- تصنيف المقال : شؤون فلسطينية
- تاريخ المقال : 2014-01-11
تحت شعار " هنا اليرموك" انطلقت صباح السبت أضخم حملة إعلامية فلسطينية في تاريخ الإعلام الفلسطيني لتسليط الضوء على معاناة أكثر من 20 ألف لاجئ فلسطيني محاصرين في #مخيم_اليرموك للاجئين جنوب العاصمة السورية دمشق.
ويشارك في الحملة التي تضم - موجة إذاعية مفتوحة- أكثر من 60 إذاعة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة في شبكات إذاعية متعددة وعلى معظم موجات البث الإذاعي العاملة في فلسطين ومنها إذاعات فلسطينية خاصة وأخرى محسوبة على عدد من الفصائل الفلسطينية.
وتهدف الحملة إلى توجيه رسالة دعم شعبية فلسطينية للأهل في مخيم اليرموك تحت عنوان " لستم وحدكم"، وكذلك تشكيل رأي عام ضاغط على كافة المستويات السياسية الفلسطينية سواء عبر وفد منظمة التحرير المتواجد لمعالجة قضية الحصار في دمشق، أو على كافة الفصائل الفلسطينية القادرة على التحرك من أجل إنهاء هذه المعاناة.
كما تسعى الحملة إلى نقل أصوات أهالي مخيم اليرموك المحاصر في ظل منع تام لدخول طواقم وسائل الإعلام العربية والأجنبية إلى المخيم منذ فرض الحصار مطلع تموز الماضي على الأقل.
واستهلت الحملة موجتها بمداخلة لرئيس الوزراء الفلسطيني في الضفة الغربية رامي الحمد الله شدد فيها على سعي القيادة الفلسطينية لفك الحصار عن المخيم عبر إرسال وفد من منظمة التحرير الفلسطينية إلى سوريا لتنفيذ ما اتفق عليه مع كافة الأطراف.
وأشار الحمد الله إلى التزام حكومته بتقديم المساعدات الإنسانية والإيفاء بالتزاماتها تجاه المخيم وكافة المخيمات في الشتات الفلسطيني، ودعا إلى تجنيب المخيمات الفلسطينية الصراع الدائر في سوريا.
ومن المقرر أن تستضيف الموجة الإذاعية المفتوحة نشطاء من مخيم اليرموك طيلة اليوم حيث يتحدث نشطاء في مجال الإغاثة وأهالي ومؤسسات لا زالت تحاول جاهدة بأدنى المقومات تقديم أي إسناد يساهم كما يقولون " في تأخير موت أهالي المخيم لأيام أخرى".
وقال " أسامة" الناشط في مؤسسة جفرا الإغاثية بمخيم اليرموك إن 39 لاجئا فلسطينيا بينهم عدد كبير من الأطفال استشهدوا بالجوع والباقيين يواجهون خطر الموت بنفس المصير في المخيم. ودعا ناشط جفرا إلى أوسع حملة دعم وإسناد للأهالي المحاصرين في اليرموك في ظل ما وصفه بالغياب الكامل لكل مؤسسات منظمة التحرير والسلطة وحكومة غزة.
ودعا وفد منظمة التحرير الموجود في دمشق لمتابعة أزمة المخيم بزيارة مراكز إيواء النازحين عن مخيم اليرموك في دمشق، وكذلك الدخول إلى المخيم والاطلاع على مئات حالات الجفاف والمرضى الناتجة عن الجوع ونقص المناعة ونفاذ الأمصال والأدوية.
وفيما توفيت طفلة (عمرها 40 يوما ) بسبب عدم قدرة والدتها على إرضاعها أمس في مخيم اليرموك، ذكر ناشط جفرا أن الأهالي يلجؤون لغلي المياه بالبهارات وشربها للبقاء على قيد الحياة. وفي نداء لكل الفلسطينيين والعالم، قال ناشط جفرا إن " مخيم اليرموك كان خزان للثورة الفلسطينية وسيبقى كذلك ويتمنى أن لا يخذله أحد " ..
وتتداول الإذاعات الفلسطينية مقاطع من نداءات بثها شباب من مخيم اليرموك عبر اليوتيوب أشهرها لشابة فلسطينية " رشونا بالكيماوي وموتونا جماعي ولا تذلونا .. شو مستنيين ؟! " والنشيد الأشهر من بداية الأزمة السورية " يا الله مالنا غيرك يا الله" ! كما تبث الحملة برقيات إعلامية على شكل تدوينات وتغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الصفحات الإخبارية، وتتضمن معلومات عن أهالي اليرموك وأعدادهم وحاجاتهم وكذلك عن عموم فلسطينيي سورية النازحين والشهداء والمهدمة بيوتهم.
وحسب "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية" أن عدد الضحايا من اللاجئين الفلسطينيين في سورية قد بلغ "1873" لاجئاً فلسطينياً قضوا خلال الأحداث الدائرة في سورية وذلك حسب إحصائياتها الموثقة حتى نهاية عام 2013.
وقضى، وفقاً للمجموعة، 1842 لاجئاً فلسطينياً داخل سورية و31 لاجئاً فلسطينياً خارجها، أما داخل سورية فقد سجل 1270 لاجئاً قضوا داخل المخيمات والتجمعات الفلسطينية، و572 لاجئاً قضوا خارج مخيماتهم وتجمعاتهم في سورية.
وقضى 31 لاجئاً فلسطينياً خارج سورية أثناء محاولتهم الوصول إلى البلدان الأوروبية هرباً من الأوضاع المأسوية في سورية. وتتزامن الحملة الإعلامية لدعم مخيم اليرموك مع تغطيات خاصة لبعض الفضائيات العربية أيضا، ستشارك في بث فترات زمنية من الموجة الإذاعية.
وكذلك تفاعل من إعلاميي ومواقع الأخبار في المناطق المحتلة عام 1948.
ومن قلب المخيم تحدث الناشط أسامة والذي تحدث عن المعاناة اليومية التي يعانيها المخيم في ظل النقص في الغذاء المستمر دون أي أفق لحلول لفك الحصار عنه.
و قال أسامة أن الأهالي لم يعد لديهم سوى الأعشاب يقومون بغليها و إضافة البهارات إليها و شربها، مشيرا إلى استشهاد طفلة عمرها أربعة أشهر يوم أمس بسبب الجوع و عدم توفر الحليب للرضاعة.
و بحسب أسامة فإن 39 شهيدا سقطوا بالجوع في اليرموك والباقيين يواجهون خطر الموت بنفس المصير، المطلوب تضامن اكثر فعالية في غياب كامل لكل مؤسسات منظمة التحرير والسلطة وحكومة غزة.
و تابع:" نتمنى أن لا يصدق أحد وعود السياسيين حتى يعود الاهالي الى بيوتهم في المخيم بد فتح الطريق الى المخيم ..مخيم اليرموك كان خزان للثورة الفلسطينية وسيبقى كذلك نتمنى أن لا يخذل أبدا".
السفير الفلسطيني في الدوحة منير غنام:
" ما يجري في مخيم اليرموك يتجاوز كل المعايير الإنسانية، الجميع يعرف أن الشعب الفلسطيني في سوريا و تجمعات الشتات هو شعب ضيف في هذه الدولة، و ليس طرف يف أي صراع، و المخيمات مؤقته إلى حين العودة إلى فلسطين، و بالتالي على الجهات المتنازعة عدم جر الفلسطينيين إلى هذه الصراعات لتحقيق مصالح شخصية لهم وتحويلهم لبطاقة لتحقيق أغراض خاصة... ما يحدث في اليرموك جريمة حقيقية".
عن دور السفارات في مساعدة المخيم: هناك جهود لإدخال لمساعدات للمخيم و لكن هناك من يعطل أي إمكانية للدخول إلى المخيم، نحن نتوجه إلى كل الأطراف وكل من يستطيع الضغط على المحاصرين على المخيم لفك الحصار لإدخال المساعدات إلى المخيم و أخراج الجرحى". و حول التواصل مع الحكومة القطرية لإدخال المساعدات قال:" هذه جهود جماعية و ليست فردية و نحن نقوم بالتنسيق مع الجميع و نأمل أن تكون هناك إمكانية لإعادة أعمار المخيم و أدخال المساعدات حينما تسمح الظروف لذلك".
الجبهة الشعبية
دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين جميل مزهر جميع الفصائل الفلسطينية لتحييد مخيم اليرموك وعدم الزج به وكل المخيمات بالشتات أتون الصراع القائم في سوريا أو غيرها من البلدان العربية.
وقال مزهر في تصريحات صحافية " يتعرض مخيم اليرموك إلى كارثة إنسانية مأساوية جداً، فهناك ما يزيد عن ثلاثين لاجئاً فلسطينياً قضوا جوعاً داخله، في محاولة لتمزيق وتهجير اللاجئين مرة أخرى من مخيمات اللجوء في الشتات".
وطالب مزهر القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية لأن تسارع وتواصل جهدها من أجل تجنيب المخيم الويلات التي يتعرض لها، وتوفير الحد الأدنى من لقمة العيش والحياة الكريمة، بما يعزز صمودهم في وجه كل المحاولات التي تستهدف تهجيرهم وتصفية قضيتهم العادلة".
وأكد مزهر بأن المسئولية وطنية وعامة حول ما يجري في اليرموك، مطالباً الجميع بعدم التهرب من القيام بواجبه الوطني في تجنيب وتحييد المخيم ويلات هذا الصراع والجوع، مشيراً أن هناك اتفاق تم التوافق عليه يجب بذل كل المساعي من أجل تنفيذه عبر خروج المسلحين الذين يحتمون بالأهالي داخل المخيم، وانسحاب المسلحين الآخرين من على أطراف المخيم ليتسنى إدخال الطرود الغذائية والأدوية فوراً".
واتهم مزهر أطرافاً لا يروق لها هذا الاتفاق وتلعب دوراً سلبياً وتحاول تعطيل الاتفاق وتخريب كل المساعي لإنهاء معاناة المخيم .
وطالب مزهر الأمم المتحدة بالقيام بدورها في تقديم كل الدعم والإسناد لأهلنا في المخيم وفتح ممرات آمنة لإدخال المساعدات والأدوية.