الكافي للاستعداد لها.
لكن الأمور خرجت عن السيطرة، كما حدث في يوم النكبة في العام 2011، على امتداد الحدود السورية في الجولان، حين فوجئ الجيش بالمظاهرات العنيفة.
هذه المرة يبدو أن الاستعدادات تجري كما يجب. يوم الخميس الماضي، شارك رئيس الأركان، غادي ايزنكوت، وأعضاء منتدى القيادة العامة للجيش في يوم استعدادات على الحلبة الجنوبية في قاعدة تسئليم، والذي نوقش خلاله الاستعداد للمسيرات والمظاهرات القريبة.
وأمر رئيس الأركان بتعزيز القوات على امتداد القطاع في نهاية هذا الأسبوع. كما سيتم تدعيم القوات بوحدات من الشرطة وحرس الحدود الخبيرة في التعامل مع خرق النظام بوسائل تفريق المظاهرات والقناصة. وستبقى أوامر فتح النيران كما هي: من يحاول اجتياز الحدود ستتم معالجته وفقا لنظام «اعتقال مشبوه» (إطلاق النار في الهواء ومن ثم على الأقدام)، ومن سيحاول إصابة الجنود ستتم إصابته.
بعد ظهر أول من أمس، تسلل عدة فلسطينيين من القطاع وسببوا ضرراً للسياج، ويمكن التكهن بأن الجيش سيتعامل بشدة أكبر إزاء محاولات كهذه في الأيام القريبة.
لقد أمر أيزنكوت القوات بمحاولة الامتناع قدر الإمكان عن قتل المدنيين، لكن المهمة التي أعطيت لهم هي منع اجتياز الحشود للسياج، وهو أمر قد ينتهي بإصابة العشرات إن لم يكن مئات الفلسطينيين.
في الجيش يستعدون، أيضا، لإمكانية التصعيد في الضفة الغربية: «عمليات مستلهمة» من الأحداث الأخيرة في القطاع والضفة والقدس، والتي قتل خلالها مواطن إسرائيلي وجنديان. حتى لو تمكن الجيش الإسرائيلي من اجتياز ليلة عيد الفصح العبري بسلام، فإنه من المتوقع أن يتراكم التوتر في «المناطق»، تدريجيا، على مدار شهري نيسان وأيار.
في الخلفية تحدث تطورات أشد عمقا: فشل المصالحة بين «فتح» و»حماس»، أزمة البنية التحتية في القطاع، والمواقف العدائية التي يظهرها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، إزاء الولايات المتحدة، إسرائيل و»حماس».
الأحداث المحيطة بالموضوع الإيراني وبـ «المناطق» الفلسطينية ستلتقي في أسبوع واحد في منتصف أيار، الذي يفترض أن يعلن فيه ترامب عن الانسحاب من الاتفاق النووي، ويخطط لنقل السفارة إلى القدس، وفي الوقت نفسه ستصل المظاهرات في غزة إلى ذروتها في يوم النكبة.