- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2019-02-07
أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، مساء أمس الأربعاء، عن استشهاد الأسير فارس بارود (51 عامًا) من مخيم الشاطئ غرب غزة، داخل سجون الاحتلال الإسرائيليّ، بعد وقتٍ قصيرٍ على نقله من معتقل “ريمون” إلى إحدى المستشفيات داخل الدولة العبريّة.
وقالت الهيئة إنّ الظروف والأسباب التي أدّت إلى استشهاد الأسير بارود لم تتضح بعد، ولكنه تعرّض إلى إهمالٍ طبيٍّ متعمدٍ خلال السنوات الماضية، ولم تقدم له الرعاية الطبية التي كان من المفترض أنْ توفر له داخل الأسر، مُحملةً إدارة سجن “ريمون” وحكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، التي تُضاف إلى سلسلة جرائم الاحتلال بحق أسرانا، وبذلك يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 209 شهداء، كما جاء في بيانها.
يُذكر أن الأسير بارود معتقل منذ 23/3/1991، ومحكوم بالسجن المؤبد بتهمة قتل مستوطن، وكان من المفترض إطلاق سراحه مع الدفعة الأخيرة من الأسرى القُدامى الذين تعهد الاحتلال بإطلاق سراحهم خلال صفقة إحياء المفاوضات أواخر عام 2013، إلّا أنّ الاحتلال علّق الإفراج عن الدفعة الرابعة التي تضم 30 أسيرًا، ورفض إطلاق سراحهم لأسبابٍ سياسيّةٍ.
ويقبع في سجون الاحتلال نحو 6500 أسير فلسطيني، بينهم قرابة 450 مُعتقلًا إداريًا، جدّدت سلطات الاحتلال قرارات الإداريّ بحقهم عدّة مرات، ومنهم من تجاوز مجموع سنوات اعتقاله الإداري أكثر من 14 عامًا. وأصدر الاحتلال على مدار السنوات الثلاث الأخيرة، حوالي 4 آلاف قرار اعتقال إداري.
ونعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين الأسير الشهيد فارس بارود، الذي استشهد اليوم في سجن ريمون الإسرائيلي جراء سياسة الاهمال الطبي التي تتبعها مصلحة السجون الإسرائيلية بحق الأسرى الأبطال. وتوجهت بخالص التعازي إلى ذويه وعائلته وشعبنا الفلسطيني وكافة الأسرى البواسل.
وأوضحت الجبهة أن الأسير الشهيد فارس بارود (51 عاما) من مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وهو معتقل منذ العام 1991، ومحكوم بالمؤبد، وباستشهاده يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 218.
واعتبرت الجبهة استشهاد الأسير بارود جريمة نكراء جديدة تضاف إلى سجل الجرائم الإسرائيلية المتواصلة بحق شعبنا الفلسطيني بشكل عام والأسرى على وجه الخصوص، وحملت حكومة الاحتلال الإسرائيلي ومصلحة السجون الإسرائيلية المسؤولية الكاملة عن الجريمة النكراء بحق الأسير بارود جراء منعه من العلاج.
وحذرت الجبهة من استمرار سياسة القتل البطيء والمتعمد بحق الأسرى جراء سياسة الإهمال الطبي. داعية القيادة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية إلى تدويل قضية الأسرى في المحافل الدولية وخاصة قضية الإهمال الطبي والقتل المتعمد بحق الأسرى. ودعت إلى مزيد من الدعم والاسناد والالتفاف حول الأسرى في سجون الاحتلال وتزخيم التحركات الجماهيرية المساندة لحقوقهم وتسليط الضوء على معاناتهم.
وطالبت الجبهة المنظمات الإنسانية والحقوقية الدولية ومجلس حقوق الانسان الدولي والجمعية العامة للأمم المتحدة بإدانة هذه الجريمة النكراء ووقف كافة الانتهاكات بحق الأسرى في سجون الاحتلال والتحرك السريع والعاجل لإنقاذهم قبل فوات الأوان، بتوفير العلاج الطبي اللازم والسماح للطواقم الطبية بزيارتهم ومتابعة أوضاعهم الطبية دون أية مضايقات، والعمل على فضح جرائم الاحتلال بحق الأسرى.
بدورها، نعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى جموع شعبنا الأسير المناضل فارس بارود عميد أسرى قطاع غزة، مُعتبرةً في تصريحٍ لها وصل “رأي اليوم”، أنّ هذه الجريمة الاحتلالية بحقّ المناضل بارود تجسيد حيّ لحجم الانتهاكات وفظاعة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الحركة الأسيرة وخصوصًا الأسرى المرضى، الذين يعانون من سياسة الإهمال الطبي التي تسببت باستشهاد عشرات الأسرى في السنوات الأخيرة.
كما أكدت الجبهة على أنّ هذه الجريمة تستدعي وقفة وطنية جادة ومسئولة لردع الاحتلال ووقف جرائمه بحق الحركة الأسيرة وخصوصًا الأسرى المرضى، وصوغ إستراتيجية وطنية لمساندة الأسرى وبحث أشكال وسبل الضغط على الاحتلال من أجل وقف الهجمة الإجرامية عليهم، وصولاً إلى واجب تحريرهم.
من جهتها، قالت حركة فتح إنّ استشهاد الأسير فارس بارود في سجون الاحتلال جريمة جديدة تضاف لسجل الاحتلال الأسود وعلى المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته في حماية الأسرى وشعبنا من بطش دولة الاحتلال، وقال المتحدث باسم فتح عاطف أبو سيف إنّ سياسات إدارة السجون ضدّ أسرانا البواسل وما تمارسه بحقهم لن يفت من عضد حركتنا الأسيرة ولن يوقف مسيرة نضالها حتى الحرية.
وفي السياق، قالت حركة حماس إنّ استشهاد الأسير فارس بارود في سجون الاحتلال الإسرائيلي بسبب الإهمال الطبي جريمة بحق الإنسانية، مُعتبرةً على لسان الناطق باسمها عبد اللطيف القانوع أنّ تلك الجريمة تعكس حجم الإجرام الذي يتعرض له الأسرى في سجون الاحتلال والإهمال الطبي المتعمد. وطالبت الحركة المؤسسات الإنسانية والحقوقية بالخروج عن صمتها إزاء ذلك، وإعلان موقفها من انتهاك القوانين الدولية والإنسانية من الاحتلال الإسرائيليّ.
كما قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الأسير المحرر خضر عدنان إنّ استشهاد عميد أسرى غزة وأقدمهم الأسير فارس أحمد محمد بارود يدق ناقوس الخطر على حياة مئات الأسرى المرضى وكبار السن، مُحملاً الاحتلال الإسرائيليّ المسؤولية الكاملة عن إعدام الشهيد الأسيرة بارود.
وشدد عدنان في تصريحات صحفية، على أنَّ ما حصل مع الشهيد الأسير بارود هو عملية إعدام نفذتها قوات الاحتلال الصهيوني مع سبق الإصرار، وليس مجرد إهمال طبي من مصلحة السجون التي تمارس عملية القتل بحقّ أسرانا.
وبدوره أدان حزب الشعب الفلسطينيّ ممارسات الاحتلال الإسرائيليّ الفاشية ضد الأسرى في السجون، والتي أدت إلى استشهاد الأسير بارود، مؤكّدًا في تصريح له، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي ضد جرائم الاحتلال بحق أسرانا وتحمل مسؤوليته الأخلاقية بحماية الأسرى.