- تصنيف المقال : اراء حرة
- تاريخ المقال : 2014-01-04
كنت أتمنى لو بقيت حماس بعيدة عن مرمي الصراعات الدينية والسياسية وبقيت قلعة من قلاع المقاومة بتاريخها الذي سطره الشيخ احمد ياسين وعشرات الشهداء.
ولكن حماس اندفعت في طريق مسدود حين أعلنت استقلالها في غزة عن الشعب الفلسطيني وقررت ان تخوض معركة وصلت إلي مستنقعات الدم ضد السلطة الفلسطينية.. كانت حماس تمثل فصيلا من فصائل المقاومة الفلسطينية وأخذت مكانة في قلوب الكثيرين وحين دخلت الصراع السياسي وابتعدت عن قواعدها وأهدافها خسرت الكثير..كانت خسائرها الأولي مع السلطة الفلسطينية وكان انقسام الشعب الفلسطيني بين أهل فتح وأهل حماس اكبر خسائر القضية الفلسطينية منذ النكبة في عام1948 ودخلت حماس في حسابات كثيرة مرة مع سوريا ومرة أخرى مع إيران ثم قطر وأصبحت تمارس العبث السياسي علي كل الجبهات.. كانت آخر خطايا حماس انها دخلت واقحمت نفسها في الشأن المصري حتي وصل الأمر الي العبث في سيناء في انشطة عسكرية ضد المصريين.
إساءات كثيرا لتاريخ حماس وغيرت الكثير من مشاعر المصريين تجاهها.. لا احد ينكر علي حماس انتماؤها التاريخي لجماعة الإخوان المسلمين ولكن حين يتعلق الأمر بالتدخل في شئون مصر تحت اي ستار حتى ولو كان دينيا هنا تتغير الحسابات من حق حماس ان تكون لها ثوابتها الدينية مع الإخوان المسلمين وان يكون انتماءها لفكر هذه الجماعة ولكن حين يتعلق الأمر بالأمن القومي المصري وما يحدث من تهديدات لنا في سيناء وان تصبح حماس طرفا رئيسيا فيما تتعرض له مصر من اعتداءات فإن الأمر يتغير تماما وتجد حماس نفسها في موقف آخر من الشعب المصري..
لقد خسرت حماس يوم حملت السلاح ضد السلطة الفلسطينية وضد الشعب الفلسطيني وخسرت حماس يوم قسمت الفلسطينيين الي اكثر من شعب واكثر من فصيل وخسرت يوم تدخلت في شئون مصر لحساب الإخوان المسلمين لأن مصر ليست فقط الإخوان المسلمين وهم لا يمثلون مصر.. لقد حاولت حماس ان تجعل من الجماعة شعبا وهذا خطأ فادح لأن الجماعات مهما يكبر حجمها لا تلغ الشعوب ولا تغن عنها.