- تصنيف المقال : اراء حرة
- تاريخ المقال : 2013-12-04
بالأمس (الاثنين في 2/12/2013) شهد مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان حدثاً خطيراً، إذ قتل فيه اثنان من المواطنين الفلسطينيين برصاص القناصة.
من المعروف أن مدينة طرابلس اللبنانية تشهد جولة جديدة من الاقتتال بين منطقتين فيها، هما جبل محسن، وباب التبانة، الاول موالٍ للنظام في سوريا وتسكنه أغلبية علوية، والثاني موالٍ للمعارضة المسلحة باتجاهاتها الأصولية وتسكنه أغلبية سنية، أما مخيم البداوي فيقع بمحاذاة جبل محسن، يلتصق به عبر التمدد العمراني الذي بات من المستحيل معه وضع حدود بين المخيم وجواره.
الفلسطينيون في لبنان عامة، وفي الشمال خاصة، اتخذوا موقفاً محايداً وإيجابياً من الأحداث في طرابلس، ويقوم الموقف على الأسس التالية:
* لسنا كفلسطينيين طرفاً في الأحداث الدائرة، ونرفض أن ننجر إليها، فهي صراعات محلية، ذات خلفيات متعددة، ليس من بينها القضية الفلسطينية والتي تشكل بالنسبة لنا وعلى الدوام، البوصلة السياسية لعملنا ونشاطنا.
* نحن ضد اقتتال الأخوة اللبنانيين، وندعو إلى وقف كل أشكال العنف واللجوء إلى القوة في حل الخلافات السياسية.
* ندعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإزالة خطوط التماس وانتشار قوات الشرعية اللبنانية، وسحب المسلحين وإلغاء كافة المظاهر المسلحة.
* نتعهد بأن يبقى المخيم (البداوي) بمنأى عن تطور الأحداث، ولن تكون له صلة على الإطلاق بما يجري، لا من حيث الانحياز، أو من حيث الدعم لأحد الطرفين، أو من حيث الاشتراك في القتال، ليس لنا مصلحة وطنية في كل هذا.
ومع ذلك طالت النيران المخيم وسقط فيه شهيدان بنيران القنص في المخيم من يتوجس خفية من أن يكون البعض يحاول أن يجر المخيم إلى الحرب الدائرة في المدينة، ليخلط الأوراق السياسية، بحيث يدخل العامل الفلسطيني على الخط، فتزداد الأمور تعقيداً لصالح الاتجاهات المتطرفة، ذات النوايا التدميرية، لذلك قوبلت عمليات جر المخيم إلى القتال بأعصاب باردة، وجرى التحامل على الجرح، وإدانة عمليات قنص اثنين من أبناء المخيم، والتمسك في الوقت نفسه بالأعصاب الهادئة، ورفض الانجرار إلى قتال لا يخدم لا القضية الفلسطينية، ولا قضية لبنان، ولا قضية سوريا.
لا تحاولوا أن تجروا المخيمات إلى أتون الحرب المدمرة، فلسنا ممن ينادون بأن يكون لنا في كل عرس قرص، لنا أعراسنا الخاصة وهي كلها أعراس لفلسطين لا لسواها.
