- تصنيف المقال : اراء حرة
- تاريخ المقال : 2019-03-18
عندما يمتلئ الخزان، يبدأ بالتخلص من فوائضه واختزاناته... نظرية طبيعية لا تحتاج إلى برهان. هذا ببساطة ما فسّر الحراكات العربية وهو صالح لتفسير انفجار غزة في إطار حراك "بدنا نعيش". لم تعد وصفات الصبر الحماسية ومكافآت يوم الآخر مجدية أو مُسكّنة للألم. كما أن علاج الوجع بالهراوات والقمع والمنع لا يُعيد الناس إلى بيوتها، لأن الثمن المدفوع لم تعد خسارته باهظة، وباختصار موجع، لم يعد لدى الناس ما يخسرونه ويتجهون نحو قلع أشواكهم بأيديهم العارية. ولكل انفجار بشري قصة، حتماً.
ولمزيد من الاستفاضة في تفسير البديهيّات، وجد أهل غزة، دون أي تصنيف له علاقة بنظريات المؤامرة التي يحشي الحكام رؤوسهم بترهاتها، أن لا أحد يتدبر أيامهم، وأن أيامهم ليست مملوكة لهم، وأنها تمر أمامهم مرور الكرام، دون تفاصيل. بينما الحياة تسكن التفاصيل اليومية: شراء بعض السمك والخبز لإطعام أهل البيت، ابتياع بعض الوقود لتدفئة العظام البارزة وبعض أدوية السُعال، ليس أكثر.
ولمزيد من التفاسير المفسرة، لا أحد يتدبر مساءات غزة وصباحاتها، تهرب صباحاتها ومساءاتها منها كي تتلقفها السماء. مؤلم جداً أن يصبح شعب بكامله مشاريع شهادة، أن تصبح المذاقات إلى مذاق واحد، مرّ ولاسع. هكذا كل شيء دون أن يفكر أولي الأمر في غزة بتقديم خطاب شجاع.
وفي أقوال أخرى واضحة: لا طريق جديراً آخر أمام غزة يتولى أمرهم، جميع الطرق تم تجريبها وأثبتت أنها غير نافذة. الطريق النافذ الوحيد محلي الصنع، منسوج من تراث الهبات والانتفاضات والحراكات، بديل أخير نحو الحلول الأخيرة، بعد الصبر ومرارة الصبر ونفاذ الصبر.
الانتفاضة على الجوع بالجوع، دفع اليأس والقهر عن الأجيال القادمة وانتظاراتهم، فتح البحر والمعبر. إنها هبّة رفض دفع فواتير الانقسام، ليسوا من أهله ومريديه، ليس لديهم مصلحة في استمراره، انتفاضة ضد ظلم الأخ، دون حجارة وإطارات محروقة.. يتم مقابلتها بمظاهر تثير فينا الأسى والألم، وأكثر.
من نافل القول إن الانقسام أدخلنا في نفق مظلم، وأربك المشهد النضالي المعروف، والتبس على الفهم طبيعة أي مشروع وطني نقف، بينما نخسر الأرض ونخسر الشعب. منذ تلك اللحظة قبل دزينة من السنوات، تم إخراس الألسن وتم تلوين الأجواء بالكراهية والعداء، ونزع المنطق من الخطاب الوطني وقدرته على الإقناع، بينما الانقسام مستمر؛ في إفساد المناخ الفلسطيني وبراءة القضية وتجاهل مؤشرات ومعطيات الواقع. معطيات ومؤشرات تشير بأصبع الاتهام إلى الانقسام وتحمله المسؤولية عن المآسي الوطنية والسياسية، وعن عديد الانكسارات والأوجاع والتفكك القيمي والإحباط. مع هذا وذاك، لم يستطع القهر منع المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان من الترافع والإدلاء بالشهادات؛ لأن الحديث متصل بالبديهيات وليس لأحد أن يُغلق الملف.
تعب جسد غزة ولم تتعب روحها، أرادت خوض مغامرة تقول بوضوح: إن الترهيب قد فقد مفاعيله حتى لو كان ملفوفاً في خطابات حماسية، أو مُسميات تبتعد بالنص المقدس عن استخداماته الصحيحة.
غزة أرادت تغيير تحريك المشهد بعد أن ذهبت وعادت، هرولت وتعثرت، ركضت وتوقفت، اختنقت واستعادت أنفاسها. فكرت وقررت، بعد أن نظرت نحو الخلف ومن ثم نحو الأمام.
ولمزيد من الاستفاضة في تفسير البديهيّات، وجد أهل غزة، دون أي تصنيف له علاقة بنظريات المؤامرة التي يحشي الحكام رؤوسهم بترهاتها، أن لا أحد يتدبر أيامهم، وأن أيامهم ليست مملوكة لهم، وأنها تمر أمامهم مرور الكرام، دون تفاصيل. بينما الحياة تسكن التفاصيل اليومية: شراء بعض السمك والخبز لإطعام أهل البيت، ابتياع بعض الوقود لتدفئة العظام البارزة وبعض أدوية السُعال، ليس أكثر.
ولمزيد من التفاسير المفسرة، لا أحد يتدبر مساءات غزة وصباحاتها، تهرب صباحاتها ومساءاتها منها كي تتلقفها السماء. مؤلم جداً أن يصبح شعب بكامله مشاريع شهادة، أن تصبح المذاقات إلى مذاق واحد، مرّ ولاسع. هكذا كل شيء دون أن يفكر أولي الأمر في غزة بتقديم خطاب شجاع.
وفي أقوال أخرى واضحة: لا طريق جديراً آخر أمام غزة يتولى أمرهم، جميع الطرق تم تجريبها وأثبتت أنها غير نافذة. الطريق النافذ الوحيد محلي الصنع، منسوج من تراث الهبات والانتفاضات والحراكات، بديل أخير نحو الحلول الأخيرة، بعد الصبر ومرارة الصبر ونفاذ الصبر.
الانتفاضة على الجوع بالجوع، دفع اليأس والقهر عن الأجيال القادمة وانتظاراتهم، فتح البحر والمعبر. إنها هبّة رفض دفع فواتير الانقسام، ليسوا من أهله ومريديه، ليس لديهم مصلحة في استمراره، انتفاضة ضد ظلم الأخ، دون حجارة وإطارات محروقة.. يتم مقابلتها بمظاهر تثير فينا الأسى والألم، وأكثر.
من نافل القول إن الانقسام أدخلنا في نفق مظلم، وأربك المشهد النضالي المعروف، والتبس على الفهم طبيعة أي مشروع وطني نقف، بينما نخسر الأرض ونخسر الشعب. منذ تلك اللحظة قبل دزينة من السنوات، تم إخراس الألسن وتم تلوين الأجواء بالكراهية والعداء، ونزع المنطق من الخطاب الوطني وقدرته على الإقناع، بينما الانقسام مستمر؛ في إفساد المناخ الفلسطيني وبراءة القضية وتجاهل مؤشرات ومعطيات الواقع. معطيات ومؤشرات تشير بأصبع الاتهام إلى الانقسام وتحمله المسؤولية عن المآسي الوطنية والسياسية، وعن عديد الانكسارات والأوجاع والتفكك القيمي والإحباط. مع هذا وذاك، لم يستطع القهر منع المدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان من الترافع والإدلاء بالشهادات؛ لأن الحديث متصل بالبديهيات وليس لأحد أن يُغلق الملف.
تعب جسد غزة ولم تتعب روحها، أرادت خوض مغامرة تقول بوضوح: إن الترهيب قد فقد مفاعيله حتى لو كان ملفوفاً في خطابات حماسية، أو مُسميات تبتعد بالنص المقدس عن استخداماته الصحيحة.
غزة أرادت تغيير تحريك المشهد بعد أن ذهبت وعادت، هرولت وتعثرت، ركضت وتوقفت، اختنقت واستعادت أنفاسها. فكرت وقررت، بعد أن نظرت نحو الخلف ومن ثم نحو الأمام.