- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2018-12-17
على الرغم من المُحاولات المُتكرّرة من قبل الإسرائيليين، قيادةٍ وشعبًا، إظهار الإجماع القوميّ الصهيونيّ حول مُعالجة ظاهرة العمليات الفدائيّة المُستعرّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، على الرغم من ذلك، فإنّ الصورة القاتمة، التي سببتها هذه العمليات، دفعت بالعديد من المُحللّين والخبراء ومراكز الأبحاث والقادة السابقين في جيش الاحتلال إلى محاولة طرح الصيغ المناسبة، بحسبهم، للانتصار على المُقاومة الفلسطينيّة، وعدم السماح لحركة حماس، كما يؤكّدون، بنقل المعركة من قطاع غزّة إلى الضفّة الغربيّة.
وفي هذا السياق، قال الجنرال في الاحتياط غادي شيمني، القائد السابق لمنطقة المركز في جيش الاحتلال، المسؤولة عن الضفّة الغربيّة المُحتلّة، والسكرتير العسكريّ السابق لرئيس الحكومة الإسرائيليّة والذي عمل سابقًا فيما تُسّمى بالإدارة المدنيّة وكملحقٍ عسكريٍّ في واشنطن، قال في مقالٍ نشره في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، إنّ الضفّة الغربيّة باتت تُشكّل في مكوناتها تهديدًا وجوديًا للمشروع الصهيونيّ، لافتًا في الوقت عينه إلى أنّه من الضروري البدء بعملية فصلٍ مدنيٍّ عن الفلسطينيين، مع الحفاظ على السيطرة الأمنية في الضفّة الغربيّة حتى يتّم التوصل إلى اتفاقٍ، على حدّ تعبيره.
وتابع الجنرال الإسرائيليّ قائلاً إنّ الأحداث الأخيرة، من تحييد الأنفاق التي حفرها حزب الله على الحدود الشماليّة مع لبنان، والتطورات الجزئيّة في سلاح الجيش العربيّ السوريّ، وجولات القتال المتقطعة في غزة تثبت أنّ الدولة العبريّة تذهب إلى معدلٍ متزايدٍ من الأحداث الأمنيّة.
بالإضافة إلى ذلك، أكّد الجنرال شيمني على أنّ هذه ليست تحديات يمكن الاستخفاف بها، ومع ذلك، زعم أنّ أيًّا منها لا يمكن أنْ يشكل تهديدًا قويًا للمشروع الصهيونيّ في ظل جهود جيش الاحتلال وجهاز الأمن العّام (الشاباك)، ولكنّه استدرك قائلاً إنّ المعضلة تكمن في أنّ المستويات السياسيّة تشهد على معظم الجبهات، صعوبات في تطوير مبادرة سياسية من شأنها تغيير الظروف على الساحة الإقليمية، التي يتم إغراقها بمبادرات العدو، على حدّ وصفه.
وأضاف الجنرال الإسرائيليّ قائلاً إنّه باستثناء ذلك، فإنّ الجبهة التي تشكل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل موجودة في الضفة الغربيّة، إذْ أنّ قوّة إسرائيل مطلقة، حيث لا يتم جرّ الحكومة من قبل مبادرات العدو، وبعضهم في الحكومة والكنيست من مؤيدي الضمّ، مُضيفًا في الوقت عينه إنّه يخشى من وجود أقلية تنوي تنفيذ نيتها المعلنة لتمرير قوانين الضمّ، أيْ ضمّ الضفّة الغربيّة إلى سيادة دولة الاحتلال.
عُلاوةً على ذلك، قال الجنرال شيمني إنّ إدعاء الأقلية القائلة بأنها قادرة على ضمان ضمّ أوسع للأرض مع أقل عددٍ ممكنٍ من الفلسطينيين في الوقت الذي يتم فيه استنزاف الأمن والتصعيد الإضافي الذي تثيره هذه الخطوة، لا يستجيب لامتحان الواقع.
وحذر من أنّ قرار الكنيست لتمرير قوانين الضمّ، بغضّ النظر عمّا هو حجم الأراضي المضمومة، سوف ينظر إليه في المنطقة وعلى الساحة الدولية، كقرار وطني للتخلي عن إستراتيجية المفاوضات، ولتحديد الحقائق من جانب واحد، وسوف يغلق الباب على فصل مستقبلي عن الفلسطينيين، على حدّ قوله، لافتًا في الوقت ذاته إلى أنّ هذا الموقف سيقضي على التبرير الداخليّ الفلسطينيّ لاستمرار التعاون الأمني مع إسرائيل، الذي أشاد به الجيش والشاباك، ما من شأنه أنْ يخلق فراغًا أمنيًا يمكن للعناصر العنيفة أن تملأه بالجريمة والإرهاب، على حدّ زعمه.
وأضاف إنّه ردًا على هذا التطور، أوْ بقصد منعه، لن يكون أمام الجيش الإسرائيليّ أيّ خيار سوى احتلال كامل للضفة الغربية، مع الملايين من السكان، مما يجعل إسرائيل مسؤولة عن انهيار السلطة الفلسطينية وتتويج حماس بأنها زعيم بلا منازع للشعب الفلسطينيّ.
بالإضافة إلى ما ذُكر آنفًا، رأى الجنرال أنّه قبل تمرير أي قوانين، يجب على الحكومة تكليف مجلس الأمن القوميّ (NSC) بإجراء دراسة واسعة ومن خلال عمل الموظفين بين الوزارات، ودراسة تأثير الضم على الأمن والاقتصاد والوضع والعلاقة بين إسرائيل وجيرانها والعالم، وقال إنّ القرار بالضم قد يضر بشكل خطير الرؤية الصهيونية لإسرائيل ديمقراطية آمنة مع أغلبية يهودية قوية للأجيال القادمة، وينبغي تقديم نتائج الفحص للجمهور بشفافية كاملة، وسيتم تقديمها للاستفتاء.
وبالتالي، يضيف الكاتب أتفق تمامًا مع التحذير الذي تم سماعه ورؤيته مؤخرًا عبر إسرائيل: بالنسبة لأمن إسرائيل، حان الوقت للطلاق من الفلسطينيين ومن الضروري البدء في عملية فصلٍ مدنيٍّ، مع الحفاظ على السيطرة الأمنية في الضفة الغربية حتى يتم التوصل إلى اتفاق، مُشدّدًا على أنّه من الضروري تجنب مبادرات الضمّ غير المسؤولة، ويجب القيام بذلك الآن، على حدّ قوله.