- تصنيف المقال : اراء حرة
- تاريخ المقال : 2019-04-29
لا يستطيع أحد امتلاك شجاعة التشكيك بوطنية حركة حماس، وتضحيات قياداتها، وانحياز أغلبية فلسطينيي مناطق الضفة والقدس والقطاع لها بحصولها على الأغلبية البرلمانية في انتخابات المجلس التشريعي عام 2006، مثلما لا يملك أحد شجاعة الدفاع عن موقفها ومبررات الانقلاب الدموي الذي نفذته في حزيران 2007، وسيطرت من خلاله منفردة على قطاع غزة، لهذا الوقت .
يتحدث إسماعيل هنية عن ضرورة الوحدة الوطنية، وعن أهمية التصدي لخطة إدارة الرئيس الأميركي لتسوية الصراع الفلسطيني، فما هي الأفعال التي قدمها للتأكيد على حُسن النوايا، والرغبة الجادة في الوحدة الوطنية ؟؟ لقد أعاد تشكيل مجلس إدارة قطاع غزة، وهو مجلس بمثابة حكومة لإدارة القطاع، فكيف يمكن التوفيق بين تشكيل حكومة إنفصالية رداً على حكومة رام الله، وبين دعوته لوضع الاتفاقات الموقعة موضع التنفيذ، هذه لا تتوافق مع تلك، ولهذا إذا كان إسماعيل هنية جاداً، وحركة حماس حريصة على الوحدة الوطنية، لتفعل ما تفعله حركة فتح في الضفة الفلسطينية، لقد نجحت حركة حماس في أكثر من موقع طلابي ونقابي وبلدي في الضفة الفلسطينية وأخرها في انتخابات جامعة بيرزيت، فماذا يحصل في قطاع غزة سوى سيطرة اللون الواحد والحزب الواحد والرؤية الواحدة، مثلها مثل الأنظمة الشمولية العربية التي هُزمت وهوت بما فيها حُكم الإخوان المسلمين في مصر، وقطاع غزة سيكون على الطريق، سيهزمون إن لم يتعلموا من تجربة الأنظمة الشمولية الأحادية القومية واليسارية والإسلامية التي فشلت .
شعب غزة يستحق ما هو أفضل من التسلط والأحادية والتفرد، شعب غزة يستحق التعددية الحزبية والفكرية والسياسية والدينية، من المسلمين والمسيحيين، فالمسيحيون يرحلوا رغم أنهم جزء من أهل البلاد، وجزء أصيل وأساسي من الشعب الفلسطيني، لم يتبق وفق معلومات المطران عطا الله حنا سوى الف مسيحي في قطاع غزة، حماس تتحمل مسؤولية رحيلهم وفقدانهم لكرامتهم في بلدهم ، وهذا يعود إلى حجم التحريض ضدهم ونموذجه ما يفعله صالح حسين سليمان الرقب القيادي لدى حركة حماس ووكيل الأوقاف في إدارة حكومة غزة والمدرس المشارك بقسم العقيدة والمذاهب المعاصرة في كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية في غزة وهو يحرض ضد الكنائس والمسيحيين علناً في محاضراته أينما تكون .
على أي حال إذا كانت حماس جادة فعليها أن تسلك طريق التعددية وفتح بوابات الشراكة عبر الانتخابات، طريق الوحدة الوطنية تتطلب السماح بإجراء الانتخابات لمجالس طلبة الجامعات، وللنقابات والبلديات، لتعزيز الوحدة الوطنية على الأرض، في الميدان، وبين مسامات الشعب الذي هزم الاحتلال وأجبر شارون على الرحيل بعد فكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الاحتلال .
إجراء الانتخابات في قطاع غزة لمجالس طلبة الجامعات وللنقابات وللبلديات، هو طريق الوحدة الوطنية، هو المدماك الأول الذي يرصف الطريق نحو التعددية والديمقراطية والشراكة، نقيضاً للانقلاب وللتفرد وللتسلط والأحادية التي تفرضها حركة حماس بالقوة على أهالي قطاع غزة .