- تصنيف المقال : الاستيطان
- تاريخ المقال : 2018-08-16
تلاحق سلطات الاحتلال المصلين الوافدين الى الأقصى بشتى الطرق، في محاولة منها لثنيهم عن الصلاة والتواجد في المسجد، فيما بات معرضا كل من يصلي أو يجلس في منطقة باب الرحمة المنطقة الشرقية من الأقصى للملاحقة سواء بالاستدعاء للتحقيق أو الاعتقال وصولا للإبعاد عن الأقصى.وخلال الأسابيع الأخيرة سجلت عدة حالات اعتقال واستدعاء لسيدات وفتيات تواجدن في منطقة باب الرحمة، وآخرها يوم أمس اعتقال جماعي لمجموعة من النسوة عن أبواب الأقصى، وقبلها اعتقال سيدة فلسطينية من مدينة جنين، حيث هاجمها أفراد الشرطة وقاموا باعتقالها واقتيادها للتحقيق وذريعة الاحتلال لهذه الاعتقالات هي "التواجد في منطقة باب الرحمة".السيدة منتهى سليمان أبو شقرة امارة تعرضت مؤخرا للاعتقال ثم الاستدعاء وأبعدت عن الأقصى لمدة أسبوعين، والى ذلك تقول" اعتقلت منتصف الشهر الماضي أنا ووالدتي وزوجة أخي، ثم أخلي سبيلي بعد توقيفي في مركز شرطة باب السلسلة لحوالي ساعة، بينما حولت والدتي وزوجة اخي الى مركز القشلة وسلمتا قرارا يقضي بإبعادهما عن الأقصى لمدة أسبوعين، وبعد عدة أيام تم استدعائي للتحقيق بعد احتجاز هويتي على باب الأقصى وبعد تحقيق استمر عدة ساعات تسلمت قرارا بإبعادي عن المسجد، ويوم أمس أعيد اعتقال والدتي ومجموعة من النسوة وأبعدن جميعهن عن الأقصى."وأضافت السيدة أمارة" التحقيق معنا في كل مرة يتركز حول التواجد في منطقة باب الرحمة، بعض الأسئلة التي وجهت لي على سبيل المثال: لماذا اختياركالصلاة في هذا المكان؟، ما هو السبب التواجد والجلوس في باب الرحمة؟، حيث أكدت للمحققين حقي بالصلاة والجلوس والتواجد في أي بقعة بالأقصى البالغة مساحته 144 دونما، وأن تواجدي في منطقة باب الرحمة لا يعد مخالفا لأي قانون."وبينت" خلال وجودنا في منطقة باب الرحمة تتعمد شرطة الاحتلال التواجد في محيط المكان وتقوم بالتقاط الصور لنا، ويتم تعميم صورنا على أبواب الأقصى، ثم يتم التحقيق مع البعض ميدانيا خلال خروجنا من المسجد، ويتم تنفيذ الاعتقال الفعلي أو الاستدعاء لمراكز التحقيق، فالشرطة تحاول تخويفنا وإرهاب غيرنا من المصلين من الجلوس والصلاة في هذه المنطقة، فالاحتلال يريد هذه المنطقة خالية من المصلين ليقوم المستوطنون بأداء طقوسهم فيها."ولفتت أمارة أن قوات الاحتلال اعتقلت مطلع الأسبوع الجاري شقيقيها حسن وقتيبة أبو شقرة خلال تواجدهما عند أبواب المسجد الأقصى بعد الصلاة فيه.
فيما استدعيت السيدة خديجة خويص للتحقيق يوم أمس وكذلك الأمر حقق معها حول تواجدها في منطقة باب الرحمة، وهددها المحقق بالابعاد عن الأقصى لنصف عام وكتبت خويص على صفحتها عبر الفيسبوك:" التحقيق كان محوره التواجد في الشرقية، والحفريات هناك، والعبث بشيء أثري، والتخريب، والبث المباشر والتصوير في المنطقة وحض الناس على القدوم".وأضافت:" الهدف الترهيب من التواجد هناك، كون المقتحمين ينزعجون من هذا التواجد...يزعجهم تواجدنا، أكلُنا ، صُوَرُنا، البث المباشر، التواجد على التلّة."
الشيخ عمر الكسواني مدير المسجد الأقصى المبارك من جهته أوضح أن سلطات الاحتلال قامت وبعد انتهاء شهر رمضان وأيام عيد الفطر بنصب نقطة مراقبة لها عند باب الرحمة، حيث يتواجد جنود فيها خلال فترة اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى، مشيرا أن اليوم تقوم الشرطة بتصوير أي شخص يتواجد في المنطقة وتقوم باعتقاله أو استدعائه للتحقيق وإبعاده عن الأقصى، لافتا الى قيام شرطة الاحتلال برفقة طواقم مختصة بجولات يومية لمنطقة باب الرحمة وأخذ الصور والقياسات بأجهزة الليزر.وحذر الشيخ الكسواني من أي حماقة أو مخطط في منطقة باب الرحمة، والتي قد تؤدي الى حرب دينية، مؤكدا أن المسجد الأقصى بأكمله من المصاطب والممرات واللواوين والساحات والمباني المسقوفة للمسلمين وحدهم، ولا يمكن أن يتجزأ، ومن حق المسلمين الصلاة والتواجد في أي مكان دون قيود، والأقصى للمسلمين بقرار رباني.وقال إن سلطات الاحتلال والمستوطنين يستهدفون منطقة باب الرحمة داخل الأقصى وخارجه، ففي الداخل يلاحق المسلم المتواجد في المنطقة وتقوم الجماعات المتطرفة في كثير من الأوقات بالصلاة عندها خلال الاقتحامات اليومية في المسجد، ومن الجهة الخارجية كذلك يتم انتهاك مقبرة باب الرحمة باقتحام المستوطنين بحماية قوات الاحتلال والصلاة باتجاه باب الرحمة المغلق، إضافة الى مصادرة أجزاء من المقبرة ومنع الدفن فيها لصالح الممرات المخصصة للمستوطنين والسياح.وأضاف الشيخ الكسواني أن الجماعات المتطرفة تحاول من خلال الصلوات والطقوس الخاصة سواء داخل المسجد الأقصى او على أسواره من الجهة الشرقية "باب الرحمة" أو الجنوبية "القصور الأموية" تزوير التاريخ وتحريفه.
وأوضح المحامي خالد زبارقة والذي تابع ملف مجموعة من المعتقلات عن أبواب الأقصى، أن شرطة الاحتلال حققت معهن على صلاتهن في منطقة باب الرحمة في المسجد الاقصى المبارك؛ على مجرد التواجد في منطقة باب الرحمة، اذ اعتبرت الشرطة الإسرائيلية ان تواجد المسلمين في تلك المنطقة في فترة اقتحامات اليهود يعتبر استفزازا لمشاعر اليهود المقتحمين، متسائلا" ما الذي تخططه سلطات الاحتلال في المنطقة الشرقية للمسجد الأقصى المبارك؟".وأوضحت مراسلة معا أن مئات المصلين قاموا أواخر شهر رمضان بحملة تحت شعار "باب الرحمة النا... رباط فخار تنظيف واعمار"، قاموا خلالها بتنظيف منطقة باب الرحمة ووضع المقاعد الحجرية، وبعدها بعدة أيام قامت شرطة الاحتلال بتخريب المنطقة وخلع أشتال الزيتون، وتستهدف جماعات الهيكل المزعوم منطقة باب الرحمة بشكل خاص، حيث يتعمد كافة المستوطنين المقتحمين للمسجد التوجه اليها والقيام بصلواتهم وتلقي شروحات الهيكل المزعوم بحماية شرطة الاحتلال.
المصدر: معا
المصدر: معا