- الكاتب/ة : بقلم دان شيفت
- تصنيف المقال : بالعبري
- تاريخ المقال : 2020-02-12
اسرائيل اليوم/
خطة ترامب تفتح المجال لخيار اسرائيلي رابع يستبعد خيار الدولة الفلسطينية المستقلة، استمرار الاحتلال او الضم الشامل لكل الفلسطينيين ويكتفي بالغور وبالكتل الاستيطانية مع اخلاء أليم للمستوطنات المتفرقة “. تفتح خطة ترامب امام اسرائيل لاول مرة امكانية تصميم الواقع في يهودا والسامرة بشكل يخدم احتياجات الامن القومي. حتى الان كان امامها ثلاث امكانيات خطيرة وضارة فقط. اما الان فنشأت ظروف جيدة للكفاح في سبيل خيار رابع يعطي جوابا لاساس احتياجاتها. الخليط الوطني الفلسطيني من العدوان، العنف وانعدام المسؤولية فرض على اسرائيل ان تختار بين دوام الاحتلال، وضم عمليا ملايين الفلسطينيين الى سكانها واقامة دولة سيادية تهدد اسرائيل بمعونة جملة من القوى الراديكالية – عرب، ايرانيين وآخرين. المجتمع الفلسطيني وقيادته لا يسعيان لاخذ المسؤولية عن دولة لاعتبارات بناءة في بناء الامة والمجتمع، بل لاقامة قاعدة لمواصلة الكفاح ضد اسرائيل. الدرس استوعب. لا يوجد اليوم في اسرائيل جهة ذات وزن جماهيري تعرض على الفلسطينيين سيادة حقيقية، بما في ذلك السيطرة في المجال الجوي والالكترومغناطيسي والسيطرة التامة على المعابر البرية. وباستثناء جهات هاذية في هوامش المعسكر (او رافعي الشعارات ممن لم يكرسوا تفكيرا لمعناها) يفهم الجميع بان كل هذه سيستخدمها الفلسطينيون للكفاح ضد اسرائيل فيلزموا كل حكومة تحب الحياة لاعادة احتلال الضفة، وعندها تعلق هناك الى الابد. الخيار الثاني هو دوام الاحتلال. كون السيادة للفلسطينيين خطيرة، تضطر اسرائيل للتحكم بهم، لاخذ المسؤولية عن مصيرهم والقيام بالاتصال اليوم المنثر مع مجتمع غير معني بدماء نفسه الى جانب دولة اسرائيل. الخيار الثالث هو استيعاب ملايين الفلسطينيين في داخلنا سواء بالضم الذي يفترض حقوق المواطنة ام بالتذاكيات القانونية التي تنفي استيعابهم بحكم الامر الواقع. في مثل هذه الحالة لا تعود اسرائيل قادرة على ان تسعى بنجاح الى تحقيق اهدافها الصهيونية، تبذر مقدراتها القوميةوتدهور الدولة اليهودية الى التخلف وعدم اداء المهام الامرالذي تتطلبه التشكيلة السكانية الجديدة. يخدم تنوع الخيارات التطرف الفلسطيني كونها كلها تقوض قصة النجاح الاسرائيلي وتعفي الفلسطينيين من مسؤوليتهم الوطنية. هكذا سيستخدمون مرة اخرى احد ادوارهم التقليدية: المعتدي في الاول او الضحية في الاثنين الاخرين. واضافة الى تضحياتهم، التي تنتج مليارات الدولارات سيحظون ايضا بالعيش في دولة فاعلة، تعرض، حتى تحت الاحتلال العسكري، جودة حياة افضل من تلك المتوقعة للفلسطيني في مجتمع ابناء شعبه في العالم العربي. بين اسرائيل والقومية الفلسطينية توجد منذ مئة سنة “لعبة مبلغها الصفر”: تفضيل الضار لاسرائيل على المجدي للفلسطينيين. في 1948 فهم بن غوريون بانهم ليسوا شريكا لحل وسط تاريخي لتقسيم البلاد وارتبط بعبدالله، كي يخرج حركتهم الوطنية الهدامة من المعادلة الاستراتيجية. يمكن لخطة ترامب أن تساعد اسرائيل في أن تملي على الفلسطينيين خيارا رابعا: فقط الارتباط عنهم بلا اتفاق، في ظل فرض الحدود والترتيبات الامنية، بشكل يضر جدا بقدرتهم على اضرار اسرائيل وبناء الذات من مقدراتها. لهذا الغرض ينبغي ضم الكتل الاستيطانية وغير الاردن لاسرائيل والتثبيت على الحدود الجديدة لعائق صلب يمنع الدخول الى اسرائيل. يمر الاتصال مع العالم العربي في الرواق في اريحا ويجري برقابة اسرائيلية. غزة تفصل كي لا تسيطر حماس على الضفة. وفقط تحول ثوري في المجتمع وفي النظام الغزي يبرر اعادة النظر في هذا الشأن. الجيش الاسرائيلي يحافظ على حرية عمله حتى في الارض الفلسطينية، ويدخل الى مدنهم لاحباط الارهاب اذا لم يفعل الفلسطينيون ذلك بنجاعة بأنفسهم. لهذا الخيار يوجد ثمن اليم، وبل ومأساوي، سيتحدى المجتمع الاسرائيلي. فهو يستوجب أرضا فلسطينية متواصلة لغرض فك ارتباط كامل. من هنا مطلوب اقتلاع المستوطنات التي خارج الكتل والغور. وحتى في التعريف الواسع لهذه وفروعها الابداعية، يدور الحديث عن عشرات الاف الاسرائيليين الذين استوطنوا بإذن رسمي في اقاليم الوطني التاريخي للشعب اليهودي. يمكن تخفيف حدة الاخلاء بالمسيرة التدريجية التي يترك فيها المستوطن بيته فقط عندما تبني له الدولة بديلا مناسبا في نطاق 67 أو في الكتل، ولكن الالم سيكون كبيرا والشرخ المؤقت محتم.
ليس الخيار بين قدرة الصمود وبين الظلم التاريخي، بل بين الاضطرار والمؤلم وبين البكاء للاجيال. اذا ما أغرينا لبسط السيادة على كل مستوطنة، سنجتذب الى أهون الشرور المتمثل بالخيار الثالث، لفرحة الفلسطينيين.