- الكاتب/ة : يحيئيل شابي *
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2019-04-25
أضافت الادارة الامريكية هذا الاسبوع الى خريطة اسرائيل هضبة الجولان. يحتمل أن تضاف اليها لاحقا مناطق ج واماكن ذات اهمية تاريخية واستراتيجية مثل المذبح في جبل عيبال، قبر يوسيف، باعل حتسور وغيرها. الى هناك على ما يبدو يسعى ترامب. صحيح، اسرائيل ستعترف بالحكم الذاتي لاغلبية سكان يهودا والسامرة العرب ولكن معظم الارض ستبقى في ايديها.
في السنتين الاخيرتين عملت الادارة الامريكية على الخطة، التي لاول مرة لا تقوم على اساس اعطاء حقوق قومية للفلسطينيين بل على اساس السلام الاقليمي. في نظرها، اسرائيل هي ذخر للمنطقة، وبصفتها هذه، عليها أن تبقى في حدود قابلة للدفاع وحقها في الحفاظ على اجزاء كبيرة من اقاليمها التاريخية. لقد نجحت اسرائيل نتنياهو في الاقناع بان المستوطنات ليست عائقا للسلام بل سلوك الجانب الفلسطيني.
الولايات المتحدة كقوة عظمى، ترى الامكانية الكامنة في الشرق الاوسط، وبالمقابل، تفحص الواقع الذي تصممه ايران، الاخوان المسلمون ورجال الجهاد السلفي، والذين يقودون نحو الصدام. استنتاج الادارة هو ان القيادة الفلسطينية هي ايضا جزء من “محور الجهاد”. فهذه القيادة تقدم خراب اسرائيل على اقامة دولة فلسطينية. وهم يخشون وعن حق بان دولة كهذه كفيلة بان تصبح موقعا متقدما لمحور الجهاد.
في نظر الفلسطينيين اسرائيل غازية: هم يرفضون الاعتراف بها كدولة الشعب اليهودي، والتطلع الى نهاية النزاع. وترامب كمسيحي مؤمن وكرجل اعمال يعرف التنازلات الاسرائيلية والارهاب الفلسطيني. وهو يرى الى أن تقود ايران المنطقة، ويفهم ان هذه نتيجة فكرة “الشرق الاوسط الجديد” للاسرة الاوروبية والادارات السابقة.
يقسم ترامب اللاعبين الى اخيار واشرار: من الى جانبنا ومن ضدنا. اسرائيل كموقع متقدم للغرب ستحمى من كل شر. لن تقام الى جانبها دولة لا تحبط السلام ولا تعترف بحق الشعب اليهودي في دولة في بلاده. ترامب يوضح للعرب بان الاعتراف باسرائيل كدولة اليهود لا يمنع وجودهم بأمن وبسلام. من هنا، فان المستوطنات ليست عائقا بل فرصة للسلام. مناطق التشغيل المشتركة في المستوطنات، التزاوج المتبادل التي بين الحداثة الاسرائيلية والمقدرات الطبيعية العربية هي الحل. اسرائيل هي جزيرة حداثة تكنولوجية، هي النموذج لقيادة شعوب المنطقة الى الازدهار والى الامن.
لهذا الغرض حصل رجال ترامب على ضمانات اقتصادية من دول المنطقة، في ظل نقل الرسالة: إما ان تكونوا معنا أو ضدنا. في حالة خروج الفلسطينيين الى حرب ابادة ضد الخطة، ستتراجع الادارة الامريكية عن دعمهم وكفيلة بان تتراجع عن الاعتراف بحقهم في تقرير المصير، بالحكم الشرعي وليس فقط بحكم الامر الواقع. على الفلسطينيين ان يستوعبوا بان شعوبا اقدم واثبت منهم، مثل الباسكيي، الاكراد، الكتالونيين والولشيين، وان لم يحظوا باقامة دولة، ولكنهم بعضهم يتمتع بالحكم الذاتي.
على اسرائيل ان تعانق الخطة وان تتصرف في اطارها وليس ضدها، وذلك لانها العلائم الاولى التي تبشر بحلول الربيع. عليها أن ترفع الارباح الى الحد الاقصى، وان تبسط السيادة في كل مكان تستطيع وان تعمل على تجريد السامرة ويهودا وغزة، وان تبقي في ايديها الذخائر التاريخية. عليها أن تنخرط في المجال علنا وان تمتطي القاطرة الامريكية الى المطارح الاكثر انفلاتا التي يمكننا أن نتخيلها. فمتى كانت لدينا نقطة بدء كهذه في المفاوضات؟
* د. مستشرق خبير في موضوع النزاع الاسرائيلي العربي