عادت صديقة الشعب الفلسطيني زهافا غلئون إلى نشاطها بعد أن تخلت عن رئاسة حركة ميرتس وعضوية البرلمان الإسرائيلي، لتكتب معبرة عن اشمئزازها من الاحتلال، وعن تعاطفها مع مكونات الشعب الفلسطيني والتضامن معه.
فقد كتبت مقالتها الأولى في هآرتس تحت عنوان « لنوقف الجرافات بأجسادنا « كتبت تقول « حكومة مخلة بالقانون، ثملة بالقوة، ليس لديها قلب أو كوابح أخلاقية، تنوي هدم البيوت البسيطة للتجمع البدوي في الخان الأحمر، وإبقاء 173 شخصاً بدون مأوى، و150 طالباً بدون مدرسة، وهؤلاء البدو من عرب الجهالين جاءوا إلى هذا المكان بعد أن طردتهم إسرائيل من النقب في الخمسينيات، وطُردوا مرة أخرى من الأرض التي أقيمت عليها مستوطنة كفار أدوميم، وهكذا وصولا إلى مكانهم الحالي في الخان الأحمر».
وتتابع اليهودية الإسرائيلية زهافا غلئون ما كتبته عن الفلسطينيين قولها « بعد 51 سنة أصبحنا غير مبالين بشأن أمور مخيفة، ومن يهمه مصير عدد من البدو، لكن ليس مفر من تسمية الولد باسمه: هدم بيوت مجتمع كامل هو نقل قسري، ترانسفير، خرق خطير، أي جريمة حرب، وجريمة الحرب يجب إيقافها بأجسادنا».
وتركز على مرتكبي الجريمة وأدواتها وسلوكهم العنصري الفاقع بقولها « أبطال القصة يمثلون كل واحد بدوره، بدءاً بالمستوطنين الجشعين الذين قدموا التماساً من أجل طرد البدو، مروراً بوزير الدفاع العنصري، ورجال الإدارة المدنية، والبيروقراطية المنغلقة لهم، وضباط الجيش المتوحشين، حتى قضاة محكمة العدل العليا قساة القلوب، أي حظ جميل يتوفر للمستوطنين الذين لم يكد عضو الكنيست من قبلهم موتى يوغف الصعود بالجرافة على المحكمة العليا، قبل أن يُقرر أنه يمكن إرسال الجرافة إلى الفلسطينيين لطردهم، وفوق الجميع تُحلق روح دونالد ترامب الشريرة التي تدفع حكومة نتنياهو إلى تطبيق أحلامها المثيرة للاشمئزاز».
وأواصل نقل ما كتبته زهافا غلئون من معسكر الطرف الأخر لسببين أولهما لعل العرب والمسلمين والمسيحيين يتوقفون على الرهان أن حكومة نتنياهو يمكن أن تقدم شيئاً ولو بالأدنى للشعب الفلسطيني، فهي عدوانية إحتلالية إحلالية عنصرية حتى نخاع العظم، وعلينا أن نُعد الخطط البديلة لإحباطها وهزيمة مشروعها الإستعماري، وثانيهما أن ثمة ضمائر حية يهودية إسرائيلية يجب كسبها والتعامل معها وإختراق صفوفها وخوض النضال في سبيل القواسم المشتركة معها، لأنها تشكل رافعة للنضال الفلسطيني، وأداة إدانة وتعرية للسياسة الإسرائيلية، كما كتبت تقول « يعمل اليمين الإسرائيلي الاستيطاني بزعامة بنيامين نتنياهو على طرد الفلسطينيين من منطقة الغور ومن جنوب جبل الخليل، وحتى الأن إمتنعت إسرائيل عن تنفيذ ترانسفير دفعة واحدة، وأن تصدر أوامر للجيش بالقيام بتحميل عشرات الاف الفلسطينيين في الشاحنات، صور كهذه كانت ستثير انتقاداً أكثر من اللازم، ولكنهم ينفذون ذلك قطرة قطرة، عن طريق التنكيل المحسوب، خلقت إسرائيل في المجتمعات الواقعة تحت سيطرتها شروط حياة غير محتملة للسكان الفقراء والمحتاجين، وهدمت بيوتهم، وصادرت معداتهم الزراعية، وأرسلت الجنود لتدمير الحقول بتدريبات عسكرية، ومنعت ربطهم بشبكات الكهرباء والمياه، وكل ذلك من أجل أن يغادروا ويذهبوا إلى مكان آخر».
صور بشعة لمجمل وضع بشع يتم رسمه والتعبير عنه بدقة بقلم إنسان مراقب يشعر بالمسؤولية نحو شعب يتعرض للاحتلال والتدمير وفقدان حق الحياة لصالح مستعمر أجنبي بلا ضمير وفي ظل أجواء غير صديقة، غير مريحة، تلك هي صورة وضمير وموقف ووعي زهافا جلئون اليهودية الإسرائيلية التي تكتب عن الشعب الفلسطيني كسياسية وبرلمانية وحزبية، فهل من مُدرك؟؟ هل من يفهم؟؟ هل من يُقرر وكيف ومع من؟؟

لا يوجد تعليقات
...
عزيزي المتصفح : كن أول من يقوم بالتعليق على هذا المقال ! أدخل معلوماتك و تعليقك !!

الرجاء الالتزام بآداب الحوار
اسمك *

البريد الالكتروني *

العنوان

المعلومات المرسلة *
أدخل الكود *
أضف