- تصنيف المقال : الفلسطينيون في السويد
- تاريخ المقال : 2014-01-29
تطور الوجود الفلسطيني السويد: السويد كغيرها من الدول الأوروبية الأخرى، كانت مقصداً لأبناء الشعب الفلسطيني، وكانت البدايات في منتصف ستينات القرن الماضي، حيث قدم إلى السويد عدد من الطلبة المتفوقين في المعاهد الصناعية في الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا، بعد أن حصلوا على منح دراسية، بواسطة وكالة الغوث التابعة للأمم المتحدة، واستقر معظم هؤلاء في السويد في أعقاب حرب 1967م، بعضهم التحقت عائلاتهم بهم، والبعض الآخر فضل الزواج من سويديات، وكانت أعدادهم حتى ذلك الوقت قليلة.
في نهاية السبعينيات قدمت موجة من الفلسطينيين إلى السويد من الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان والأردن وسوريا؛ على خلفية الصراعات التي حدثت في المنطقة، سواء مع إسرائيل أو الخلافات الفلسطينية مع بعض الأنظمة العربية. وكانت الموجة الأوسع في أعقاب الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 1982م، وحرب الخليج الثانية عام 1990م، كما شهدت الفترة التي تلت الحرب على العراق موجة لا بأس بها من الفلسطينيين إلى السويد.
عدد الجالية الفلسطينية في السويد: لا تتوفر أية إحصائيات دقيقة حول عدد أبناء الجالية الفلسطينية في السويد؛ لأن مركز الإحصاء السويدي عندما يجري تعداده، يسجل الأشخاص حسب الوثائق التي يحملونها، فالفلسطيني القادم من الأردن؛ يسجل أردنيًا، وهكذا، ومن يحضرون وثيقة سفر لبنانية أو سورية أو مصرية أو عراقية؛ يتم تسجيل بعضهم بصفة "بلا وطن"، وبعضهم باسم البلد التي صدرت منها الوثيقة، ومن ولدوا لأب فلسطيني وأم سويدية؛ يدرج الطفل إحصائياً بصفة سويدي. بناء على ذلك، فإن عدد أبناء الجالية الفلسطينية في السويد (حسب جهاز الإحصاء السويدي في عام 2003م) بلغ 4673 نسمة في حين قدر أبناء الجالية أنفسهم 40 ألف نسمة. أما الباحثة الجامعية "جامعة فاكسيو" دلال عبد الغني والتي اعتمدت على مصادر دوائر الهجرة والبلديات في السويد، فتوصلت إلى أن عدد أبناء الجالية الفلسطينية 10 آلاف نسمة.
أماكن وجود الجالية الفلسطينية في السويد: يتركز وجود أبناء الجالية الفلسطينية في السويد في المدن التالية: ستوكهولم، أوبسالا، مالمو، غوتنبوغ، سودرتاليه، فاكسيو، يافلي، هلسنبور، ولاندسكرون.
اندماج الجالية الفلسطينية في المجتمع السويدي: يواجه الفلسطينيون في السويد مشاكل عدة في عملية اندماجهم في المجتمع السويدي، وتأتي في مقدمة هذه المشاكل: الاختلاف في العادات والتقاليد، وصعوبة اللغة السويدية، وارتفاع نسبة البطالة بين أبناء الجالية، (رغم من وجود عدة مؤسسات سويدية تسعى جاهدة إلى تأمين دروس مجانية في اللغة السويدية، وتعريفهم على المجتمع السويدي، ومساعدتهم على الدخول إلى سوق العمل)، هذا لا يعني أن أبناء الجالية الفلسطينية في السويد لا يسعون إلى الاندماج مع المجتمع السويدي، لكنهم يحاولون أن يضعوا ضوابط أمام هذا الاندماج، خاصة فيما يتعلق بالانصهار في العادات والتقاليد السويدية، التي لا يتناسب بعضها مع العادات والتقاليد العربية. وفي المقابل؛ فإن أهم العوامل التي تساعد على اندماج أبناء الجالية الفلسطينية في المجتمع السويدي؛ هي المدرسة التي توفر لهم اتقان اللغة السويدية، والاحتكاك بغيرهم من المجتمع السويدي من مدرسين وزملاء.
نطاق عمل أبناء الجالية الفلسطينية في السويد: يعاني معظم أبناء الجالية الفلسطينية في السويد من البطالة، التي ترتفع نسبتها إلى 80% حسب بعض المصادر البحثية، أما النسبة المتبقية العاملة أي 20%، فإن معظمهم يعملون في القطاع الاستهلاكي، وعلى وجه الخصوص؛ في قطاع المطاعم، لذلك يعتمد معظم أبناء الجالية الفلسطينية في تغطية نفقات حياتهم اليومية على رواتب البطالة التي تمنحها لهم المؤسسات الرسمية حسب القانون السويدي.
مؤسسات فلسطينية في السويد:
أبرز مؤسسات الجالية الفلسطينية في السويد هي:
اتحاد الجمعيات الفلسطينية في السويد، تحالف حق العودة، جمعية الشعب الفلسطيني في أوبسالا، النادي الثقافي العربي، نادي القدس في أوبسالا، جمعية الصداقة الفلسطينية السويدية في يافلي، رابطة سوديرتاليه، الجمعية الفلسطينية، نادي السلام في غوتنبورغ، الرابطة الفلسطينية في مالمو، النادي العربي في هلسنبور، مركز العدالة في غوتنبورغ.
العمل الدبلوماسي الفلسطيني في السويد: في أعقاب اعتراف الأمم المتحدة بمنظمة التحرير الفلسطينية؛ كانت السويد من الدول التي أقرت بذلك، وفتحت منظمة التحرير الفلسطينية مكتباً إعلامياً لها في العاصمة السويدية ستوكهولم، عام 1975م. عمل المكتب الإعلامي على تأسيس عدة اتحادات منها اتحاد طلاب فلسطين، وفرع اتحاد عمال فلسطين. وبعد اتفاق أوسلو أصبح المكتب الإعلامي يسمى بالبعثة الدبلوماسية الفلسطينية.