- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2018-04-02
كان رحيل الشهيد عبد القادر الحواجري (42 عامًا) صادمًا لعائلته بمعنى الكلمة بعد أن قتله قناصة الاحتلال من مسافة نصف كيلومتر، وهو بصحبة ولده، في مسيرة العودة السلمية.
مساء الجمعة الماضي اصطحب عبد القادر طفله ومضى نحو خيام مسيرة العودة شرق البريج وبعد وصوله بدقائق أصابه قنّاص صهيوني برصاصة متفجّرة في بطنه أدخلته غرفة العمليات، لكنه فارق الحياة بعد ساعتين تاركًا خلفه خمسة أطفال وزوجته الحامل.
وكان جنود الاحتلال وقناصته المنتشرين على طول السلك الفاصل قد قتلوا وأصابوا المئات خلال أقل من ثلاثة أيام فيما سجلت مستشفيات قطاع غزة ثلثي الإصابات بالذخيرة الحيّة بعد أن استخدم الاحتلال النيران والغاز المسيّل للدموع بكثافة غير معهودة.
تزين صور الحواجري خيمة العزاء ومنها صور متعددة لمراحل مختلفة من عمره خلال مشاركته في الفعاليات الوطنية في صفوف الجبهة الديمقراطية التي انتمى إليها من سنوات طويلة.
يقول وائل الحواجري، ابن عمه، إن الشهيد عبد القادر شخص بسيط محب لجيرانه ووطنه، هو صديق الطفولة ورفيق الدرب لسنوات طويلة، وإنهما لم يختلفا يومًا بسبب معاملته الطيبة واحترامه الكبير لمن حوله.
تترقرق الدموع من عينيه وهو يضيف: "يكبرني بعام فقط، عبد القادر لبى نداء الوطن في مسيرة العودة وأصيب برصاصة قناص ولما عدت من المسيرة أخبروني بإصابته وتوجهت للمستشفى فوجدته في العمليات وأخبرني الأطباء أن حالته خطيرة، حتى الآن لا أصدق ما جرى؛ فقدت عزيزًا ومقربًا منّي.. الكلام لا يصف مشاعري.. رحمه الله".
شقيقه قاسم يؤكد أنه وقع ضحية خلال مشاركته السلمية في مسيرة العودة الكبرى وأن قناصة الاحتلال استهدفوه من مسافة نصف كيلو تفصله عن السلك الفاصل.
ويتابع: "كان معه طفله، ولكنه أصيب بطلق متفجّر أدى لتهتك في الكبد والأمعاء، وقد حاول الأطباء إنقاذه، لكنه فارق الحياة بعد ساعات".
ويؤكد طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، أن (الشاباك) الصهيوني يمارس عملية تضليل على وسائل الإعلام، والمجتمع الصهيوني والدولي عاجز أن يخفي جرائمه بحق المدنيين.
ويشير أبو ظريفة إلى أن الاحتلال لا يفرق في عملية الاستهداف، وأن ما يقوم به قتل متعمّد دون أي وزاع أخلاقي لكن سقوط مزيد من الضحايا لن يزيد الشعب الفلسطيني إلا إصرارا على مواصلة مسيرة العودة الكبرى.
ويقول إن الشهيد الحواجري أحد قادة الجبهة الديمقراطية الذي تدرج في العمل حتى كان في فترة ما مسؤول الجبهة بمخيم النصيرات، وشارك في فعاليات الانتفاضة الأولى والثانية حتى يوم مسيرة العودة.