- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2018-11-08
أثار وصف الرئيس عباس، في كلمته في الدورة الثلاثين للمجلس المجلس، «الغائبين» «بالعار»، إستياء في صفوف شرائح واسعة في الحالة الوطنية الفلسطينية، إعتبرته خروجاً عن المألوف وتوصيفاً غير لائق لفعل سياسي، تمارسه القوى السياسية، من موقعها المسؤول في الفعل الوطني الفلسطيني.
ولاحظ كثيرون أن الرئيس عباس، في وصفه «الغياب» و«المقاطعة» عن دورة من دورات المجلس «بالعار»، يحمل في طياته محاولة لمحو الذاكرة، حين مارس هو نفسه سياسة «المقاطعة» لأعمال وإجتماعات اللجنة التنفيذية واللجنة المركزية في فتح.
ففي 4/9/2003 قدم محمود عباس إستقالته من رئاسة الحكومة لرئيس السلطة الفلسطينية ـــــــ (الراحل) ياسر عرفات. واعتكف في منزله، مقاطعاً إجتماعات اللجنة التنفيذية في م.ت.ف، والتي كان هو أمين سرها، وإجتماعات اللجنة المركزية لحركة فتح. في إطار الخلافات بينه وبين الرئيس عرفات.
واستمرت المقاطعة لأعمال اللجنتين ــــــ رغم خطورة الأوضاع التي كانت تمر بها الحالة الفلسطينية من 4/9/2003، إلى ما بعد 11/11/2004، أي رحيل عرفات شهيداً في أحد مستشفيات باريس. استعاد بعدها عباس منصبه في اللجنة التنفيذية، حيث انتخب رئيساً لها بترشيح من فتح. كما استعاد منصبه في اللجنة المركزية لفتح التي انتخبته رئيساً للحركة خلفاً للرئيس عرفات.
وبالتالي لم تكن المقاطعة للدورة الثلاثين للمجلس المركزي، كما يقول المراقبون، حدثاً مميزاً، فلقد شهدت الحالة الفلسطينية أكثر من سابقة لمقاطعة الهيئات، تشكل تجربة الرئيس عباس نموذجاً. فضلاً عن أن وصف المقاطعة «بالعار» فتح أمام الحالة الفلسطينية سؤلاً مهما يقول: أين هو «العار»؟ في مقاطعة إجتماع للمجلس المركزي، أما في حجز قرارات المجلسين المركزي والوطني في دهاليز «المطبخ السياسي»، وتعطيلها، والإنقلاب عليها، وإعتماد بدلاً منها، وخلافاً لما أقرته الهيئات الوطنية، سياسة وإستراتيجية بديلة، هي «رؤية الرئيس» في 20/2/2018؟