- تصنيف المقال : اعرف عدوك
- تاريخ المقال : 2018-12-24
نظرت وسائل الإعلام العبرية إلى خطاب رئيس أركان جيش الاحتلال، غادي آيزنكوت، أمس الأحد، أمام "المركز متعدّد المجالات" في هرتسليا، على أنه خطاب وداع، حدّد فيه معالم تركته في الجيش الإسرائيلي.
وتحت عنوان "النفق الأكثر خطرًا"، كتب المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، يوسي يهوشواع أن الخطر الإستراتيجي الأكثر إثارةً للقلق هو روح القتال والتطوّع في الجيش الإسرائيلي، "في هذه الجبهة، يترك آيزنكوت لخلفه تركةً إشكاليّة، حتى لو لم تقع مسؤوليتها كلها على عاتقه"، وهي انخفاض الرغبة في الانضمام لألوية قتالية في الجيش الإسرائيلي في أوساط الشباب، والانخفاض الحادّ في الرغبة لدى مجندي الجيش الإسرائيلي في الانضمام للجيش الثابت (غير الاحتياط) الذي يمارسون الجندية كمهنة وحيدة لهم.
وأوضح يهوشواع أنّ "الأشخاص الجيّدين يهربون من الجيش الإسرائيليّ، وهذه مشكلة أخطر من أيّة أنفاق في الشمال أو الجنوب".
ووفق الأرقام الرسمية التي أوردتها "يديعوت أحرونوت"، فإنّ 67 بالمئة من الشبان الإسرائيليين طلبوا التطوّع في ألوية قتالية في الجيش الإسرائيلي فقط، وهذه النسبة هي الأكثر انخفاضًا منذ قيام الجيش الإسرائيلي، وفق يهوشواع، الذي أضاف أن النسبة تشهد انخفاضًا عامًا تلو الآخر منذ العام 2011.
وعزا يهوشواع ذلك إلى أن معظم الشبان يفضّلون التنازل عن "الخدمة العسكرية المرهقة" لصالح الخدمة في الوحدات التكنولوجيّة، التي تتيح لهم، لاحقًا، بعد إنهاء خدمتهم الإلزاميّة أو حياتهم العسكريّة، دخولًا سريعًا ومريحًا إلى "الحياة المدنيّة"، "وحتى أولئك الذين رغبوا في الانضمام إلى الألوية العسكرية اختاروا خدمة قتالية مخففة في وحدات متنوعة جندريًا، وليس في وحدات راجلة أو مظليّة".
بالإضافة إلى ذلك، لفت يهوشواع إلى أن الضباط الجيّدين يغادرون الجيش الإسرائيلي، "وفي قيادة الأركان يصرخ عدد من كبار الضباط خلال النقاشات السريّة ’الجيش يتحوّل لمتوسط القدرات، وإن لم نوقف ذلك الآن فلن نستطيع في المستقبل’".
وتطرّق آيزنكوت إلى ذلك في خطابه بالأمس، قائلًا، "في نهاية المطاف، قدرات متطورة ومتوفقة مهمّة، أنا أؤمن بالتطور والروبوتيكا، لكن ذلك يعتمد على الإنسان، وعلى الرغبة في التجنيد لوحدات عسكريّة والإبقاء على الأشخاص الأفضل (في الجيش) لتنفيذ هذه المهمات".
ولفت يهوشواع إلى أن آيزنكوت لم ينجح في مهمّة زيادة روح التطوع للخدمة القتاليّة، وللخدمة العسكرية بشكل عام، ما يحولها إلى "مشكلة إستراتيجيّة من الدرجة الأولى".
بينما تطرّق المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، إلى الجزئية المتعلّقة بالتعامل العسكري الإسرائيلي مع الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان وسورية.
وادّعى هرئيل أن تصريح آيزنكوت أن "الدعوات لخطوات متطرفة ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية لا تخدم مهمّة الجيش الإسرائيلي، التي توفير الأمن والشعور بالأمن"، تأتي ردًا على وزير الأمن الإسرائيلي السابق، أفيغادور ليبرمان ووزير التعليم، نفتالي بينيت.
وقال آيزنكوت بالأمس إنّ "الاعتقادَ بأن قوّة إسرائيلية أكبر ضد الإرهاب سيوقف العمليات يعكسُ نهجًا مضللًا".