- الكاتب/ة : ناحوم برنياع
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2018-03-27
جون بولتون، الرجل ذو الشارب، عين في نهاية الاسبوع مستشاراً للرئيس ترامب للأمن القومي. هذه بشرى طيبة لاسرائيل، تقول وزيرة العدل، آييلت شكيد، ويتفق زملاؤها في الحكومة معها: جون بولتون صديق كبير لإسرائيل. وعن أصدقاء كهؤلاء قيل: الله يحفظني من اصدقائي، أمع أعدائي فأنا أتدبر معهم بنفسي.
أول من أمس، في مؤتمر "يديعوت احرونوت" في القدس، روى رئيس الاركان ووزير الدفاع الاسبق، شاؤول موفاز، عن حديث أجراه مع المستشار الجديد في الماضي. "لماذا لا تهاجمون ايران؟" سأل بولتون، واضطر موفاز للشرح.
في مجموعة صغيرة نسبياً من الأميركيين ممن يهتمون بالسياسة الخارجية، فإن بولتون شاذ ومثير للاهتمام. فهو يتماثل مع "المحافظين الجدد"، عصبة من المفكرين الجمهوريين التي تروج للتدخل الفاعل لأميركا في العالم، بما في ذلك الحروب الوقائية والاعمال العسكرية المبادر اليها ضد دول عاقة ومنظمات ارهاب. جيل المؤسسين لها اجتاز الخطوط من اليسار الى اليمين اثناء حرب فيتنام. في فترة ولاية الرئيس بوش الابن ونائبه، ديك تشيني، وصلت ذروة تأثيرها. فقد وفرت لبوش المبررات للاجتياح المحمل بالمصيبة للعراق. معظم أعضائها البارزين يهود متعاطفون مع إسرائيل، بينهم بيل كريستول، جون فودهوتس، روبرت كاغان، واليوت ارامز. وفي احيان قريبة يشوش بينهم وبين اللوبي اليهودي. ويتهمون اسرائيل بالتورط الأميركي في العراق.
بولتون ليس يهودياً. وهو أقل ذكاء من زملائه في معسكر المحافظين الجدد وأكثر فظاظة بكثير. وعندما تولى منصب السفير الأميركي في الولايات المتحدة، في عهد بوش الابن، قيل عنه انه الدبلوماسي الاقل دبلوماسية في التاريخ الدبلوماسي الأميركي. لكل مشكلة برزت كان له حل واحد: الشروع في عمل عسكري. هكذا في العراق، في كوبا، في كوريا الشمالية، في ايران. هو احد القلائل في الولايات المتحدة الذين لا يزالون يؤمنون بان الاجتياح العراقي كان صحيحا مبررا.
في موقفه من الساحة العالمية ينقسم اليمين الأميركي: حيال المحافظين الجدد يقف الانعزاليون الذين يطالبون بكسر التحالفات والاتفاقات الدولية، الاستخفاف بالقيم الديمقراطية المشتركة، والشروع في حروب تجارية، لاعادة جنود أميركا الى الديار؛ وترافقت هجماتهم على المعسكر الخصم بنبرة لاسامية.
الاخفاقات في افغانستان وفي العراق عززت قوة الانعزاليين، وأبعدت عن الساحة المحافظين الجدد. ستيف بانون، المروج للانعزالية، وقف في مواجهة بيل كريستول، المروج للتدخل، وانتصر. بانون حفز ترامب على السباق، اما كريستول فاختار هيلاري كلينتون.
اثناء حملة الانتخابات كان ترامب المتطرف بين الانعزاليين. فقد احتقر السياسة الخارجية لبوش الجمهوري مثلما احتقر اوباما الديمقراطي. "أميركا أولا"، واحد من شعاريه الانتخابيين، استمد من شعار الحركة التي عارضت في الثلاثينيات انضمام أميركا الى الحرب ضد المانيا النازية.
مرة سنة ونصف منذ انتصر في الانتخابات. في هذا الزمن استبدل معظم الطاقم الكبير في البيت الابيض مرتين. كل محاولة لشرح التغييرات الشخصية باسباب ايديولوجية اصطدمت بالتناقض. في النهاية هذا هو ترامب، ترامب وفقط ترامب: أناه، مزاجه، فتيله القصير، الجهل في كل ما يحصل في العالم. التعيينان الاخيران، لمايك بومبيو وزيرا للخارجية وجون بولتون مستشارا للامن القومي يشهدان، ظاهرا على تغيير للخط. لقد عاد المحافظون الجدد للسيطرة على السياسة الخارجية، وبقوة. بومبيو وبولتون سيقودان الولايات المتحدة الى حرب ضد ايران.
ولكن لما كان الحديث يدور عن ترامب، فلا شيء مؤكد. ربما يعتقد بان تعيين عدوين لايران سيفزع آيات الله ويقنعهم بادخال تحسينات كبيرة على الاتفاق النووي؛ وربما لا يعتقد. حتى لو انسحب من الاتفاق النووي بعد اقل من شهرين، مثلما اشار عليه نتنياهو، ليس مؤكدا أن شيئا ما سيتغير في الاتفاق. ترامب سيلقي خطابا، والايرانيون، بالتشاور مع الاوروبيين، سيجدون طرقا لمواصلة تطبيق الاتفاق دون أن يتضرروا.
يصعب عليّ التصديق بأن الأميركيين الذين يحرضون اسرائيل على فتح الحروب، الأميركيين مع الاصبع الرشيق على زناد الاخرين يحبوننا حقا، وحتى لو كانوا كذلك فان محبتهم خانقة.
أول من أمس، في مؤتمر "يديعوت احرونوت" في القدس، روى رئيس الاركان ووزير الدفاع الاسبق، شاؤول موفاز، عن حديث أجراه مع المستشار الجديد في الماضي. "لماذا لا تهاجمون ايران؟" سأل بولتون، واضطر موفاز للشرح.
في مجموعة صغيرة نسبياً من الأميركيين ممن يهتمون بالسياسة الخارجية، فإن بولتون شاذ ومثير للاهتمام. فهو يتماثل مع "المحافظين الجدد"، عصبة من المفكرين الجمهوريين التي تروج للتدخل الفاعل لأميركا في العالم، بما في ذلك الحروب الوقائية والاعمال العسكرية المبادر اليها ضد دول عاقة ومنظمات ارهاب. جيل المؤسسين لها اجتاز الخطوط من اليسار الى اليمين اثناء حرب فيتنام. في فترة ولاية الرئيس بوش الابن ونائبه، ديك تشيني، وصلت ذروة تأثيرها. فقد وفرت لبوش المبررات للاجتياح المحمل بالمصيبة للعراق. معظم أعضائها البارزين يهود متعاطفون مع إسرائيل، بينهم بيل كريستول، جون فودهوتس، روبرت كاغان، واليوت ارامز. وفي احيان قريبة يشوش بينهم وبين اللوبي اليهودي. ويتهمون اسرائيل بالتورط الأميركي في العراق.
بولتون ليس يهودياً. وهو أقل ذكاء من زملائه في معسكر المحافظين الجدد وأكثر فظاظة بكثير. وعندما تولى منصب السفير الأميركي في الولايات المتحدة، في عهد بوش الابن، قيل عنه انه الدبلوماسي الاقل دبلوماسية في التاريخ الدبلوماسي الأميركي. لكل مشكلة برزت كان له حل واحد: الشروع في عمل عسكري. هكذا في العراق، في كوبا، في كوريا الشمالية، في ايران. هو احد القلائل في الولايات المتحدة الذين لا يزالون يؤمنون بان الاجتياح العراقي كان صحيحا مبررا.
في موقفه من الساحة العالمية ينقسم اليمين الأميركي: حيال المحافظين الجدد يقف الانعزاليون الذين يطالبون بكسر التحالفات والاتفاقات الدولية، الاستخفاف بالقيم الديمقراطية المشتركة، والشروع في حروب تجارية، لاعادة جنود أميركا الى الديار؛ وترافقت هجماتهم على المعسكر الخصم بنبرة لاسامية.
الاخفاقات في افغانستان وفي العراق عززت قوة الانعزاليين، وأبعدت عن الساحة المحافظين الجدد. ستيف بانون، المروج للانعزالية، وقف في مواجهة بيل كريستول، المروج للتدخل، وانتصر. بانون حفز ترامب على السباق، اما كريستول فاختار هيلاري كلينتون.
اثناء حملة الانتخابات كان ترامب المتطرف بين الانعزاليين. فقد احتقر السياسة الخارجية لبوش الجمهوري مثلما احتقر اوباما الديمقراطي. "أميركا أولا"، واحد من شعاريه الانتخابيين، استمد من شعار الحركة التي عارضت في الثلاثينيات انضمام أميركا الى الحرب ضد المانيا النازية.
مرة سنة ونصف منذ انتصر في الانتخابات. في هذا الزمن استبدل معظم الطاقم الكبير في البيت الابيض مرتين. كل محاولة لشرح التغييرات الشخصية باسباب ايديولوجية اصطدمت بالتناقض. في النهاية هذا هو ترامب، ترامب وفقط ترامب: أناه، مزاجه، فتيله القصير، الجهل في كل ما يحصل في العالم. التعيينان الاخيران، لمايك بومبيو وزيرا للخارجية وجون بولتون مستشارا للامن القومي يشهدان، ظاهرا على تغيير للخط. لقد عاد المحافظون الجدد للسيطرة على السياسة الخارجية، وبقوة. بومبيو وبولتون سيقودان الولايات المتحدة الى حرب ضد ايران.
ولكن لما كان الحديث يدور عن ترامب، فلا شيء مؤكد. ربما يعتقد بان تعيين عدوين لايران سيفزع آيات الله ويقنعهم بادخال تحسينات كبيرة على الاتفاق النووي؛ وربما لا يعتقد. حتى لو انسحب من الاتفاق النووي بعد اقل من شهرين، مثلما اشار عليه نتنياهو، ليس مؤكدا أن شيئا ما سيتغير في الاتفاق. ترامب سيلقي خطابا، والايرانيون، بالتشاور مع الاوروبيين، سيجدون طرقا لمواصلة تطبيق الاتفاق دون أن يتضرروا.
يصعب عليّ التصديق بأن الأميركيين الذين يحرضون اسرائيل على فتح الحروب، الأميركيين مع الاصبع الرشيق على زناد الاخرين يحبوننا حقا، وحتى لو كانوا كذلك فان محبتهم خانقة.