- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2018-09-26
"يرحلون ونبقى.. والأرض لنا ستبقى
ها نحن اليوم أقوى.. أقوى من كل الملاحم
بيتي هنا.. أرضي هنا
البحر السهل النهر لنا
وكيف بوجه النار أسالم
سأقاوم.."
ها نحن اليوم أقوى.. أقوى من كل الملاحم
بيتي هنا.. أرضي هنا
البحر السهل النهر لنا
وكيف بوجه النار أسالم
سأقاوم.."
كانت هذه آخر كلمات للشهيد عماد اشتيوي (21 عاما)، على حسابه الشخصي "فيسبوك"، الذي استشهد، الأحد، برصاصة في الرأس من قبل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال مشاركته في فعالية الإرباك الليلي شرق مخيم ملكة.
منذ بدء مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار في الـ 30 من آذار/مارس الماضي والمظاهرات مستمرة. ولم يكتف شباب قطاع غزة بمسيرات العودة التي تقام أيام الجمعة فقط، بل شكلوا وحدة أطلقوا عليها "وحدة الإرباك الليلي"، والتي بدأت تأخذ صدى في وسائل الإعلام منذ أسبوع.
يبدأ الشبان بالتجمهر على الحدود الشرقية لقطاع غزة ليلا كل يوم، وتتواجد هذه الوحدة في جميع مناطق القطاع الحدودية لإرباك جنود الاحتلال، وتركهم في حالة قلق واستنفار مستمرين. يبدأون بإشعال الاطارات المطاطية وفتح مكبرات صوت تصدح منها أغان ثورية، ومحاولات اجتياز الحدود ومواجهة جنود الاحتلال عن قرب.
تضاف هذه الوحدة إلى الوحدات التي أعلن عنها منذ بدء مسيرات العودة "وحدة الكوشوك، قص السلك، البالونات الحارقة، ووحدة المساندة أو السواتر الميدانية". وتستخدم إسرائيل جميع أنواع الأسلحة لقمع التظاهرات السلمية، وفي مقدمتها طائرات الاستطلاع التي تستهدف الشبان بإطلاق النار أو الصواريخ القاتلة وقنابل الغاز، إضافة إلى إطلاق قذائف بهدف الإنارة لخوفهم من اجتياز الشبان للحدود.
وفي مقابلات أجراها موقع عرب 48 مع أحد الناشطين في الحراك الليلي لمسيرات العودة وكسر الحصار، أكد أنهم سيستمرون بفعالياتهم حتى رفع الحصار.
أبو يوسف النجار (32 عاما) مسؤول وحدة الإرباك الليلي في منطقة خزاعة شرق خانيونس، يقول: "بدأنا بهذا العمل منذ استشهاد رزان النجار بتاريخ 01/06/2018، في محاولة للثأر لها ولجميع الشهداء حتى نبقي جنود الاحتلال في حالة رعب وقلق".
ويضيف "في أول يوم لنا في هذا العمل استشهد رمزي النجار من ضمن وحدة الإرباك الليلي، وبدأت وحدة الإرباك الليلي تأخذ تفاعلا كبيرا في باقي مناطق القطاع الحدودية الشرقية، في البريج وجباليا وملكة".
ويتابع أن التواصل بين عناصر الوحدة أصبح عن طريق صفحات التواصل الاجتماعي (الفيسبوك). ويضيف "نبث للعالم مباشر من خلال تواجدنا في المنطقة، كل شخص في هذه الوحدة لهم مهام معينة. نقوم بإشعال الإطارات التالفة، ونقوم بتوجيه الليزر على جبات جنود الاحتلال، وتشغيل مكبرات الصوت لإزعاجهم وبجانبه أغاني ثورية لتحفيز الشباب، بالإضافة للألعاب النارية".
يقول "شبابنا مخنوق.. يصبح أحدهم في جيل 27 إلى 30 عاما وهو عاطل عن العمل. يقومون بهذا النشاط عن قناعة لرفع الحصار عن شعبنا وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية وضمان استقرار الوضع في القطاع. الأعداد يوميا في تزايد، وفي آخر يومين وصل عددهم إلى ما يقارب 600 شخص. سنستمر في المقاومة، ولن نتراجع إلا إذا رفع الحصار عن شعبنا".
وبعد أن فشل جهود التهدئة التي أجريت في القاهرة قبل عيد الأضحى، وبعد أن تراجعت حدة مسيرات العودة وزخمها الجماهيري، وعدم التزام إسرائيل برفع الحصار، عادت البالونات الحارقة من جديد، وضاعفت الفصائل الفلسطينية جهودها في حشد الجماهير والتفكير بطرق إبداعية جديدة للضغط على دولة الاحتلال.
يقول الباحث في الشأن الفلسطيني، عبد الحميد صبرة، لموقع عرب 48: "وحدة الإرباك الليلي هي فكرة بدأت أولى فعالياتها في الأسبوع الـ 25 من مسيرات العودة، في منطقة الشمال، وهي ليست مهيكلة أو مؤسسة، بل فكرة تبناها بعض الشباب، ثم انتشرت في كل مناطق القطاع". ويتجمع هؤلاء الشبان ليلا في مخيم من مخيمات العودة أو عند نقطة قريبة من الحدود، محاولين تجاوز السلك الفاصل، والذي هو بمثابة سور السجن في أذهانهم".
ويضيف من الواضح أن ثمة تصعيدا في الكم والنوع خلال الأسبوعين الماضيين، فقد زادت حشود المتظاهرين أيام الجمعة بشكل لافت، كما تزايدت البالونات الحارقة. وابتكر الشبان فكرة التظاهر الليلي، ورسالتهم في ذلك واضحة، وهي أنه لا بد من الضغط على إسرائيل، التي تفرض الحصار على الغزيين ليلا ونهارا حتى تحقيق أهداف المسيرة.
وأشار إلى أن الفعالية، وهي من ضمن فعاليات مسيرات العودة، لم تبدأ بقرار من الهيئة الوطنية العليا، ولكن المسيرات في النهاية فعل شعبي غير مركزي، وأي فعالية شعبية سلمية تندرج تحتها. وكانت قد تبنت الهيئة، الجمعة الماضية، فعالية التظاهر (الإرباك) الليلي، ودعت الشبان إلى تكثيفها.
وتابع أنه بخصوص إسرائيل فقد لاحظت هذه الفعالية الجديدة، وهي تقدر أنها ستكون فعالية مستنزفة لها، وستضطر معها إلى استنفار جزء أكبر من جنودها ليلا، خاصة أنها تقدر أن لدى الشبان القدرة على تجاوز السلك الفاصل.
وبحسبه، فسوف تؤدي هذه الفعالية إلى زيادة الضغط على الجيش الإسرائيلي، لكنها لن تدفع بالضرورة إلى تصعيد عسكري، ففصائل المقاومة معنية ببقاء هذا الحراك سلميا، ولكنها سترد على أي خرق لقواعد الاشتباك المتبلورة بين المقاومة وإسرائيل.
عرب 48/ يارا إبراهيم
عرب 48/ يارا إبراهيم