هآرتس – 27/6/2018
بقلم يوتم بيرغر ونير حسون
الدولة تفحص خطة لمضاعفة مساحة مستوطنة هار غيلو وبهذا ستعزل قرية الولجة الفلسطينية. حسب الخطة التي قدمها المجلس الاقليمي غوش عصيون للادارة المدنية من اجل المصادقة عليها، سيتم توسيع المستوطنة بحيث تشمل في الجنوب القرية التي يحدها من الشمال جدار الفصل. هذه الخطة تنضم الى القرار الذي اتخذ في الاسبوع الماضي لنقل حاجز عسكري قرب القرية بحيث يمنع سكانها من الوصول الى متنزه في المنطقة.
إن خطة توسيع مستوطنة هار غيلو تمت المصادقة عليها في نهاية شهر آذار في لجنة التخطيط المحلية للمجلس الاقليمي، وهي تشمل 330 وحدة سكنية جديدة ومؤسسات عامة ومحطة للوقود وحدائق وما أشبه. هذه مرحلة تخطيط اولية، لكن اذا تم تنفيذ الخطة فستتم احاطة الولجة من الجنوب الغربي بالمستوطنة، التي تحيطها الآن من الجنوب الشرقي. مع ذلك هي لن تؤثر على الشارع الذي يربط بين القرية والبلدة المجاورة بيت جالا. الخطة ستوسع التواصل الجغرافي بين القدس ومنطقة غوش عصيون ويربط بين العاصمة وبيت لحم.
مؤخرا حولت جهات التخطيط في المجلس الاقليمي الخطة لمصادقة الادارة المدنية. جهات تخطيطية قالت للصحيفة إن هذه الخطة لم تفحص بعد، وبناء على ذلك يصعب التقدير كم من الوقت ستستغرق المصادقة عليها اذا تم ذلك بالفعل، وهكذا فان تطبيقها لن يتم قبل أن يتم اعطاء “الضوء الاخضر من المستوى السياسي”.
الخطة تنضم الى قرار آخر تم اتخاذه مؤخرا ويعزز الميل نحو ربط القدس بمنطقة غوش عصيون وتحويل الولجة الى جيب. في الاسبوع الماضي صادقت اللجنة الفرعية للمنشآت الامنية المنبثقة عن اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في القدس على نقل حاجز عين ياعل من مكانه الحالي – قرب المخرج الجنوبي للقدس من جهة المالحة – الى ما بعد موقع عين حنيه. نقل الحاجز هدف الى منع السكان الفلسطينيين من الوصول الى عين حنيه، الذي اجتاز عملية تطوير شاملة ومن شأنه أن يفتتح في الايام القريبة القادمة كموقع جذب رئيسي للمتنزه المتروبولي الذي يشمل القدس.
في مستوطنة هار غيلو تعيش الآن حوالي 400 عائلة. هكذا فان خطة المجلس الاقليمي ستضاعف حجم المستوطنة. حسب محضر النقاش الذي تمت فيه المصادقة فان اعضاء المجلس حذروا من أن البنى التحتية الموجودة في هار غيلو غير كافية لسكان المستوطنة اليوم، لذلك يجب الامتناع عن زيادة عدد السكان دون الاهتمام بذلك. في نهاية المطاف قررت اللجنة “المصادقة مرهونة بالتنسيق مع لجنة مستوطنة هار غيلو”. حسب تفاصيل الخطة المصادق عليها، في هذه المرحلة هناك حاجة لتحويل واسع لاراضي الدولة من اراضي زراعية الى منطقة سكنية، مؤسسات عامة، سياحة، محطة وقود، مناطق مفتوحة وما اشبه. المجلس صادق على الخطة مرهونة بالتنسيق مع اعضاء لجنة المستوطنات الصغيرة. باستثناء مصادقة الادارة المدنية يجب على الخطة أن تجتاز كل مراحل المصادقة المختلفة لمجلس التخطيط الاعلى واللجنة الفرعية له للاستيطان – اجراء يمتد على الاقل بضعة اشهر، وعلى الاغلب حتى اكثر من ذلك. عمليا الحديث يدور عن اعلان نوايا، لكن النوايا قابلة للتنفيذ – لأن اراضي من جنوب غرب الولجة تم الاعلان عنها كاراضي دولة. مصدر في الادارة المدنية اكد على أنهم في الادارة لم يطلعوا بعد على الخطة وبدء النقاش.
ليس بعيدا عن الارض المخصصة لتوسيع المستوطنة سيتم بناء الحاجز الجديد. حسب اتفاق بين سلطة تطوير القدس وسلطة الطبيعة والحدائق، في بداية الاسبوع القادم سيتم فتح موقع عين حنيه امام الجمهور. الموقع الذي يشمل برك مياه قديمة، بساتين ومكتشفات أثرية تم تدشينه قبل نحو نصف سنة من قبل رئيس البلدية نير بركات والوزير زئيف الكن، لكنه اغلق منذ ذلك الحين بسبب نزاع مالي بين سلطة الطبيعة والحدائق وبين سلطة تطوير القدس.
السلطة رفضت فتح الموقع دون الحصول على ميزانية اخرى لتشغيله. حسب الاتفاق الذي تم التوصل اليه مؤخرا سيتم فتح الموقع امام الجمهور وسيتم تقسيم الميزانية لتشغيله بين السلطتين. فتح الموقع كان السبب الاساسي الذي من اجله طلبوا في الشرطة نقل الحاجز من موقعه الحالي مسافة كيلومتر ونصف الى الغرب. اكثر قربا من هار غيلو والولجة. مكان الحاجز الحالي يمكن الفلسطينيين، ومنهم سكان الولجة وبيت لحم، من الوصول والاستجمام في عين حنيه، ونقل الحاجز سيمنعهم من ذلك. في البداية تم تنفيذ اعمال نقل الحاجز بدون اذن والمحكمة امرت بوقف الاعمال. بعد ذلك ومع اعاقة تطوير الموقع تم وقف الاعمال. في الاسبوع الماضي صادقت لجنة المنشآت الامنية على خطة نقل الحاجز ويتوقع الانتهاء من العمل فيه قريبا.
اقامة الحاجز وخطة توسيع المستوطنة ينضمان الى خطوات اخرى للحكومة استهدفت خلق تواصل جغرافي بين القدس وغوش عصيون، والبارز منها هو تدشين مفترق طرق تحويلي روز مارين في السنة الماضية. مفترق الطرق التحويلي ربط شارع بيغن – المعادل المقدسي لمسارات ايلون مع شارع 60، المحور الرئيسي الذي يقسم الضفة الغربية، في جزئه الذي يصل الى غوش عصيون. الشارع يسهل بصورة كبيرة الوصول الى العاصمة على سكان غوش عصيون ومستوطنة افرات وحتى مستوطنات جنوب جبل الخليل. منذ تدشين المفترق اصبحوا غير مضطرين للوقوف في اختناقات الدخول الى حي غيلو في جنوب القدس، ويمكنهم الدخول مباشرة الى المسارات. هذا الامر سهل بشكل كبير على سكان غوش عصيون الدخول الى القدس والادارة المدنية تنفذ في المنطقة حفريات من اجل فحص امكانية توسيع الشارع.
توسيع هار غيلو ونقل الحاجز يعطي فرصة لرؤية المعنى الحقيقي لخطة “القدس الكبرى”، قال الباحث في منظمة “عير عاميم” افيف اترسكي، “التوسيع ايضا سيخلق تواصل جغرافي بين القدس والمستوطنات في منطقة بيت لحم وسيخنق الولجة ايضا. هذا وجهان لنفس العملة. الوضع الذي تختار فيه توسيع المستوطنات بصورة تستهدف تخليد واقع السيطرة على ملايين الفلسطينيين الذين لا يحملون الجنسية، لا يمكن ان يكون قابل للحياة. وعندما سيأتي اليوم الذي سنفهم فيه ذلك فان ثمن الاصلاح سيكون أعلى كثيرا”.

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف