- الكاتب/ة : يونتان يفين
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2018-04-28
لعل حب العزيز والمطر ينقذاننا. لعلهما يطفئان نار الكراهية، ويقمعان عاصفة الشر، ويهربان مخربي «تدفيع الثمن» ليعودوا الى اوكارهم. ينشأ الانطباع انه في هذه اللحظة لم يتبق لنا، نحن المواطنين العاديين للدولة ممن نندحر الى الهوامش، غير تعليق أمنا بحالة الطقس. نعم، ذاك الذي يتحدث الجميع عنه، كما يقول مارك توين، ولكن لا احدا يفعل شيئا كي يغيره. منذئذ، اخترعت المكيفات والمبردات ولكننا بقينا خبراء متصدرين في مجال عدم تحريك الساكن.
تعالوا نضع الحقيقة الاولى على الطاولة: هذا رهيب. رهيب أن يكون مخربون يهود عنصريون، بعد كل ما اجتزناه – المنفى، الكارثة، الاضطهادات والاضطرابات، الحروب والشهداء الذين أحيينا ذكراهم قبل نحو اسبوع فقط – يعيشون بيننا وينطلقون للمس بالأبرياء وبممتلكاتهم، فقط لانهم ابناء قومية اخرى. توقفوا للحظة وفكروا في هذا، رجاء. هذا رهيب.
حقيقة ثانية: رهيب أن هؤلاء المجرمين يتمتعون بريح اسناد تهب من أروقة الحكم، فهم يضربون جنود الجيش الاسرائيلي والمزارعين الفلسطينيين، أو يخرجون في ظلمة الليل باحلام طليعية – مسيحانية على نمط «بلاد الملاحقات 2018» الى القرية المجاورة، فيحرقون السيارات ويثقبون اطاراتها، ويرشون الشعارات الشريرة، ويحرقون المساجد والكنائس. وحذار أن ننسى: فقد سبق أن قتلوا رضيعا وفتى. هم يعرفون بانه لا يوجد حارس أو مشرف، ولا احد ينتظرهم في الزاوية، واذا ما امسك بهم، فلا قلق: وزراء اسرائيل أنفسهم سيتقاتلون فيما بينهم على مكان في المحكمة العسكرية.
ولكن لحظة. على الفور سيبث «موقف». سيعلن نتنياهو أن «العقل لا يحتمل»، أو أن حكومته تتعاطى «بدون تسامح» مع ظواهر مثل «تدفيع الثمن». غير أنه سيقف حياله، متصديا، الواقع بجملة حقائقه، ليقول: ها هي قرية اكسال وقرية جارود، الثلاثاء الماضي، احرق مسجد في ام الفحم، الأسبوع الماضي، وبشكل عام في أوساط «قوات الامن» يتحدثون عن تزايد الأحداث المتفجرة لـ «تدفيع الثمن» في الاونة الاخيرة. إذاً، لا داعي ليرووا لنا عن «صفر تسامح». يوجد تسامح بوفرة، والعقل يقبل، بل يقبل جداً.
حقيقة ثالثة: المخابرات والشرطة لا تنجحان في احباط معظم احداث الارهاب اليهودي، الشرطة ليست هناك. عمليات «تدفيع الثمن» تتواصل بلا عراقيل منذ سنين، وافضل ابنائنا الامجاد لا يمسكون بشكل عام تلك الصيصان متلبسين. فالخلل، بالطبع، لا يوجد في قدرات الاستخبارات الاسرائيلية، ومن هنا تنشأ على ما يبدو حقيقة رابعة وأليمة: يحتمل أن يكون هنا أوامر امتناع من فوق: لا تنفذوا اعتقالات وقائية. لا تبعثوا بالعملاء الى الخلايا. لا تجندوا متعاونين، ولا تنصبوا كمائن.
لماذا لا؟ لان هذا مريح، وهذه هي الحقيقة الخامسة والمريرة: هذا مريح لحكومة يمينية، خطت على علمها اليأس كاستراتيجية. أولا وقبل كل شيء يأس الفلسطينيين – جعلهم يملون الحياة ايضا من خلال غض النظر عن الجرائم القومية المتطرفة التي تمس بهم. ولكن المأساة هي ان اليأس لا يتوقف هناك، فهو انحدار أخلاقي زاحف ضم اليه منذ الان «عرب اسرائيل» وابناء أقليات آخرين، معسكر السلام واليسار، وكذا معسكر الوسط. وها هو، منذ الان يقضم اليمين النزيه، غير المستعد «للانتصار بكل ثمن».
نعلم ان ريح الاسناد ليست دوما جبارا طبيعيا فاعلا، واحيانا تجد تعبيرها في عامود من الهواء المتوقف، الخانق. وعن ذلك سبق أن قال الفيلسوف ادموند باراك إن «كل ما هو مطلوب لينتصر الشر هو الا يفعل الناس الخيرون شيئا». وقد نسي أن يشير الى السياسيين المتهكمين الذين يبطنون هذا الامتناع كأرض خصبة للمشاغبين.
تعالوا نضع الحقيقة الاولى على الطاولة: هذا رهيب. رهيب أن يكون مخربون يهود عنصريون، بعد كل ما اجتزناه – المنفى، الكارثة، الاضطهادات والاضطرابات، الحروب والشهداء الذين أحيينا ذكراهم قبل نحو اسبوع فقط – يعيشون بيننا وينطلقون للمس بالأبرياء وبممتلكاتهم، فقط لانهم ابناء قومية اخرى. توقفوا للحظة وفكروا في هذا، رجاء. هذا رهيب.
حقيقة ثانية: رهيب أن هؤلاء المجرمين يتمتعون بريح اسناد تهب من أروقة الحكم، فهم يضربون جنود الجيش الاسرائيلي والمزارعين الفلسطينيين، أو يخرجون في ظلمة الليل باحلام طليعية – مسيحانية على نمط «بلاد الملاحقات 2018» الى القرية المجاورة، فيحرقون السيارات ويثقبون اطاراتها، ويرشون الشعارات الشريرة، ويحرقون المساجد والكنائس. وحذار أن ننسى: فقد سبق أن قتلوا رضيعا وفتى. هم يعرفون بانه لا يوجد حارس أو مشرف، ولا احد ينتظرهم في الزاوية، واذا ما امسك بهم، فلا قلق: وزراء اسرائيل أنفسهم سيتقاتلون فيما بينهم على مكان في المحكمة العسكرية.
ولكن لحظة. على الفور سيبث «موقف». سيعلن نتنياهو أن «العقل لا يحتمل»، أو أن حكومته تتعاطى «بدون تسامح» مع ظواهر مثل «تدفيع الثمن». غير أنه سيقف حياله، متصديا، الواقع بجملة حقائقه، ليقول: ها هي قرية اكسال وقرية جارود، الثلاثاء الماضي، احرق مسجد في ام الفحم، الأسبوع الماضي، وبشكل عام في أوساط «قوات الامن» يتحدثون عن تزايد الأحداث المتفجرة لـ «تدفيع الثمن» في الاونة الاخيرة. إذاً، لا داعي ليرووا لنا عن «صفر تسامح». يوجد تسامح بوفرة، والعقل يقبل، بل يقبل جداً.
حقيقة ثالثة: المخابرات والشرطة لا تنجحان في احباط معظم احداث الارهاب اليهودي، الشرطة ليست هناك. عمليات «تدفيع الثمن» تتواصل بلا عراقيل منذ سنين، وافضل ابنائنا الامجاد لا يمسكون بشكل عام تلك الصيصان متلبسين. فالخلل، بالطبع، لا يوجد في قدرات الاستخبارات الاسرائيلية، ومن هنا تنشأ على ما يبدو حقيقة رابعة وأليمة: يحتمل أن يكون هنا أوامر امتناع من فوق: لا تنفذوا اعتقالات وقائية. لا تبعثوا بالعملاء الى الخلايا. لا تجندوا متعاونين، ولا تنصبوا كمائن.
لماذا لا؟ لان هذا مريح، وهذه هي الحقيقة الخامسة والمريرة: هذا مريح لحكومة يمينية، خطت على علمها اليأس كاستراتيجية. أولا وقبل كل شيء يأس الفلسطينيين – جعلهم يملون الحياة ايضا من خلال غض النظر عن الجرائم القومية المتطرفة التي تمس بهم. ولكن المأساة هي ان اليأس لا يتوقف هناك، فهو انحدار أخلاقي زاحف ضم اليه منذ الان «عرب اسرائيل» وابناء أقليات آخرين، معسكر السلام واليسار، وكذا معسكر الوسط. وها هو، منذ الان يقضم اليمين النزيه، غير المستعد «للانتصار بكل ثمن».
نعلم ان ريح الاسناد ليست دوما جبارا طبيعيا فاعلا، واحيانا تجد تعبيرها في عامود من الهواء المتوقف، الخانق. وعن ذلك سبق أن قال الفيلسوف ادموند باراك إن «كل ما هو مطلوب لينتصر الشر هو الا يفعل الناس الخيرون شيئا». وقد نسي أن يشير الى السياسيين المتهكمين الذين يبطنون هذا الامتناع كأرض خصبة للمشاغبين.