- الكاتب/ة : عودة بشارات
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2019-10-08
هآرتس –
لا يجب علينا أن ننتظر عشرات السنين كي نشك بأن الشرطة قد قررت أن تعم فوضى السلاح والجريمة في الوسط العربي. في الوقت الذي فيه العصابات في الشارع اليهودي يتم علاجها بقبضة حديدية، عصابات الجريمة في الشارع العربي تزدهر وتغرق السكان العرب بالدم والدموع. أذرع الامن التي تفتح عيونها على كل حركة لعربي، حتى في غرفة النوم، اصيبت فجأة بالشلل. هل هذا ليس قرار، أن تتوقف في الوقت الذي يجب فيه أن تعمل؟ قرارات يرفرف فوقها علم اسود لا تكتب بشكل عام. احيانا يتم نقلها من خلال اقوال تفوح منها رائحة التعاطف مثل “الله يرحمه”، مثلما كان في كفر قاسم، كلمة التعزية هذه كانت هي الاشارة الى قتل 49 شخص من سكان المكان بدم بارد على أيدي قوات الامن. احيانا التعليمات يتم نقلها بواسطة اشارة باليد مثل التي اعطاها دافيد بن غوريون كرد على سؤال ما العمل مع سكان اللد والرملة. في اعقابها تم طرد سكان المدينتين.
ازاء اللامبالاة التي ترد بها الشرطة على انتشار السلاح الواسع في اوساط المواطنين العرب وعلى اعمال القتل الصادمة وفوضى اطلاق النار علنا في ميادين المدن العربية، ليس بالامكان أن لا نصل الى استنتاج بأن شيء ما يثير القشعريرة يحدث في قيادة الشرطة العليا. أنا لا اعرف اذا كان هناك قرار خطي بهذا الشأن موجود في جارور ما في غرفة مظلمة، لكن عدم فعل شيء يعتبر قرار صارخ. هذا قرار بصيغة “الله يرحمه” لكفر قاسم. هذه المرة بدون اطلاق نار، حتى ولو رصاصة واحدة. قرار يتكون من عنصرين: اغراق العرب بالسلاح والسماح للمجرمين بالعربدة. هذه هي “الله يرحمه” الجديدة لحكومة اسرائيل ضد سكانها. بعد ذلك ايضا يستغربون، “اغراب يقتلون اغراب، وفي النهاية اليهود يدفعون”، مثلما قال مناحيم بيغن بعد مذبحة صبرا وشاتيلا.
أنا أذكر هنا بقصة عمر أبو غريبان في العام 2008 – المقيم غير القانوني من غزة الذي اصيب اصابة بالغة وترك من قبل الشرطة على شارع 443، رجال الشرطة لم يقوموا بضربه، لا سمح الله، وبالتأكيد لم يطلقوا النار عليه ولم يشتموه حتى، فقط تركوه وحده امام الموت الذي اقترب منه بخطوات سريعة.
هذا بالضبط الوضع في هذه الاثناء: لا يوجد هناك المزيد من تفريق المظاهرات بالسلاح الساخن، لا يوجد ضربات ولكمات أو اعتقالات. الشرطة ببساطة اتخذت قرار بأن تتبخر، وابقاء العرب ينزفون بدون دواء. نعم، وزير الامن الداخلي جلعاد اردان لم يأمر باطلاق النار على اكثر من سبعين شخص عربي من مواطني الدولة الذين قتلوا منذ بداية السنة، لكنه مهد الارضية في دهاليز الشرطة لقتلهم.
ماذا يعتبر كل ذلك اذا لم يكن عمل ساخر يثير القشعريرة الذي فقط نظام قاسي القلب وعديم الضمير يفعله بمواطنيه – مواطنون وضعوا في يديه أمنهم وأمن عائلاتهم؟ العرب يقولون “اذا وضع شخص في يديك شيء غال عليه، لا تخنه حتى لو كنت شخص خائن”.
في هذه الاثناء الجانب الفاشي في الخارطة السياسية يحتفل. وزير المواصلات، بتسلئيلسموتريتش، يعرض في صفحته في تويتر فيلم قصير يظهر فيه شاب عربي وهو يطلق النار في الشارع. ما هذا اللامعقول. بالضبط هذا الفيلم الذي فيه اراد سموتريتش أن يسيء سمعة العرب، هو لائحة اتهام خطيرة ضد قيادة الشرطة والوزير اردان الذي تحت قيادته تجري هذه المسرحية الخطيرة. آخرون يحاولون أن يفسروا بأن هذا هو عقلية العنف للعرب، لكن على بعد بضع دقائق سفر، في جنين وطولكرم ورام الله ومناطق السلطة الاخرى، عدد حالات الجريمة اقل بكثير. يبدو أن من يهمه ما يحدث لمواطنيه، توجد لديه كل الدافعية كي يحسن التعامل معهم. في اسرائيل، من يكرهون العرب يجلسون على رأس الهرم، فكيف سيدافعون عن الناس الذين يكرهونهم؟ وكيف اذا كانوا يتحركون بجموعهم، يزورون الانتخابات ويسرقونها ومتهمون دائما كقتلة اولاد يهود في طور الامكان؟.
عندما نولي القط حراسة العصفور، لا تندهشوا اذا تم افتراس هذا العصفور.