- الكاتب/ة : جدعون ليفي
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2019-03-04
الكهانية سيئة للعنصرية. هي تشوه سمعتها. هي تخرج العنصرية الاسرائيلية عن اطوارها وهدوئها وسلامتها، تكشفها وتثير المعارضة ضدها. من جهة اخرى، هذه المعارضة جيدة للعنصريين الذين يظهرون المعقولية. وتمكن عنصريين ليسوا اقل منها بكثير من الظهور كمعتدلين لهم قيم وفرسان حقوق الانسان حقا.
يجب عدم الاستخفاف من تأثير الكهانيين على الخطاب. بفضلهم يمكن الجلوس بارتياح في مستوطنة شيلو والجرأة على التحدث عن القيم. أن تكون نفتالي بينيت وبتسلئيل سموتريتش وأن تظهر كمعتدل، أن تكون في حزب العمل وأن تعتقد بانك متنور، أن تصوت لـ “ازرق – ابيض” وأن تعتقد بأنك ليبرالي. أنت ضد ايتمار بن غفير. العنصريون غير العلنيين ضد العلنيين. مثلما البؤر الاستيطانية غير القانونية شرعنت المستوطنات القانونية، فان الكهانية تشرعن العنصريات الاخرى.
الكهانية تمكن العنصريات الاخرى من الشعور بالراحة: نحن لسنا مثل هؤلاء، لسنا مثل بن غفير، وحتى أننا نحتج في المؤتمرات والندوات التي يشارك فيها. ما هذه الجرأة، ما هذه المثالية، ما هذه الاخلاقية. نحارب الكهانية ومعسكرنا سيكون طاهرا. ندين بنتسي غوفشتاين ونتكدر تجاه ميخال بن آري ونصبح قيميين.
الكهانيون هم مجملو الضمير الوطني. هم مجملو ضمير المستوطنين، الذين كما هو معروف يعارضون بشدة الابرتهايد، ومنح حقوق لليهود فقط، يجملون ضمير حزب العمل، الأم التي أسست الاحتلال، والتي تواصل كونها شريكة في عار الصمت على حصار غزة، وحتى يجملون ضمير الايباك، المنظمة القومية التي تغفر لاسرائيل كل شيء، والمصدومة من الاتفاق مع “القوة اليهودية”.
هم حقا مرفوضين، انذال وحقيرين، هؤلاء النازيين الجدد الاسرائيليين. لا يوجد ما يكفي من الكلمات لوصف القرف الذي يثيرونه. من يقول “اذا كان هنا نادل عربي هو لم يكن ليقدم الطعام هنا، بل سيبحث عن المستشفى القريب”. هو قذارة. هؤلاء عنصريون عنيفون من النوع الدون جدا. لهم عنق أحمر، القذارة البيضاء لاسرائيل، ويجب اقصاءهم. ولكن الضرر الاكثر خطورة الذي يسببونه ليس في توسيخ الخطاب. هم يخفون العنصريات الاخرى، المؤسسة، السليمة والمقبولة، التي تسبب اضرار اكبر لضحاياها. أن تعيش في دولة تسجن مليوني شخص في قفص وتصدم من بن آري، هذه وقاحة. أن تكون جزء من المجتمع الذي ينكل بمليوني انسان وتثرثر بسبب تهديد نادل عربي، هذه وقاحة.
معظم الاحزاب الصهيونية هي شريكة كاملة، جزء منها له اسهم اساسية في المشروع العنصري الاسرائيلي. منذ ايام التطهير العرقي في 1948 ومرورا بايام الحكم العسكري في المثلث والجليل، ايام الاستبداد العسكري في الضفة وغزة، ايديها في الاعلى. ليس لها حق اخلاقي في ادانة الكهانية. احيانا الكهانيون فقط يقولون ما يفكر فيه الآخرين. عندما الليكود وأزرق – ابيض والعمل يتنافسون فيما بينهم من سيبتعد أكثر عن الاحزاب العربية على اعتبار انها مجذومة، أي حق يوجد لها لادانة عنصريين آخرين؟ عندما تضم القوة اليهودية مع بلد، رغم أن الفرق بينهما كبير، الاول يدعو الى العنف والطرد والثاني يدعو الى المساواة، فليس لها الحق في أن تبدو كمحاربة ضد العنصرية.
من الواضح أن هناك درجات للشر والعنصرية. بن غفير مفضل على غوفشتاين، ربما سموتريتش مفضل عليهم. ولكن أي معنى يوجد لذلك؟ هل هذا يشرعن أي منهم؟ عندما يقررون في اوروبا مقاطعة اليمين المتطرف الذي هو بالمناسبة اكثر اعتدالا من اليمن غير المتطرف في اسرائيل، يفعل ذلك قادة متنورون نسبيا. هنا عنصريون اسوياء يقررون مقاطعة عنصريين غير اسوياء.
هل موشيه يعلون وبني غانتس، القادة العسكريون لـ “الجرف الصامد” حقا معتدلين وانسانيين اكثر من بن غفير وغوفشتاين؟ وحشيتهم ليست اقل والدم على ايديهم اكثر، رغم أن لسانهم الطف بدرجات لا تقدر. هما لم يتحدثا بهذه الصورة عن النادل العربي، حيث أن غانتس يأكل في كفر قاسم، فقط ليس بن غفير الفظيع.