- الكاتب/ة : غيورا أيلاند
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2018-03-26
يبدو مرة أخرى أننا في بداية فترة من الأحداث الأمنية، سواء في «يهودا» و»السامرة» أو في غزة. هناك بالفعل علاقة بين المنطقتين، في مركزها «حماس»، لكن من الناحية الإستراتيجية، هاتان قضيتان مختلفتان تتطلبان تعاملا مختلفا. الوضع في «يهودا» و»السامرة» مستقر وثابت، ولأنه ليس من المتوقع حدوث انفراج سياسي – إلا إذا نجح ترامب في طرح مفاجأة - فإن كل ما نحتاجه هو الاستمرار في السياسة القائمة التي يرتكز اليها التعاون الاقتصادي والأمني. إذا كانت هناك دروس من الأحداث الأخيرة، فهي تكتيكية بطبيعتها.
في غزة، الوضع مختلف: هناك حاجة لمبادرة إسرائيلية، لأن الوضع غير مستقر وقد ينفجر في أقرب وقت ممكن، سواء من خلال حملة عسكرية، كـ»الجرف الصامد»، أو سيناريو أكثر تعقيدا، يتمحور حول التظاهرات الجماهيرية وخرق السياج باتجاه إسرائيل. يعتمد الفرق بين الطريقة التي اعتدنا بها على التعامل مع غزة وبين الطريق الصحيح، على ثلاثة أفكار. أولاً، غزة هي في الواقع دولة مستقلة منذ 11 عامًا. توجد للدولة أربع خصائص: منطقة محددة. حكومة مركزية فعالة، سياسة خارجية مستقلة وجيشها الخاص. غزة تستوفي الشروط الأربعة.
المفهوم الثاني يتعلق بفحص المصالح. ليس لإسرائيل مصالح سياسية أو اقتصادية أو إقليمية في غزة – فهناك، فقط، مصلحة أمنية في الحفاظ على الهدوء. على الرغم من وجود رؤية لدى «حماس» تهدف إلى القضاء على إسرائيل، إلا أنه في كل ما يتعلق بالمصالح قصيرة المدى، فإن «حماس» تكتفي باستمرار سيطرتها على غزة. ولهذه الغاية، تحتاج إلى الشرعية الدولية والمساعدة الاقتصادية العاجلة - وبالتالي لا يوجد صراع حقيقي بين مصالح إسرائيل ومصالح «حماس» المباشرة.
المفهوم الثالث هو أنه لا يمكن إعادة إعمار غزة طالما أن الأموال لإعادة الإعمار تذهب إلى السلطة الفلسطينية. أبو مازن غير مهتم بإعادة إعمار قطاع غزة، فهو يريد إسقاط نظام «حماس». كما أنه لا ينزعج من حدوث مواجهة عسكرية أخرى بين إسرائيل و»حماس»، لأنه يعتبر ذلك مواجهة بين عدوَّيه.
الاستنتاج من هذه الرؤى الثلاث واضح: يجب على إسرائيل تغيير السياسة، والاعتراف بأنها تحد دولة مستقلة باسم غزة، تم انتخاب الحكومة فيها بطريقة ديمقراطية نسبيا. بالإضافة إلى ذلك، يجب على إسرائيل تشجيع الدول الغربية والدول العربية على الاستثمار في إعادة إعمار غزة، بالتعاون مع حكومة «حماس» وليس من خلف ظهرها. وبقدر ما يتم ذلك، سيتم بناء المزيد من محطات الطاقة ومحطات تحلية المياه أو مشاريع إنقاذ المجاري في غزة، وستكون حكومة حماس» أكثر كبحا. أعرف الادعاء بأن «حماس» سوف تستخدم المساعدات فقط لبناء المزيد من الأنفاق، لكني ادعي العكس: هذا ما كان يحدث في السنوات الأخيرة، لأنه لا يتم التفاوض مع «حماس» ولا يعطونها المال أو الوسائل مباشرة. سوف تستثمر «حماس» أكثر في البنية التحتية المدنية إذا تم الاعتراف بها كدولة بحكم الواقع، وإذا تم توقيع اتفاقيات معها، تضمن إجراء رقابة صارمة على الإسمنت والمعدات الأخرى.
إن الانقسام السياسي بين جزأي الكيان الفلسطيني، في الضفة الغربية وفي غزة، خلقه الفلسطينيون وليس إسرائيل. لذلك، ليس لإسرائيل مصلحة في تحويل المنطقتين إلى دولة واحدة. من الأفضل لنا أن نتبنى سياسة ملائمة من العصا والجزرة في مواجهة الكيان السياسي المستقل في غزة، من التهديد فقط بالعصا، ونأمل أن تهتم مصر أو أبو مازن بإعادة بناء قطاع غزة.
في غزة، الوضع مختلف: هناك حاجة لمبادرة إسرائيلية، لأن الوضع غير مستقر وقد ينفجر في أقرب وقت ممكن، سواء من خلال حملة عسكرية، كـ»الجرف الصامد»، أو سيناريو أكثر تعقيدا، يتمحور حول التظاهرات الجماهيرية وخرق السياج باتجاه إسرائيل. يعتمد الفرق بين الطريقة التي اعتدنا بها على التعامل مع غزة وبين الطريق الصحيح، على ثلاثة أفكار. أولاً، غزة هي في الواقع دولة مستقلة منذ 11 عامًا. توجد للدولة أربع خصائص: منطقة محددة. حكومة مركزية فعالة، سياسة خارجية مستقلة وجيشها الخاص. غزة تستوفي الشروط الأربعة.
المفهوم الثاني يتعلق بفحص المصالح. ليس لإسرائيل مصالح سياسية أو اقتصادية أو إقليمية في غزة – فهناك، فقط، مصلحة أمنية في الحفاظ على الهدوء. على الرغم من وجود رؤية لدى «حماس» تهدف إلى القضاء على إسرائيل، إلا أنه في كل ما يتعلق بالمصالح قصيرة المدى، فإن «حماس» تكتفي باستمرار سيطرتها على غزة. ولهذه الغاية، تحتاج إلى الشرعية الدولية والمساعدة الاقتصادية العاجلة - وبالتالي لا يوجد صراع حقيقي بين مصالح إسرائيل ومصالح «حماس» المباشرة.
المفهوم الثالث هو أنه لا يمكن إعادة إعمار غزة طالما أن الأموال لإعادة الإعمار تذهب إلى السلطة الفلسطينية. أبو مازن غير مهتم بإعادة إعمار قطاع غزة، فهو يريد إسقاط نظام «حماس». كما أنه لا ينزعج من حدوث مواجهة عسكرية أخرى بين إسرائيل و»حماس»، لأنه يعتبر ذلك مواجهة بين عدوَّيه.
الاستنتاج من هذه الرؤى الثلاث واضح: يجب على إسرائيل تغيير السياسة، والاعتراف بأنها تحد دولة مستقلة باسم غزة، تم انتخاب الحكومة فيها بطريقة ديمقراطية نسبيا. بالإضافة إلى ذلك، يجب على إسرائيل تشجيع الدول الغربية والدول العربية على الاستثمار في إعادة إعمار غزة، بالتعاون مع حكومة «حماس» وليس من خلف ظهرها. وبقدر ما يتم ذلك، سيتم بناء المزيد من محطات الطاقة ومحطات تحلية المياه أو مشاريع إنقاذ المجاري في غزة، وستكون حكومة حماس» أكثر كبحا. أعرف الادعاء بأن «حماس» سوف تستخدم المساعدات فقط لبناء المزيد من الأنفاق، لكني ادعي العكس: هذا ما كان يحدث في السنوات الأخيرة، لأنه لا يتم التفاوض مع «حماس» ولا يعطونها المال أو الوسائل مباشرة. سوف تستثمر «حماس» أكثر في البنية التحتية المدنية إذا تم الاعتراف بها كدولة بحكم الواقع، وإذا تم توقيع اتفاقيات معها، تضمن إجراء رقابة صارمة على الإسمنت والمعدات الأخرى.
إن الانقسام السياسي بين جزأي الكيان الفلسطيني، في الضفة الغربية وفي غزة، خلقه الفلسطينيون وليس إسرائيل. لذلك، ليس لإسرائيل مصلحة في تحويل المنطقتين إلى دولة واحدة. من الأفضل لنا أن نتبنى سياسة ملائمة من العصا والجزرة في مواجهة الكيان السياسي المستقل في غزة، من التهديد فقط بالعصا، ونأمل أن تهتم مصر أو أبو مازن بإعادة بناء قطاع غزة.