- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2018-10-15
مقال الصحافيّ الإسرائيليّ آري شابيط، من صحيفة (هآرتس)، والذي جاء تحت عنوان: إسرائيل تلفظ أنفاسها الأخيرة، والذي ما زال يقُضّ مضاجع صنّاع القرار في تل أبيب ويؤرقهم جدًا، حيث كتب، أنّه يُمكِن أنْ يكون كلّ شيء ضائعًا، ويمكن أننّا اجتزنا نقطة اللا عودة، ويُمكِن أنّه لم يعُد من المُمكِن إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام، ويمكن أنّه لم يعُد بالإمكان إعادة إصلاح الصهيونيّة وإنقاذ الديمقراطيّة وتقسيم البلاد، على حدّ تعبيره.
وتابع المُحلّل الإسرائيليّ قائلاً إنّه إذا كان الوضع كذلك، فإنّه لا طعم للعيش في البلاد، يجب مغادرة البلاد، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه إذا كانت الإسرائيليّة واليهوديّة ليستا عاملين حيويين في الهويّة، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبيّ، ليس فقط بالمعنى التقنيّ، بل بالمعنى النفسيّ أيضًا، فقد انتهى الأمر، يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أوْ برلين، بحسب تعبيره.
وأردف: مِنْ هناك، من بلاد القوميّة المُتطرّفة الألمانيّة الجديدة، أوْ بلاد القوميّة المُتطرّفة الأمريكيّة الجديدة، يجب النظر بهدوءٍ ومشاهدة دولة إسرائيل وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، مشدّدًا على أنّه يجب أنْ نخطو ثلاث خطوات إلى الوراء، لنُشاهِد الدولة اليهوديّة الديمقراطيّة وهي تغرق.
وضع الصحافيّ الإسرائيليّ إصبعه على الجرح، بل في عين نتنياهو وليبرمان والنازيين الجُدُد، في مُحاولةٍ لإيقاظهم من هذيانهم الصهيونيّ، بقوله إنّ الرئيس الأمريكي ووزير خارجيته ليسا هما اللذان سيُنهيان الاحتلال، وليست الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبيّ هما اللذان سيوقفان الاستيطان.
وشدّدّ المُحلّل شابيط على أنّ القوّة الوحيدة في العالم القادرة على إنقاذ إسرائيل من نفسها، هم الإسرائيليون أنفسهم، وذلك بابتداع لغة سياسيّة جديدة، تعترف بالواقع، وبأنّ الفلسطينيين متجذّرون في هذه الأرض، ويحثّ على البحث عن الطريق الثالث من أجل البقاء على قيد الحياة هنا، وعدم الموت.
بالإضافة إلى ذلك، أوضح أنّ الإسرائيليين منذ أنْ جاءوا إلى فلسطين، يُدرِكون أنّهم حصيلة كذبةً اخترعتها الحركة الصهيونيّة، استخدمت خلالها كلّ المكر في الشخصيّة اليهوديّة عبر التاريخ، ومن خلال استغلال المحرقة وتضخيمها، استطاعت الحركة أنْ تقنع العالم بأنّ فلسطين هي أرض الميعاد، وأنّ الهيكل المزعوم موجود تحت المسجد الأقصى، وهكذا تحوّل الذئب إلى حَمَلٍ يرضع من أموال دافعي الضرائب الأمريكيين والأوروبيين، حتى بات وحشًا نوويًا، على حدّ تعبيره، وخلُص إلى القول إنّ الإسرائيليين يُدرِكون أنّ لا مستقبل لهم في فلسطين، فهي ليست أرضًا بلا شعب، كما كذبوا، على حدّ تعبيره.