- الكاتب/ة : أسرة التحرير
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2019-03-03
رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو يعود ويقول ردا على الاستطلاعات التي تتنبأ النجاح لحزب “أزرق أبيض“، ان “غانتس ولبيد يعتمدان على كتلة مانعة من الاحزاب العربية التي تعمل على تصفية دولة اسرائيل“. هذه خلاصة صفحة الرسائل الحالية للحزب الحاكم، والذي يكرر ممثلوه في وسائل الاعلام المرة تلو الاخرى هذاالادعاء.
لشدة السخرية، فان التحريض العنصري والسافل ليس استثنائيا في خطاب رئيس الوزراء الذي لا يزال قوله الصادم والكاذب في يوم الانتخابات الاخيرة، “العرب يتحركون بكميات الى الصناديق“، في آذان الجمهور في اسرائيل وفي العالم. هذا التحريض العنصري جدير بمن أدخل الى الكنيست، من خلال صفقة سياسية تهكمية، مواصلي درب الحاخام مئير كهانا ومعجبيه – حركة عنصرية وعنيفة، تتبنى الترحيل للعرب والمنبوذة في اسرائيل وفي العالم. كل هذا في خطوة نالت حتى التنديد من جانب لوبي ايباك، الذي يدافع عن اسرائيل تلقائيا.
ولكن حتى لو هذه الاقوال غير مفاجئة، محظور التقليل من خطورتها. فالدولة الديمقراطية لا يمكنها أنتسمح لنفسها ان تحتمل تحريضا منظما وفظا على لسان رئيس الوزراء ضد أقلية من نحو 20 في المئة من السكان وقيادتها المنتخبة. فكل ذي ضمير ملزم بان يقارن في نفسه زعيم دولة ما، يتهم خصوما سياسيين بالاعتماد على “اصوات اليهود“. المؤسف هو ان من يرون انفسهم كبديل للحكم العنصري، القومي المتطرف وتصفية الديمقراطية الذي اقامه نتنياهو يسارعون الى استيعاب هذه الادعاءات والابتعاد بفزع عن الاحزاب العربية. فقد قال يئير لبيد ردا على ادعاءات الليكود: “بخلاف تلفيقات نتنياهو لن نعقد اي كتلة مانعة مع الاحزاب العربية. نقطة“.
يدور الحديث عن خسوف اخلاقي وعنصري، برعايته يدان كل النواب العرب. نتنياهو، الذي حتى لايحاول التظاهر بالرسمية أو بالنزاهة، هو خبير أول في مستواه في الضرب بالمعول العنصري وبالنزول في السياسة الى الحضيض. فحملة نزع الشرعية التي اجراها لمواطني اسرائيل العرب هي الاقدم حتى بالنسبة لمنظمات المجتمع المدني ومؤيدي اليسار. اما الاعتذار او التلعثم امام هجماته العنصرية فتعزز قوته فقط لانها تؤكد رسائله. فالنفي المفزوع للبيد يمكن أن يستنتج منه بان بالفعل هناك معنى للعيب في التعاون مع النواب العرب.
اذا كان هدف حزب أزرق أبيض هو بالفعل اتخاذ جدول أعمال جديد فعليه أن ينصب سورا منيعا فيوجه القبضة الكهانية التي سيطرت على الحزب الحاكم ومن يقف على رأسه. فمواطنو اسرائيل العرب ومنتخبوهم هم جزء شرعي وهام في المجتمع الاسرائيلي. والتعاون معهم ليس خطوة نكراء بل خطوة مباركة ومرغوب فيها.