- تصنيف المقال : اراء حرة
- تاريخ المقال : 2019-01-12
إذا كان الشهداء قد رحلوا بأجسادهم، فإن الأسرى قد غيبوا في السجون الصهيونية ، وهم في الوعي الجمعي الفلسطيني، ليسوا مجرد أبناء الوطن المغيبين بفعل السجن والسجان فحسب، بل هم أبطال ناضلوا وضحوا، وأفنو زهرات شبابهم خلف قضبان السجون، من أجل فلسطين ومقدساتها، وهم أيقونات الحرية، الذين ينتظر شعبنا حريتهم على أحر من الجمر .
يرتبط تاريخ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة ارتباط وثيق بتاريخ الصراع الطويل مع العدو الصهيوني الذي اغتصب فلسطين عام 1948 ، والذي نتج عنه تهجير ثلثي شعبنا الفلسطيني من أرضه بعملية تطهير عرقي منظم.
ورغم ما تكبده شعبنا الفلسطيني بشرائحه المختلفة من ويلات السجون والاعتقال، إلا أن تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة كان وما زال عاملاً مؤثراً في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة وتصديها للعدو الصهيوني وقوى الظلم والشرالتي تآمرت على فلسطين وشعبنا.
ورغم ما تكبده شعبنا الفلسطيني بشرائحه المختلفة من ويلات السجون والاعتقال، إلا أن تاريخ الحركة الوطنية الأسيرة كان وما زال عاملاً مؤثراً في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة وتصديها للعدو الصهيوني وقوى الظلم والشرالتي تآمرت على فلسطين وشعبنا.
فمنذ أيام خلت اتخذ ما يسمى وزير الأمن العام " الصهيوني" في الحكومة الصيونية المستقيلة "جلعاد أردان" خلال مؤتمر صحفي عقده في القدس المحتلة سلسلة من الخطوات العقابية ضد أسرانا البواسل في السجون الصهيونية كفصل أسرى حركتي فتح وحماس وتفكيك الأقسام وإلغاء الاستقلالية الممنوحة لهم، وإعادة وضعهم في أقسام موحدة. كما تقرر إلغاء مهمة المتحدث باسم الأقسام، وإلغاء الطهي، وتخفيض مبلغ الكنتينة للأسرى، وإلغاء جميع ودائع أموال السلطة الفلسطينية لهم بشكل نهائي، وبحسب الإعلام الصهيوني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» قال أردان: يجب خلق حالة من الردع ومحاربة الإرهاب ، وهذا يجب أن يستمر داخل السجون أيضاً، على حد زعمه ، وأضاف: "سنقلّص الأموال التي تدخل من قِبل أهالي الأسرى من 1200 شيقل إلى 600 بالحد الأعلى، كما سنمنع تحضير الطعام داخل الأقسام والغرف، وسنسحب كافة الأجهزة الكهربائية المستخدمة لذلك".
ظروف مأساوية يعانيها الأسير في المعتقلات الصهيونية :
سبعة آلاف معتقل من أسرانا البواسل في السجون الصهيونية بينهم نساء وشيوخ يتجرعون مرارة السجن والسجان في المعتقلات وكثير منهم محكومون بالسجن المؤبد والبعض مسجونون وغيبو في غياهب السجون منذ ما يزيد عن ثلاثين عاماً ، وهذه المعركة داخل المعتقلات الصهيونية محورها الأساس هو تحسين لو بالقدر اليسير ظروف الإعتقال القاسية والتي تهدف إلى إغتيالهم بطريقة الموت البطيء فمن لم تقتله رصاصة البندقية يقتله السجان بفرضه عليهم الإكتظاظ الشديد والظروف الحياتية التي لا يتحملها بشر ، عداكم عن ردائة التغذية وسوء العلاج وندرته و ، ومنع إدخال الكتب، ومنع سماع البرامج في الإذاعات سوى الأخبار «الصهيونية»، ومنعهم من مشاهدة الفضائيات، وتجريب الأدوية الجديدة عليهم. لذا، ونظراً لظروفهم الصعبة والأدوية المجرّبة أصيب كثيرون منهم بأمراض مزمنة خطيرة، وعاهات دائمة، ومراراً يمنع العدو الصهيوني زيارات أهالي الأسرى لذويهم في المعتقل وإن تمت الزيارة فإن سلطات العدو بتصرفها البربري تضع حاجزين من الأسلاك المشبكة بينهما متر أو أكثر والذي يحجب بدوره الأسير وذويه من رؤية بعضهم بشكل واضح وإن أبرز أساليب الحقد الأسود التي يتبعها السجان هي الحرب النفسية ضد الأسير ويتجسد ذلك من خلال الاعتقال الإداري الذي يمتد لسنوات طويلة في ظلمات السجون، ومنع الزيارات عن بعضهم شهوراً طويلة، وكذلك اللجوء إلى وسائل التعذيب النفسي المنظمة ضدهم من قبل أطباء النفس الذين أصبح شغلهم الشاغل ليس معالجة حالة الأسير النفسية بل كسر إرادته ونفسيته وتحطيمها الأمر الذي يؤدي إلى إصابتهم بأمراض نفسية مزمنة.
إحصائيات وممارسات العدو الهمجية للأسرى :
تؤكده آخر إحصائية متعلقة بشؤون الأسرى إن ما يزيد على مليون أبناء شعبنا الفلسطيني تم اعتقالهم فلا يكاد يخلو بيت فلسطيني من شهيد أو أسير أو مر بتجربة الإعتقال ، ومنذ عام 1967، فإن 218 أسيراً قد استشهدوا داخل المعتقلات الصهيونية : 75 استشهدوا نتيجة القتل العمد. و7 معتقلين استشهدوا داخل السجون والمعتقلات نتيجة إطلاق النار عليهم مباشرة، فيما استشهد 62 أسيراً نتيجة الإهمال الطبي، وارتقى 73 أسيراً نتيجة التعذيب الهمجي لهم.
عداكم عن معاناة الأسيرات أيضاً واللاتي تم اعتقالهم في فترة الحمل ووضعن أطفالهم في ظروف لا إنسانية حيث يبقى المولود مع والدته في السجن في ظروف لا يمكن أن تراها إلا في كيان العدو .
وأمام هذه الإحصائيات والإنتهاكات فإننا أمام كيان ينتهك القانون الدولي أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، ويشرع انتهاكه بقوانينه العنصرية، وبمشاركة كافة مركبات النظام السياسي فيه، ويتصرف على أنه فوق القانون وخارج نطاق الملاحقة أو المحاسبة، ويسعى إلى ترسيخ ثقافة "الإفلات من العقاب" ليس فقط لمن يعملون في الأجهزة الأمنية وإنما أيضا لدى كافة شرائح الكيان الصهيوني، مما يدفعهم إلى التمادي في سلوكهم الشاذ والعنصري.
وأخيراً فإننا نتطلع إلى جهد، سياسي وحقوقي وقانوني وإنساني، ضاغط ومؤثر، يدفع المحكمة الجنائية الدولية إلى البدء بفتح تحقيق في الجرائم التي اقترفت بحق الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون العدو الصهيوني وهي لا تعد ولا تحصى ، ولابد من التأكيد على أن الاعتقالات وبالرغم من ضخامة أرقامها وبشاعة ما يصاحبها ويتبعها، فإنها لم ولن توقف مسيرة شعبنا الفلسطيني الذي يصر على أن يستمر في مقاومته حتى استرداد أرضه ونيل حريته وتبيض السجون ، فالاعتقالات لن تكسر شوكتنا وسيتسمر شعبنا الفلسطيني بالنضال والمقاومة حتى تحرير فلسطين كل فلسطين .
مدير مركز رؤية للدراسات والأبحاث في لبنان