- تصنيف المقال : اراء حرة
- تاريخ المقال : 2018-11-12
مساء امس تجرأت قوة اسرائيلية خاصة متخفية بسيارة او سيارات مدنية فلسطينية ودخلت شرق خان يونس واقدمت على اغتيال احد القيادات العسكرية الميدانية لحماس الشهيد نور بركة.القوة الاسرائيلية الخاصة تم اكتشافها من قبل القوات الفلسطينية، وتم ملاحقتها والاشتباك معها.لم تنجح هذه القوة المتسللة بالانسحاب الا بعد تدخل الطيران الحربي الاسرائيلي وبعد ان قُتِل ضابط اسرائيلي كبير الذي كان قائدا لهذه الوحدة الخاصة. وكذلك تم استشهاد سبعة فلسطينيين.لولا تدخل الطيران الاسرائيلي الذي باشر بالقصف وتشكيل حزام ناري لتأمين انسحاب القوة الاسرائيلية المتسللة لما عاد احد من افراد هذه القوة سالما. مع ذلك الخسائر الاسرائيلية مؤلمة بالنسبة لهم.هذه العملية الاسرائيلية الخاصة اتت في وقت غير مناسب نهائيا، ويتناقض مع المشهد الذي ساد بعد ادخال الاموال القطرية وفي اجواء مغايرة تماما في ظل تقدم الجهود المصرية نحو تجنب عدوان جديد على غزة وتحقيق بعض الانفراجات في الوضع الانساني.مع ذلك، التقدير ان هذا الحدث لن يؤدي الى تصعيد او الانجرار الى حرب، وردود الفعل خلال الحدث الامني والساعات الاحقة حتى هذه اللحظة تشير الى ان الطرفين قررا امتصاص الحدث.اسرائيل المعتدية والتي اغتالت قيادي قسامي تدرك انها دخلت عش الدبابير تريد ان تخرج من هذا الموقف المحرج بأقل الخسائر، وفي حال تطور الامر الى عدوان ستكون هي المتهمة امام المجتمع الدولي انها هي الطرف الذي كان سببا في هذه الحرب.لذلك استوعبت قتل الضابط الكبير وجرح آخر، واستوعبت الاهانة واستوعبت اطلاق القذائف والصواريخ التي اطلقت من غزة دون ان يكون هناك ردود فعل معتادة.من ناحيتهم خرجوا بأقل الخسائر لان هذا الفشل كان من الممكن ان يكلفهم اكثر من ذلك بكثير، وكان بالامكان ان لا يعود احدا من هذه القوة سالما سواء كان قتيل او اسير.اما بالنسبة لحماس وعلى الرغم من الخسائر البشرية، وعلى الرغم من الاعتداء الاسرائيلي السافر من خلال الاقدام على اغتيال احد القيادات العسكرية الا ان اكتشاف القوة وملاحقتها وقتل قائدها وجراحة اخر بجراح متوسطة يعتبر انتصارا كبيرا، لذلك لم تتهور حماس او اي من الفصائل الفلسطينية المسلحة بالانجرار الى مواجهة في هذه المرحلة. هذا لا يعني ان تداعيات هذا الحدث قد انتهت.لذلك اعلنت اسرائيل الاستنفار ومنعت الذهاب الى المدارس في كل محيط غزة وعلى مسافة سبعة كيلو مترات تحسبا لهجومات مباغتة من قبل فصائل المقاومة.تقديري الشخصي ان الطرفين سيعملان على استيعاب الحدث واستخلاص العبر والنتائج الى حين اللقاء في مواجهة قادمة.اسرائيل ستحقق في مواطن الخلل التي ادت الى اكتشاف قوتها الخاصة والخسائر التي تكبدتها وكيفية معالجة الموقف الى حين تأمين عودة هذه القوة الى قواعدها.وحماس ستحقق في كيفية اختراق هذه القوة للحدود والدخول متسللة الى عمق ثلاثة كم في الاراضي الفلسطينية وتنفيذ عملية اختيال لاحد قياداتها العسكرية.وكذلك بلا شك يتم التحقيق في كيفية التعاطي مع الموقف خلال الاشتباك المسلح وما تبع ذلك من قرارات ميدانية سريعة.